النهار
الجمعة 14 نوفمبر 2025 07:23 صـ 23 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رصاصة طائشة تحوّل نية القتل إلى فاجعة.. حكم بالإعدام شنقاً لعامل والمؤبد لشقيقه بالخصوص مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين المعهد العالي للدراسات البحرية بالمغرب والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري انطلاق قافلة الأزهر الطبية إلى ميت سلسيل بالدقهلية دعمًا للمبادرة الرئاسية «بداية» | صور ”الجهرية النقشبندية في الصين”... تصوف يواجه الغلوّ بالمحبة والتسامح رئيس البرلمان العربي يثمن الدور الرائد لدول مجلس التعاون الخليجي في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية مصرع شخص و إصابة 7 أجانب في حادث تصادم بطريق القصير مرسي علم الغردقة تشهد طفرة في المشروعات المرورية.. فتح محور جديد ورفع كفاءة الطرق لجنة محلية تُجري معاينات إنشائية لمواقع شركة أبو سومة للتنمية السياحية بسفاجا إيديكس 2025.. القوات المسلحة تكشف تفاصيل وموعد النسخة الرابعة لأهم معرض للسلاح في الشرق الأوسط وأفريقيا بعد الأستورى طلاق عالهوا...مسلم يطلق زوجته بأحد البرامج ويدلي بتصريحات مثيرة للجدل أسرة” المداح” تدخل بلاتوه التصوير لأستكمال رحلتها بالجزء السادس قدمت لوطني الأنتماء فمنحني الأحتواء.. رسالة محمد صبحي عقب ترشيحة لجائزة الدولة التقديرية 2025

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: سد النهضة.. إعلان حرب

الكاتب الصحفي أسامة شرشر - رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر - رئيس تحرير جريدة النهار

بعيدًا عن لغة المفاوضات والحوارات بين مصر والسودان وإثيوبيا فى قضية لا تحتمل التأجيل أو التسويف مثل سد النهضة، أقولها صريحة: إن هذه القضية هى قضية وجود وبقاء.

فإذا كانت مصر هبة النيل منذ عهد الفراعنة فإن أى عجز مائى يمثل تهديدًا حقيقيًّا للأمن القومى المصرى والسودانى، وأى تأجيل للوصول إلى اتفاق خلال الـ99 يومًا القادمة يمثل إعلان حرب صريح من جانب إثيوبيا.

إن أديس أبابا يجب أن تدرك هذه الرسالة بوضوح، لأن الجانب الإثيوبى يتعامل الآن بنوع من الاستعلاء، وكأن النيل ملكية خاصة لها، وجزء من السيادة الإثيوبية كدولة منبع، وتضرب بكل الاتفاقات والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط.

فلذلك، نحن ننبه ونحذر من أن التصريحات المستفزة من الجانب الإثيوبى، هى استهلاك ومضيعة للوقت، فهو يتعامل باستفزاز دبلوماسى لاستنزاف الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع، والوصول لنقطة اللاعودة، وهو نفس ما رأيناه عندما لم توقع إثيوبيا على اتفاق واشنطن بعد أن تم التفاوض فى وجود البنك الدولى والإدارة الأمريكية، إلا أنها تخلت عن الاتفاق فى اللحظات الأخيرة، وكأنها تعطى رسالة ضمينة أنها لن تستمع لأحد مهما كانت النتائج ومهما كانت أدوات الضغط، وهو ما أتوقع حدوثه أيضًا فى المفاوضات المستقبلية حتى لو وافقت على الرباعية الدولية بما فيها الاتحاد الإفريقى.

والسؤال الذى يشغل بال المواطنين فى الشارعين المصرى والسودانى هو: من يحمى إثيوبيا؟ وما سبب هذا التعنت الدبلوماسى، واستهلاك الوقت؟ .. وهل تحولت العلاقات الدبلوماسية إلى سياسة فرض الأمر الواقع؟ فإثيوبيا إذا قامت بتنفيذ مخططها بالملء الثانى للسد فهذا سيحتاج إلى 14 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يمثل إغراقًا للسودان، وتهديدًا بالجفاف لمصر.

فإذا لم نحافظ على مياهنا، لن نستطيع أن نحافظ على بقائنا ووجودنا، وفى هذه الحالة فإن دفاعنا عن حقنا فى الوجود أمر مشروع بل محمود.. فمارجريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، عندما استشعرت أن الأمن القومى البريطانى معرض للخطر – فى أرض ليست أرضها- قامت بتوجيه ضربة عسكرية وقائية فى جزر فوكلاند لتقول للعالم: «نحن هنا» لأن العالم لا يحترم إلا لغة القوة.

فإذا استمرت إثيوبيا فى التعنت الدبلوماسى أعتقد أن ورقة الضغط الحقيقية ستكون التهديد بإعلان الحرب عليها، وهذا لن يكون اعتداء ولكن الشعب المصرى والشعب السودانى لن يدفعا ثمن استمرار إثيوبيا فى التلاعب وعدم الموافقة على أى حلول دبلوماسية، وهو ما يؤكد أن الهدف الأساسى لإثيوبيا هو ضرب مصر، وهو الهدف المتفق عليه داخليًّا وخارجيًّا.

لذلك فإن كل المعطيات والمؤشرات تتجه فى الاتجاه المعاكس للسنوات السابقة، وتبشر بالوصول لحل حقيقى فى الأيام القليلة القادمة، لأن مصر لن تكون مستباحة من دولة تمارس كل ألاعيب وأدوات الضغط وتتهرب من أى مفاوضات جادة لفرض الأمر الواقع والبدء فى المرحلة الثانية لسد النهضة.

والمشكلة الأخطر أن أى تهاون فى هذا الموضوع ستكون نتائجه كارثية؛ لأنه يعنى أن هذا السد لن يكون النهاية بل سيكون بداية لسدود أخرى على نهر النيل.

أعتقد أن ما يجرى فى إقليم تيجراى وعلى الحدود السودانية الإثيوبية يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والمواثيق الدولية، ومع ذلك لا يتحرك العالم ضد إثيوبيا، فهل آن الأوان لأن تتحد الإدارتان المصرية والسودانية لوقف هذا الزحف الإثيوبى لأن استكمال هذا السد سيكون نكسة على الشعبين المصرى والسودانى؟!.

أفيقوا قبل فوات الأوان

فالوقت ليس فى صالحنا وإثيوبيا لن تتراجع، والحل الوحيد هو استخدام كل الأوراق المتاحة وغير المتاحة، الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، حتى لو تم إعلان الحرب من جانب مصر والسودان على إثيوبيا.

وأخيرًا فنحن لسنا ضد التنمية فى إثيوبيا ولكن ليس على حساب هلاك البشر فى مصر والسودان.

«وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ»

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

موضوعات متعلقة