أسامة شرشر يكتب: مصر فى مواجهة شلالات الشائعات قبل 25 يناير
مع اقتراب ذكرى 25 يناير أُطلقت شلالات الشائعات كبحر تتحرك أمواجه في كل الاتجاهات، ولكن مهما كان الاتجاه فإن المستهدف الحقيقي من هذه الشائعات هو مصر.
وكما قلتها سابقًا أمام لجنة حقوق الإنسان بجنيف التابعة للأمم المتحدة، فإن مصر هي أكثر بلد في العالم يتعرض لحرب الشائعات والتضليل على مدار 24 ساعة في اليوم.. شائعات ممولة بملايين الدولارات، وكما قلت فإن مصر مستهدفة بشعبها وجيشها وقيادتها.
وها نحن الآن نقترب من 25 يناير موسم المزيد من الشائعات من أعداء الوطن رغبة فى إثارة الفوضى، وقد بدأت بوادر حرب الشائعات الجديدة بالفعل من غربان الظلام وكتائب الإخوان والذباب الإلكتروني التابع للجماعة الإرهابية، لأنه كلما تستقر مصر فإن الجماعة لا تهدأ ولا تستقر ولا تنام.
وللأسف الشديد جاءت الانتخابات البرلمانية الأخيرة بما حدث فيها من مآسٍ ورشاوى لتمنح هذه الجماعة الفرصة لتطلق سهامها في كل الاتجاهات وتحاول أن تستغل ما حدث لتؤكد على صدقها، وهم لا يعلمون ولا يدركون أن شفرات وجينات المواطن المصري ترفض التنظيم الدولى للإخوان، كما رفضت التنظيمات الإرهابية الأخرى التى خرجت كلها من عباءة الإخوان.
تأتي ذكرى 25 يناير هذا العام، والجماعة الإرهابية تعُدّ العدة وتجهز الحملات الإعلامية مدفوعة الثمن في العديد من دول العالم لتصب فيها غضبها على مصر المستقرة بعدما فقدت وجودها في أكبر دولة عربية، والتى كانت سببًا في معرفة الجميع لحقيقتها حتى أصبحت الجماعة تتمنى لو لم توجد مصر من الأساس، وهو أمر ليس غريبًا عليهم؛ فمرشدهم الأسبق مهدى عاكف هو القائل (طظ في مصر) وإن (الوطن حفنة من التراب)، فيما وصف محمد بديع، المرشد السابق، الإعلاميين والصحفيين بأنهم (سحرة فرعون).
ولذلك أنبه وأحذر من كمية الشائعات والأكاذيب المتوقعة في المرحلة القادمة لأنها ستكون كثيرة جدًّا، وإذا لم يكن هناك (أمن وقائي) ضد هذه الشائعات -ليس بالشعارات ولا بالكلمات ولكن بالأفعال والتشريعات- فإن الوضع سيكون خطيرًا، وكل هذا بسبب حكومتنا التى لم تعد لها مصداقية كافية لدى الشعب المصري.
ولقد دعوت أثناء أدائي العمرة أن ترحل هذه الحكومة، وقلت (كيف الخلاص يا رسول الله من أجل صالح مصر؟)
ومع احترامي لكل الهيئات الإعلامية الموجودة على الساحة، فإنها للأسف الشديد أثبتت أكثر من مرة أنها ليست قادرة على مواجهة سيل الشائعات ضد مصر، وللأسف الشديد فإن قوانين إنشاء هذه الهيئات تم التوسع فيها ونحن في البرلمان بعدما كان هناك قانون موحد للإعلام، وهذه الهيئات مستقلة بحكم الدستور، ولكنني قلت تحت قبة البرلمان إنه لا توجد آلية لمراقبتها ومتابعتها وتقييم أدائها، وما حذرنا منه حدث.
أعتقد أنه أصبح من الضروري أن يصدر قانون تداول المعلومات اليوم قبل الغد، لأنه سيكون حائط الصد الوقائي الذي تتكسر عليه كل الشائعات الإخوانية والأكاذيب والتضليل من الجماعات الظلامية، وهذا القانون سيسمح بتواجد إعلام حقيقي فيه حرية لتبادل المعلومات، ومساحة للرأي والرأي الآخر، فأنا منذ كنت في مجلس النواب، اعتبرت هذا القانون (أمن قومي معلوماتي) لا يقل أهمية عن أي أمن قومي آخر، لأن شبكات التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن الإلكترونية جعلت المعلومة أمام الجميع متاحة في أي وقت وقادرة على الانتشار بسرعة، ولكن آلية التحقق من صحة المعلومات أصبحت أضعف لعدم سهولة الوصول للمعلومة، مما منح الشائعات قدرة كبيرة على النمو، ولكن (حكومتنا الذكية) والتى لا تمتّ للذكاء بصلة بعدم إصدارها هذا القانون فتحت أبواب الشائعات لكل من هب ودب، ولم تفعل شيئًا لمواجهة ذلك إلا ببيانات ثم بيانات، حتى إن مركز المعلومات والمتحدثين الرسميين لم يستطيعوا ملاحقة شلالات الشائعات التى تلعب دورًا خطيرًا جدًّا في تغييب الوعي بسبب تناقلها كالنار في الهشيم، فنجد الشائعة وصلت لرجل الشارع في القرية والنجع والفلاح في الحقل، بينما التوضيح لا يصل فعلًا لهم، رغم أن هؤلاء الناس العظام يمثلون صمام الأمان لهذا الوطن العظيم ورأس الخيمة الشعبية التى تواجه أي هجوم ضد هذه الدولة التى غرست أصلها في الأرض وامتد فرعها للسماء.
