الخميس 25 أبريل 2024 10:16 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

تسريبات

حمدى البطران
حمدى البطران


بقلم : حمدى البطران


انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إذاعة المكالمات التليفونية لبعض نشطاء الثورة , بعض تلك المكالمات فيها إيحاء بالخيانة والتآمر . 
والغريب أنه لم يتم تقديم أيا من الذين تمت تسجيل مكالماتهم الي القضاء . أو حتي مجرد تقديمهم للنيابة العامة , للتحقيق في تلك الإتهامات العلنية بالتخابر والتآمر والرشوة . 
وعلي الجانب الآخر , لم يتقدم أي من هؤلاء , الذين تمت إذاعة وإعلان تسجيلات بأصواتهم , والتنوية عن شخصياتهم علنا , بما لا ينفي الجهالة , ببلاغات للقضاء أو للنيابة , ضد المحطات التليفزيونية التي أذاعت تلك التسجيلات , بإعتبار أن ما أذاعته تلك القنوات يشكل جريمة سب وقذف في حقهم , وتعرضهم في ذات الوقت للإحتقار والإزدراء أمام الراي العام .. 
الواقع أنه مع بداية ثورة 25 يناير 2011, وفي الأيام الأولي للثورة خلال شهر فبراير , بدأت تتكشف بعض الحقائق المذهلة , حول الدور التآمري , الذي قام به بعض ممن شاركوا في تلك الثورة . 
فقد أستضاف برناج تليفيوني شهير تقدمة الأعلامية هناء السمري , صحفية اسمها نجاة عبد الرحمن . وقالت إنه هناك مؤامرة , وهناك من سافروا للخارج وتدربوا وتعلموا وعادوا , وأن هناك من قبض آلأف الدولارات . ولم يصدقها أحد , وإنزوت المذيعة , وتركت العمل اللإعلامي .بعد أن تهجم عليها الصغار من هؤلاء الذين قبضوا , ووصفوها بالخيانة . 
الآن تحقق ما قالته المذيعة , وظهرت الادلة , وأذاعتها معظم القنوات الفضائية والصحف , عبر تسجيلات تليفونية وفيديو هات تم تسجيلها لهؤلاء الثوار . 
حدث ايضا في أعقاب ثورة يناير 2011 , أن أذاعت محطة تليفزيونية يديرها الإعلامي توفيق عكاشة , تسجيلات مصورة , لعمليات إقتحام السجون المصرية , ومراكز الشرطة وأقسامها , ومديريات الأمن , وتسجيلات لإجتماعات , يظهر اشخاص وهم يتآمرون علي الوطن . 
واللافت  للنظر أن القنوات التي أذاعت تلك التسجيلات , لم تعلن عن مصدر تلك التسجيلات , ومن المؤكد أن بعض ضيوف تلك البرامج , قدموا تلك التسجيلات للقنوات التليفزيونية , وقام هؤلاء الضيوف بالتعليق عليها . 
وليس غريبا أن بعض الأجهزة , قد بتسريب بعض المستندات التي لديها , لبعض الأشخاص , , ليتولي إذاعتها , نظير أن يتحمل هذا الشخص , نيابة عن تلك الأجهزة , كل النتائج التي قد تترتب علي إعلان تلك التسجيلات . 
وقد يكون هذا الأمر بمثابة نوع من العقاب , بتشوية سمعة بعض الناشطين السياسيين . أو حتي بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان , أو طبقا لخطط وتوجهات سياسية معينة , يقصد بها توصيل رسالة الي فصيل سياسي آخر , ينتظر لحظة الوثوب أو الدخول لمعترك السياسة .
وبالطبع بعد إقتحام جميع مقرات أمن الدولة , في جميع أنحاء الجمهورية , في وقت واحد , في 16 مارس 2011 , وبعض المقار الأمنية الأخري , وحالة التسيب التي إنتابت الدولة كلها في أعقاب إنهيار نظام مبارك , فإنه قد حدثت عمليات سطو علي تلك المقار , وحصل بعض الأشخاص , سواء كانوا من الناشطين أو المقتحمين , علي تسجيلات ووثائق كانت تخص آخرين , وكانت موجودة بتلك المقرات التي هوجمت . 
ومن المعروف أن وزير الثقافة في ذلك الوقت طالب وزارة الداخلية بأن تنقل تلك الوثاق الي دار الكتب القومية , بغعتبارها وثائق قومية تاريخية . 
ولا نعرف ما ذا تم في هذا الشأن .. 

 

موضوعات متعلقة