النهار
السبت 27 ديسمبر 2025 02:53 مـ 7 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

اليمين المتطرف يزحف إلى أوروبا...انعطافة عن الليبرالية وتحديات جديدة للمهاجرين

مسيرة لأعضاء حزب يميني متطرف في إيطاليا
مسيرة لأعضاء حزب يميني متطرف في إيطاليا

تشهد الساحة الأوروبية تصاعدًا ملحوظًا لنفوذ اليمين المتطرف، تزامنًا مع تغيّر سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه الهجرة والهوية والقيم الليبرالية. فقد صادق البرلمان الأوروبي على إجراءات تشدّد قواعد الهجرة وترحيل طالبي اللجوء إلى دول ثالثة آمنة، مع تعزيز مراقبة الحدود، في محاولة للتوفيق بين الضغوط السياسية والشعبية والتزامات الاتحاد بحقوق الإنسان. هذه الخطوة تعكس ضغوط التيارات اليمينية المرتبطة بالهجرة والهوية القومية.

ولم يقتصر التحوّل على التشريعات، إذ دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تقود ائتلافًا يمينيًّا، إلى تشكيل حكومات محافظة داخل الاتحاد تكون أكثر صرامة في مواجهة تحديات الهجرة والقضايا المرتبطة بالهوية الوطنية، في رسالة وجهتها لحركة يمينية فرنسية.

وتعكس هذه التحولات ردود فعل متباينة في الشارع الأوروبي، حيث شهدت كرواتيا تجمعات احتجاجية واسعة ضد تصاعد التيارات اليمينية، معبّرين عن قلقهم من تأثير السياسات الجديدة على المجتمعات متعددة الثقافات.

تحوّل في السياسات الأوروبية: نهاية أم انعطافة في الليبرالية؟

وفي هذا السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حامد فارس أن صعود اليمين المتطرف الأوروبي هو نتيجة تراكم أزمات داخلية وخارجية، وقال: "كثرة الأزمات، سواء السياسة الداخلية أو الخارجية، فضلاً عن الحرب الروسية الأوكرانية وتقديم مساعدات وتأثيرها على الشعوب الأوروبية بشكل لا يستطيع المواطن الأوروبي تحمله، دفعت إلى لغة قومية جديدة وإعادة الثقة في الخطاب اليميني المتطرف".

وأضاف أن النزعة القومية تزداد بعد حالة من عدم الاستقرار السياسي، وأن تداعيات صعود اليمين المتطرف قد تؤدي لتفكك الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أننا أمام مرحلة مفصلية في تاريخ أوروبا.

انعكاسات على العرب والمسلمين

لا يقتصر الزخم السياسي على أوروبا، بل يمتد تأثيره إلى العرب والمسلمين، مع تشديد قوانين الهجرة وزيادة خطاب التصنيف الأمني للمهاجرين بدلًا من اعتبارهم قوة عاملة أو شركاء اجتماعيين. ومع تطبيق هذه السياسات، يواجه العرب والمسلمون تحديات متزايدة في الحماية والاندماج، وسط تصاعد الخطاب المعادي للأجانب وزيادة القيود الإدارية.

ويحذر محللون من أن صعود اليمين المتطرف قد يعيد تشكيل أولويات الاتحاد الأوروبي بعيدًا عن قيم الليبرالية، مما يثير مخاوف حول قدرة مؤسساته على الصمود.

موضوعات متعلقة