النهار
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 02:27 صـ 22 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
“الصحفيين الأفارقة” يعرب عن صدمته إزاء القتل والانتهاكات المتواصلة للزملاء في غزة على يد القوات الإسرائيلية وفاة طفل متأثرا بإصابته في حادث سير على طريق المحلة – طنطا وفد برلماني تركي يزور معبر رفح البري برفقة نائب وزير الخارجية والسفير التركي في القاهرة قتلها وتركها غارقة في الدماء.. الأمن يطارد قاتل زوجته بالعبور نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي شكّلت موقفًا عربيًا قويًا في مواجهة التحديات نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي شكلت موقفًا عربيًا قويًا في مواجهة التحديات محافظ الغربية: منظومة شاملة لربط قواعد البيانات لتعزيز الجاهزية لمواجهة الأزمات والطواريء المؤتمر الدولي لسوق العمل والبنك الدولي يطلقان فعالية GLMC 365 في واشنطن جامعة طنطا تستضيف فعالية ”التحديات النفسية في الحياة الجامعية” لطلاب تحالف إقليم الدلتا جامعة طنطا الأهلية تعلن بدء إجراءات قبول طلاب المرحلة الثانية إطلاق الطبعة الدولية من كتاب ”حماية الشعوب في زمن الحروب” بمكتبة الإسكندرية هدى الاتربي .. كلهم بيحبوا مودي تحدي جديد والتعاون مع ياسر جلال نجاحه مؤكد

مقالات

ضرورة محاربة خطاب الكراهية

د. محمد القضاة
د. محمد القضاة

 

بقلم : د. محمد القضاة *

ما دفعني لهذا المقال اتساع خطاب الاساءات والإشاعات والأكاذيب والفبركات الإعلامية التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الجديدة والمواقع الإخبارية الالكترونية، وجميعها تثير البلبلة والتشاحن والبغضاء وتنشر اجواء الكراهية والسموم والطاقة السلبية، في وقت احوج ما نكون فيه الى تكاتف الجهود الإيجابية لتجاوز خطاب الكراهية والتحديات القاسية والظروف الصعبة، ومن يتابع هذا الخطاب يرى بأم عينه كيف ينتشر وينال من مسؤولين وأشخاص اعتباريين ويتكرر ويصل أحياناً أعلى المستويات. وهذه الاساءات مرفوضة في الاعراف والقيم والعادات الأردنية رفضا قاطعا، وتشكل اساءة واعتداء على هيبة الدولة وسيادتها، ولا يحق لأحد الاعتداء على الشارع والمعلم والمدير والناس والاساءة لهم ولا يجوز لاصحاب الصوت العالي ان يتنمروا بآرائهم وخطابهم وعدّها حرية رأي وهم بهذا الفعل يساعدون اصحاب الفكر المريض من حملة خطاب الكراهية، والاخلاق الأردنية تأبى الاساءة لأحد وترفض النيل من كرامة الناس، وهذا ما أكده جلالة الملك مؤخرا أن لا احد فوق القانون ولا حصانة لفاسد، ويجب ترجمته على ارض الواقع

وتعالوا معي لنتابع «الميديا» الجديدة بوسائلها المختلفة لتروا حجم الكراهية والاساءات والاكاذيب اليومية عبرها، وتستوقفك عبارات وافكار اساسها الكذب والنيل من الاستقرار والامان؛ فتُذهل احياناً لحجم السخط الذي يعبر فيه الناس على تغريدة لمتدربة في عالم الميديا، وقانون الاهمال هو أنجع الطرق للاستمرار والابداع وان إعطاء الشيء التافه قيمة هو الشيء الغريب. ولنتذكر قول الشاعر: قل ما شئت في مسبتي فسكوتي عن اللئيم جواب. وللأسف غالباً ما يتداول الناس مسجات لأشخاص اعتباريين تحمل افكارا جادة يحمّلونها فوق طاقتها التعبيرية فيسيئون لأصحابها، مع انها تمثل الفكرة نفسها التي يؤمنون بها، وتصدم لحجم تداولها، والمذهل في الامر ان الناس قد تقدمك قربانا لشيء هم لا يقدمون عليه. وتعالوا لتروا كيف أصبح اليائسون! وكيف غدت أواصر التراحم والمودّة؟ وكيف أضحى حال العمل في مؤسسات المجتمع؟ تعالوا لتروا المحن إلى أيّ حدّ زادت! والعفن إلى أيّ درجة طفا على السطح! ولتروا السفهاء والجهلة كيف همُ اليوم؟ وفي المقابل تروا مآلَ الشرفاء والأوفياء والأصفياء والانقياء، تعالوا وانظروا إلى تنامي الجرائم في المجتمع، والى الجشعين والحاقدين، أولئك الذين تبوّأوا المكانة الفضلى في زمن انقلبت فيه الموازين، تعالوا لتروا وجعَ الناس في زمن يستأسد فيه الأذلّة، تعالوا وقارنوا بين ذلك الجيل الذي تربّى على البساطة والقلّة والإيثار، وما يشيع في حاضرنا من سخف وصَغار وأوكار ومواخير لانهاية لها.

وبعد لا بد من محاربة خطاب الكراهية بلا هوادة في مواقع التواصل الاجتماعي بفكر متزن وعقل منفتح ونشر ثقافة الحب والتسامح والجد والاحترام وتفعيل القيم الحسنة والحريّة المسؤولة واعادة الحياة لمعنى الاسرة في بيوتنا ومجتمعنا وممارسة فعل الخير في كل مناشط حياتنا، وعلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ان يفكروا بعمق قبل ان يكتبوا افكارهم وآراءهم، وان يكتبوا بموضوعية وان يفكروا بروية وان يحترموا حروفهم وأفكارهم وأنفسهم، والا ينساقوا خلف خطاب الكراهية والمزاودين والمنافقين وبائعي التمائم والامراض، وان يحاربوا الاساءة بالإحسان؛ خاصة ان الاردن وأهله كانوا مثار الإعجاب؛ فلنحافظ على هذا الارث العظيم، ولا ينبغي أن تكون هذه الاساءات سببا في التضيق على حرية التعبير؛ خاصة ان مجلس النواب ينظر في دورته العادية القادمة في قانون الجرائم الالكترونية وبالتالي على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يتذكروا أنّ الاساءة قد تفضي إلى إقرار ذلك القانون الخلافي؟!

* كاتب بصحيفة الرأي الأردنية

موضوعات متعلقة