النهار
الأحد 21 ديسمبر 2025 06:11 صـ 1 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أركاس لوجيستيك مصر.. انطلاقة جديدة من قلب الإسكندرية نحو آفاق عالمية ٢٨ شاشة عرض وتليفزيون بمراكز شباب عروس البحر لمشاهده مباريات كأس الأمم الأفريقية مؤسسة زاهي حواس للآثار تنظم ندوة تحليلية حول فرعون الخروج بين المصادر المصرية والكتب السماوية القوات المسلحة تنظم دورة تدريبية للكوادر من الدول الأفريقية بيت الشعر العربي يحتفي باليوم العالمي للغة العربية في صالون أحمد عبد المعطي حجازي ملتقى خريجي وطلاب التصوير 2025 بالمعهد العالي للسينما.. يوم من الإبداع والتواصل بين الأجيال في أجواء مبهجة وإقبال جماهيري.. الثقافة تطلق الدورة الخامسة عشرة للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر من المتاحف إلى المزادات.. خيوط نفوذ جيفري إبستين في عالم الفن تحت المجهر أحمد إسماعيل يكشف أسرار العلاقة بين الممثل وصانع الفيلم في ماستر كلاس بالقاهرة للفيلم القصير غدا حفل توقيع كتاب (وجوه شعبية مصرية) أحدث إصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عائشة بن أحمد: الصدفة قادتني للتمثيل… ومصر محطة صعبة لكنها تصنع النجومية موعد وصول أحمد الفيشاوي مصر لاسقبال عزاء والدته

مقالات

د. صابر حارص يكتب عن الرسول فى يوم مولده

د. صابر حارص
د. صابر حارص


على مدى اسبوعين واتعرض لجرعات روحية وايمانية زادتني حباً وتأملاً في أخلاق خاتم الأنبياء والمرسلين، وكثيرا ما كانت أخلاق رسول الله أعلى من مستوى عقلي واستيعابي لها كسلوكٍ بشري، وأحار في كونه بشر وهو ليس كالبشر، وألتمس العذر لقريش حينما تعذر استيعابها لأخلاق نبي بهذا الحجم من التواضع والصدق والأمانة والحلم والعفو والإحسان وسائر مكارم الأخلاق، وهو مجرد إنسان عادي يأكل ويشرب ويذهب إلى الأسواق لحكمة لم تستوعبها  قريش وقتها واستلهمها القاصي والداني حتى بعد وفاته، إلى درجة وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه فوق الأخلاق وأعلى منها فقال : (وإنك لعلى خلق عظيم).

الجرعات التي تعرضت لها عن أخلاق رسول الله وسيرته مع زوجه وأصحابه وجيرانه واعدائه، مع الفقراء والملوك ومع الحكماء والحمقى، أدركت قيمة وأهمية ذكرى  الاحتفاء بسيد الخلق وامام الأنبياء من آدم لعيسى عليهم جميعا صلوات ربي وتسليماته، حينما جمع رب العزة كل الأنبياء وأخذ منهم الوعد ان محمدا امامهم وخاتمهم فشهدوا جميعا له، على نحو نراه بإذن الله في المشهد الأخير وهو يصلي بالأنبياء اماما.

 الدروس والعظات والنفحات والفتوحات التي غمرتني من كبار علماء الأزهر وغيرهم بالمساجد وعبر أثير المذياع والتلفاز اعادتني داخل الحياة بعد أن كنت خارجها في غفلة ونسيان.

 كل لحظة تمر علينا يا رسول الله دون أن نتذكرك ونذكرك على الأقل، ونتأسى بأخلاقك قدر ما نستطيع هي لحظات من الوهم والضياع ، الحياة الحقيقية هي حياتك انت يا حبيبي يا رحمة الله المهداه وشفيعنا يوم العرض على الله.

وبعد كل هذا يخرج علينا من يريد أن يحرمنا من الاحتفاء بذكراك واستحضار منهجك، لا لشيئ إلا لجمود فكر  أوتغييب عقل  بحجة أن الصحابة لم يفعلوا ذلك وهم أولى منا بحبك، ونسوا ان هذا امر  طبيعي لأن الصحابة ليسوا بحاجة مثلنا إلى تذكر أخلاقك وسيرتك وأنت بينهم وتعيش معهم، ثم يتناقلون سيرتك لاولادهم واحفادهم، حتى وإن كان  هذا الاحتفاء ظهر في فترة ما تسمى بالحكم الفاطمي

كيف لا نحتفي بذكرى مولد سيد البشر  في زمن ضاعت فيه صغائر الأخلاق ونحن بحاجة ماسة إلى تذكر قيمة الأخلاق التي جعلها الرسول الدين كله، فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في الدين، كيف لا نحتفي بذكراك  ونحن في أمس الحاجة إلى إعلاء مكانة المرأة التي كانت من أهم وصاياك أثناء موتك، كيف لا نحتفي ونحن بحاجة ماسة إلى تذكر قيمة العفو عمن ظلمنا وانت تقول لأهل مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، كيف لا نحتفي بذكراك ونحن بحاجة ماسة إلى تذكر قيمة الحلم، حينما جذبك اعرابي من ردائك طالبا منك من مال الله...فابتسمت وأمرت له بعد أن منعت عمر بن الخطاب من ردعه بالسيف، كيف لا نحتفي ونحن بحاجة ماسة إلى تذكر قيمة الشورى في الحكم والبيت ومع زوجاتك حتى في عظائم الأمور رغم أنك نبي آخر الزمان..لقد تعلمت في ذكراك ان حبك يوصلنا لحب الله، وأن حب أهل بيتك وصحبك يوصلنا لحبك... ومع كل هذه الفوائد العظيمة في ذكراك ما زلت اسمع صوتا للمتنطعين بأن الاحتفاء بك بدعة رغم قولك بلغوا عني ولو أية.... وفي ذكراك تصلنا عنك مئات الآيات من اخلاقك ومواقفك ومناقبك...صلى  الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا فيه...

موضوعات متعلقة