السبت 4 مايو 2024 06:17 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

قراءة فى ديون الحلم الخرفان للشاعرة منال الصناديقى

ديوان الحلم الخرفان
ديوان الحلم الخرفان

 

فى تسعين ورقة من الحجم المتوسط حوت تسعة عشر قصيدة ضمهم غلاف أنيق نسبياً صادر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة "ابداعات " عدد 297 خرج منذ عامين ديوان " الحلم الخرفان " للشاعرة منال الصناديقى - المصرية المولودة والمقيمة فى المنيا من صعيد مصر - للنور وقابلته الأوساط الأدبية بترحاب يليق به وأن كانت القراءات النقدية فيه أو له بقيت تعبيراً عن الهزال الذى اصاب الساحة النقدية وخضوعها لمقاييس الشللية والنفعية وهو نقد للنقد بات من الضرورة تسليط الضوء عليه خاصة وأن الديوان يحفل بطاقة صوتية شعرية بالغة القوة فى مفرداته وتعبيراته .. صوره وموضوعاته.. وهو تجسيد للنظرية القائلة بأن الشعر " تعبير عن العواطف " فالشاعر كما يقول العقاد مطالب بامتياز فى الحس وخصوصية فى الذوق تخرجه من عداد النسخ الآدمية التى تتشابه كما القوالب المصبوبة وبالفعل ومنذ القصيدة الأولى فى التسعة عشر لوحة شعرية بالعامية الخاصة جداً بمنال الصناديقى بل ومع الأهداء يطل عليك مسحة شاملة من المشاعر فالديوان "إهداء لكل واحد يحلم ببكرة مش غامق زى امبارح " تذيله منال بإهداء خاص لأبنيها عمر و سلمى واستاذتها سامية عاشور ثم هى بعد تُعَيش كل منا مع جده خاصة من لم ير منا الجد فأن منال تمنحه فرصه لأن يستحضر روح جده وتدير حواراً ممتعاً مطلعه (تعرف تهفهف روحك على قد ما تقدر وتحل منى الوجع حج أحمد يا أبو العيون مزامير نبضك دا ولا قلب طفل عليل أسطورة ولا صقر بَكْ* حنين)- فى الديوان صقرك واعتقد ربما الكاف زيدت فى مرحلى إعداد الديوان للنشر وبك تعنى امتلىء وفاض - وتواصل منال إلى أن ترسم صورة الجد التراثى التى تآكل بعضها (تُشخُط ف وِلِدك يتمددوا زنهار والخير يا جدى نبضه مالى الدار حاطط ف ريق القطط طعم الإيدين البُغاشة تصبح بحُبك تملى ف الليالى عَمار) ولا تنسى منال أن تستحضر جدتها ليكتمل المشهد لاحقاً (وسط ضى الليل وستى بتبخرك وتغسل قِماع سُكرك والجتة زى النيل والكنز يا جدى كان أصله ف كــِتــَابة شدت سنين عمرى لعيونك السرداب وسريرك العِمدان .. كان جامع الأحباب وأنا كل ما تقرب أرجع كما العيل ف مداسك الفضفاض يرسم خطاوى البدن ويشدنى للباب أفتح أقول جدى ألقانى مع ريحك والقلب يبقى عِتاب سارح لحد مداك وأنا كلى أبقى فِداك.) وحين ننتقل إلى قصيدة " الحلم الخرفان " والتى اختيرت عنوان للديوان وفيها تمارس منال هوايتها فى الغزل بالكلمات وهى صنعة مفطورة عليها وفى اعتقادى أن كل القراءات الأخبارية للديوان منذ صدوره " ديسمبر 2011" وحتى الآن اخذت من هذه القصيد مقاطع لتدلل بها على أن الشاعرة تعبر بهذه