النهار
الأحد 13 أكتوبر 2024 11:28 مـ 10 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الزهار: نحن مقصرون فى حق المسحراتي فلا نتجاوب معه حتى كاد أن يختفى

المسحراتى
المسحراتى

(اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم ) ، ( يـا غافي وحّـد الله ) ، ( يا نايم وحّد مولاك اللي خلقك ما بينساك ) ، ( قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم ) !! عبارات اعتاد المصريين على سماعها قبيل الفجر في شهر رمضان المعظم ، و هي الكلمات التي ينادي بها ( المسحراتي ) في شهر رمضان تنبيهاً للمسلمين بأنه حان وقت تناول السحور للمسلمين و ايقاظاً للنائمين و بث الفرحه على من سيصبحوا صائمين ، و في بعض الاحيان يضاف اليها أسماء اطفال الشارع الذى يمر فيه المسحراتي لبث الفرحه على نفوسهم فيقول ( اصحى يا فلان ) او تكون هناك محاولات من المسحراتي لجذب بعض الاموال في عيد الفطر فينادي على ارباب الاسر في الطرقات و يقول ( اصحي يا فلان ، اصحى و صحى العيال )

وقال سامح الزهار الباحث فى الآثار الاسلامية والقبطية إن الموروث الثقافي للمصريين في رمضان و على رأسه هذه المهنة الرائعة هي من أبجديات شعور المصريين برمضان و لتواجده في وجدانهم بشكل اجتماعي قبل ان يكون بشكل عقائدي ان المسحراتى مهنة عرفها التاريخ الاسلامي باختلاف الأزمنة والعصور واحتفظت بها بعض الدول على رأسها مصر ، و هو الشخص الذي يقوم بإيقاظ الناس ليلا قبل الفجر بفترة مناسبة ليتناولوا سحورهم و قد تطورت هذه المهنة تطور كبير على مدى العصور الاسلامية .

ففي صدر الإسلام كان المسلمون يعرفون وقت السحور بآذان بلال بن رباح ، ويعرفون الامتناع عن الطعام بآذان عبد الله بن مكتوم ، وباتساع رقعة الدولة الإسلامية اختلفت أساليب تنبيه الصائمين ، حيث ابتكر المسلمون وسائل أحدث من باب أن التنبيه على السحور للدلالة على الخير والتعاون على البر ، ومن هنا ظهرت مهنة المسحراتى فى عصر الدولة العباسية.

وأضاف الزهار أن وجد عتبه بن اسحاق أن المسلمين لا ينتبهون كثيرا إلى وقت السحور ولا احد يقوم بتلك المهمة ، فقرر أن يقوم هو بنفسه بأداء تلك المهمة ، وهو والي مصر ، فكان يمر بشوارع المحروسة ليلا لإيقاظ الناس من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ، وينادي قائلا “عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة”.

وقال الزهار أنه فى العصر الفاطمي أصدر الحاكم بأمر الله أوامر لجنوده بالمرور على المنازل ،ودق الابواب لإيقاظ المسلمين للسحور، وبمرور الزمن قام بتخصيص رجل للقيام بهذه المهمة يمسك بيده عصا يدق بها ابواب البيوت مناديا ”يا أهل الله قوموا تسحروا ”. أن مهنة المسحراتي تطورت على يد المصريين ، وابتكروا فكرة الطبلة الصغيرة التي يحملها المسحراتي ليقوم بالدق عليها بدلا من الدق بالعصا على ابواب المنازل ، وكانت تسمي ( بازه ) وبمرور الوقت تطورت تلك المهنه فاستخدم المسحراتي الطبلة الكبيرة ، وكان المسحراتي ينشد الاشعار والاغاني الشعبية الجميلة الخاصة بتلك المناسبة الرمضانية ، ثم تطور الامر الى أن أصبح عددا من الاشخاص يقومون بتلك المهمة وليس شخصا واحدا حاملون الطبل يرأسهم المسحراتي ويقومون بالغناء والتجول في أروقة المدينة لإيقاظ المصريين لتناول سحورهم.

اختتم الزهاركلماته، بأنه يجب الحفاظ على موروثاتنا الثقافيه و هويتنا التي نعتز بها و التى تميزنا عن سائر شعوب الارض ، و مهنة المسحراتي من تلك المهن ، ربما تكون مهدده بالاختفاء نظرا لاننا نقصر في حق المسحراتي فلا نتجاوب معه بالقدر الكافى الذي عاهدناه أزمنة طويلة و يجب اعطاء المسحراتي ما تيسر من المال ليتمسك هو بمهنة و نتمسك نحن بالشعور بدفء تاريخنا و ثقافتنا و موروثاتنا .. حافظوا على المسحراتي.

موضوعات متعلقة