فهذه الحكومة لا تعرف قيمة مصر وشعبها، فمصر دولة ذُكرت عدة مرات في القرآن الكريم، وقيل فيها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وجاء فى الأثر «مصر أهلها في رباط إلى يوم الدين».
ولكن أمام ارتفاع أسعار المواد الغذائية والكهرباء والماء والغاز والمواصلات، زاد على الشعب المصري (أسعار الشائعات) الممولة من الداخل والخارج بأرقام لا يتخيل أحد أنها وصلت لمليارات الدولارات لمحاولة إسقاط هذه الدولة بجيشها العظيم وشعبها الصابر أكثر من أيوب نفسه، فهي لم تعد سنوات عجافًا، ولكنها سنوات نفد فيها صبر الشعب من هذه الحكومة.
وما جرى من مهاترات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يجعلنا نتأكد أن (هذه الحكومة يجب أن ترحل قبل أن يرحل الشعب).
ولقد تساءل عدد من المصريين في الخارج، أثناء لقائي بهم في السعودية، عن سبب عدم قيام الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء مهزلة الانتخابات البرلمانية، وأنهم شعروا بخيبة أمل أمام أشقائهم في السعودية بسبب ذلك، لدرجة أنهم توقعوا أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلغاء هذه الانتخابات إذا لم تقم محكمة النقض بذلك.
وأكثر ما يدل على جدوى الإعلام الجاد القادرعلى الوصول للجمهور في مواجهة الشائعات، هو ما قاله لي أبناء الجالية المصرية في السعودية، ومطالبتهم بإذاعة برنامج (دولة التلاوة) الذي يقدم نماذج رائعة من حفظة القرآن الكريم، على كل القنوات المصرية الخاصة والرسمية، وهو ما يدل على جدوى مثل هذه البرامج ومثل هذا الإعلام في الارتباط بالجمهور، وهل هناك ما يربط المصريين أكثر من القرآن الكريم؟ أم أن دياب وأنغام وشيرين هم من يمثلون (دولة الأغاني الجديدة) بكل مفرداتها ومعطياتها؟!.
انتبهوا؛ فقانون تداول المعلومات هو الخلاص العملي والواقعي والميداني؛ لأن الدول تسقط بالإعلام وتُبنى بالإعلام وفتح مساحات له واستضافة الآراء المعارضة وليس المؤيدة فقط، ومن هنا تستعيد مصر ريادتها للعالم العربي، فالأشقاء في هذه الدول يعتبرون مصر وشعبها -رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والمرة- هي حجر الزاوية لهم جميعًا.
فلماذا لا تشعرون هذا الشعب العظيم بالأمان الإعلامي وتعود القيم والعادات والتقاليد واحترام الآخر والاستماع للرأي الآخر وحرية التعبير وحرية الكلمة؟
كل هذا لن يتم إلا بقانون تداول المعلومات، وإتاحتها للجميع ليكون الجميع قادرًا على الرد على الشائعات، ويكون الإعلام قادرًا على الاستعانة بخبراء وطنيين لتحليل هذه الشائعات والرد عليها بالحقائق، ومصر مليئة بالكفاءات في الداخل وفي الخارج وهم يعشقون تراب هذا الوطن.
فالشائعات تهدم الأمم، وتداول المعلومات والأفكار والأبحاث يبني الدول، فماذا نفعل أكثر من ذلك ونحن لسنا دعاة أو سحرة ولكننا مواطنون مستعدون أن نهب للدفاع عن بلد الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية والعلماء والحضارة، ويكفينا أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أوصى بأهل مصر خيرًا، وهي بلد الأنبياء والسيدة هاجر والسيدة مارية القبطية.
فهل بعد هذا التراث وهذا التاريخ الحضاري نسمح لحفنة من الموالين للحكومة أو المطبلاتية على المستوى الإعلامي بأن يُسقطوا هذا الوطن؟
لا وألف لا..
فليرحلوا وليذهبوا إلى الجحيم
وتبقى مصر
بريادتها
وتبادل المعلومات فيها
هي قبلة العرب والعالم..
إذا أردتم إصلاح هذا الوطن فبالمعلومات تُبنى مصر وبالشائعات تُهدم البلاد
حفظ الله مصر
وشعبها وجيشها
وأزهرها وكنيستها
من كل سوء.


.jpg)

.png)


.jpeg)

.jpg)