القصيدة بل بغيرها من القصائد عن الأحلام الضائعة هى قراءات جانبها الصواب ولم تفرق بين حلم ضائع وحلم لم يكتمل ففى هذه القصيدة تحديداً تبرز شاعرية منال كون الشاعر دوما " حلم لم يكتمل وحتى المقطع الشاهد والدال "ولقيتنى بادور كما طعم النور ف بداية حلم ماهوش كامل " يصدق على هذا الاعتقاد الذى اعتقده والقصيدة فى مجملها يطل منها عيون شاعرة ترى غير مايرى الأخرين " والكون محبوس كم طعم السوس فـ شناب راجل .. شايل فدان وعنين وحيطان طالعة تشفشف من بين قزاز ونسيم هزاز بيخاف من لون رشاش ( شا نـ كووف ) ثم تتوالى القصائد نعاس ،دنيا،شيزوفرنيا ، موسيقى خاصة جدا لتوكد هذه الرؤيو وذاك الرأى إلى أن نصل لقصيدة " بين البنين"لتقدم رؤيتها منال رؤيتها للوطن شُوقَك مارد كما طعم السُوس إتغندر جوا حروفى لهيب يا ديابه بتعوى على المالح يا نزيف طارح ف القلب عَفَن فين تدفع روحك ضيق يا وطن إلى أن تصل بنا لنهاية القصيدة فيطل علينا ذلم المزج والتداخل بين العام والخاص ...."صبحت أصغر م الخط الباهت ف شمالك رجت حالك طمست جُوفك موجتك طرحت نجمه مداها أكلح من شوطة دمعاتى ثم تعود منال بنا لما هو انسانى عميق مابين تعويذه ووسلمى والباشا وصولاً لعفريت العلبة ليثيرك ما قد يبدو مجهولا ذلك الذى تخاطبه الشاعرة وسر جمال الخطاب هنا أنه مجهول ما يعطيه شمول محبب تقول منال : " تسمحـلـى يــــا.. بجسر عايم مـ الفضا يفرد آهاتى أفئدة والنور يسلم عـ المحن فيدكها لحظة عدا والزهر يقلب لــــَدْعِته شفة بتلحس فـ الندى وأنا كل ما آجى انشرح .. ألقى الألم فـ عيون صحابى فـ المدن " وتستمر قصائد الديوان فى تنوعها سبايط النعناع ،أمل المهداه للراحلة الشهيدة بأذن الله أمل ثم توحد فتمرد فلقاء ويختتم الديوان بقصيدة " لحظات من غُربِة الشتو " لتتأكد مقولة إن " الإبداع وليد القلق الدائم " فالمشاعر التى استحضرت روح الجد هى نفسها المشاعر التى اصبحت محل تساؤل "مشاعر إيه يا خــُضرة ديا اللى مجنناكى نفضة إيه النهاردة اللى بتجرى وراكى لما عيونى تشيب لما ودانى تغيب لما اسنانى تتكتك جوا قـُـليب الحبيب لما العفرة تونس أركان ضى المغيب اتحول سطر ماحى والكون جوايا ديب والعمر يفض روحه زفرات نبض الطبيب والسَكَنَاتْ اللى ترسم دقات الدفــــــــــا ترجع وتحط شارة تعكس شَتو الصفا وألقانى جوا منى باعشق طعم الوفا لكن يعند معايا مكتوب مـ الصعيب وأنا كل ما اجى أغنى يبلعنى نبض غول والعمر تملى نُطفة والنهر ما عاد يطيب" وفيما يبدو أنه قدر الشعراء يتعذبون ويتألمون و يمارسون الوظيفة الصعبة ففى اشعارهم عزاء للمواجعين ممن لا يملكون ناصية الحروف وغزل الكلمات وفى النهاية هذه إطلالة ليس بغيتها نقداً منهجياً اكاديمياً بل مقاربة واقتراب مع ديوان جدبر بدراسات نقدية أخرى عدبدة تتناسب وقدره وقيمته الشعرية

موضوعات متعلقة