النهار
الخميس 16 أكتوبر 2025 08:35 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
في حوار خاص لـ«النهار».. معاون وزير الإسكان: تنفيذ 5100 مشروع مياه وصرف بـ726 مليار جنيه لتأمين احتياجات المصريين حتى 2050 السيد الغديري.. أول لاعب مصري في تاريخ الدوري السوري الممتاز ممثلو أفريقيا وآسيا يشاركون في مؤتمر التضامن الأفروآسيوي الـ12 وزير العدل :تعديلات مشروع قانون الاجراءات الجنائية تعزز الثقة في منظومة العدالة السعودية تستضيف مؤتمر ومعرض التأمين العالمي ingate إحالة معلم للتحقيق و فصل طلاب لإستخدام المحمول بقنا إتفاقية تعاون ” بين إريكسون وإي آند مصر ” لتحديث الشبكة الأساسية وأنظمة تكنولوجيا المعلومات تالي سوليوشنز تسلّط الضوء على الابتكارات في مجال الامتثال والوصول السحابي في معرض جيتكس 2025 ختام فعاليات البرنامج التدريبي الدولي حول حوكمة البحار بالغردقة إي آند بيزنس توقع مذكرة تفاهم لتحويل حديقتي الحيوان والاورمان إلى نموذج عالمي للحدائق الذكية أماكن اللجان الخارجية وكيفية التصويت في انتخابات نواب 2025 البرلمان يختتم أعمال جلسته العامة ويؤجل تحديد موعد الانعقاد المقبل

مقالات

دنيا الجنس

عائشة بكير
عائشة بكير


بقلم : عائشة بكير 


الجنس sex: حالة يكون عليها الفرد من حيث إنه ذكر أو أنثى، أو أنه غير مؤكد الأنوثة أو الذكورة.
وهناك في الأعم والأغلب من ينظر ويتحدث عن الجنس بنوع من التدني والاستخفاف الذي يصل إلى حد الاستحقار وبخجل كأنه أدنى ما يوجد، وينطلق هذا الحديث من خلال أعرافه وعاداته ومعتقداته التي قد تكون مبتذلة وبها بعض التهكم والتزييف على الجنس لعدة أسباب واعية وغير واعية، والتاريخ يلعب دورًا كبيرًا في صنع تلك النظرة المتدنية للجنس؛ فهناك من ينبذ الجنس وهو لا يدري أنه ينبذ نفسه وذاته وغريزته قبل أي شيء.
فلسفة الجنس

للجنس فلسفة عميقة؛ فالجنس في الفلسفات القديمة كان يعد من الطقوس الدينية، وكذا في الكثير من الحضارات القديمة، ويرجع الأمر إلى أنهم كانوا ينظرون إليه بماهيته المجردة وغير المشوهة بتلفيقات الحياة والبشر، الجنس لديهم هو ممارسة لخلق الحياة واستمرارها؛ فهو التعبير الأخير عن الحب؛ فعندما تعجز الكلمات والأرواح والنفوس والقلوب عن إيصال الحب بين طرفين وقتذاك يلجأون لتبادل الحب والتعبير عنه عن طريق الأجساد؛ فالجنس هو أعمق التعبيرات عن الحب وصناعة الحياة واستمرارها، الجنس لغة عالمية لا تحتاج إلى مترجم، هو لغة تتحاكى بها الأجساد متناغمة، الحوار فيها يكون حبًّا وعشقًا ورغبة وتوحدًا، لغة تحكي الكثير وتقول الكثير وتعبر عن الكثير وتخلق من هو أكثر، من ينظر إلى البشر يجد أنهم قد أعطوا للجنس رهبة وتحقيرًا قد يجعلانه محرمًا وملجمًا أكثر من أي شيء آخر، بينما لو نظرنا إليه بعين الإنصاف لوجدناه شيئًا يستحق التقديس من الناحية الفلسفية؛ لأنه بداية لسيمفونية الحياة التي تتراقص فيها الأجساد وتتمايل في دلال وخفة ورقة وحب وعشق كي تثمر لنا حياة أخرى، وبذلك يتضح لنا أن للجنس فلسفة وجودية تسير نحو إثبات الذات والحب واستمرار الحياة.
ولكن اعتاد الكثير من البشر التعامل مع تلك الفلسفة التي تعتبر أفضل وأجمل ما لدى الإنسان من شهوة مرتبطة به، على أنها رجس أو مسخ يجب الهروب منه في خجل وليس في حياء، في استنفار وتحريم، ولو تجرد بنو البشر قليلًا من النظرة غير الواعية للجنس لوجدنا أن الجنس بريء من كل التهم التي يوصف بها بل ويُرشق بها، فقد جعلوه مشوهًا وقبيحًا في الأذهان، بل شُوِّه أكثر بممارساتنا التي لم تكن إلا نتيجة ذلك الكبت والحجب والتزييف الذي مورس علينا تجاهه، الجنس هو بداية كل شيء متعلق بالبشر في هذه الحياة، هو فن وفلسفة في الوقت نفسه، هو اللغة الأولى للحب، فن تم تجاهله وتشويهه وتم رسمه في عقولنا ونفوسنا بذلك الشكل القبيح الذي جعلنا نستقبح من خلاله غرائزنا الحتمية التي وُجدنا بها بل ونخجل منها، على الرغم من أن الجنس هو التدفق الإنساني لعاطفة الحب الفياضة ولفلسفة الوجود والحياة.

موضوعات متعلقة