الجمعة 29 مارس 2024 10:55 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

مخطط لنشر الفتنة الطائفية

شعبان خليفة
شعبان خليفة

 

 

 

فى ساعات معدودة بعد وقوع الجريمة البشعة داخل الكاتدرائية بالكنيسة البطرسية والتى أودت بحياة 27 شخصاً واصابة ما يزيد على 40 آخرين ووسط ترويج ضخم من جانب اعلام الإخوان لاتهام أجهزة أمنية تارة بارتكاب الجريمة وللكنيسة تارة أخرى انكشف الجانى وتكشفت خيوط المؤامرة التى تستهدف إشعال فتنة طائفية واقتتالا داخليا فى مصر وهى غاية كبرى وأمنية يسعى الى تحقيقها أعداء الوطن وفى مقدمتها الإرهاب بكل فصائله ويتقدمهم جماعة الإخوان التى تعتقد أن الأقباط شريك اساسى وفاعل فى 30 يونيو التى أدت لإسقاط حكم الجماعة.. وقد كان إعلان الرئيس عن الاسم الرباعى للجانى وبعض تفاصيل المؤامرة فى قلب الجنازة الجماعية للضحايا ومن أمام النصب التذكارى وقعه المدوى فى وضع كلمة النهاية لسيناريو مؤامرة جرى التخطيط لها وتنفيذها بإحكام، حيث حسم إعلان الرئيس كل التكهنات ورد على كل الأكاذيب أمام وكالات الأنباء وكاميرات التلفاز وعلى الهواء مباشرة فى مشهد كان العالم كله يتابعه دون أن يتوقع هذه المفأجاة المدوية.. التفاصيل التى أعلنها الرئيس ناقوس خطر يكشف عن مدى الكارثة التى تمثلها العناصر الهاربة من جماعة الإخوان خاصة أولئك الذين تورطوا فى ممارسة العنف وارتكاب جرائم فعلية مثل الجانى الذى ارتكب هذه الجريمة.

 

العناصر الهاربة

 

فبحسب ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الاثنين، فإن انتحارياً فجر نفسه داخل الكنيسة البطرسية بالقاهرة فى الهجوم الذى أسفر عن مقتل 27 شخصًا أغلبهم نساء وإصابة 47 آخرين.

حيث فاجأ السيسى الحضور عقب تشييع الجنازة الرسمية، بالكشف عن اسم منفذ الانفجار، قائلاً: “أنا لا أعزى الشعب المصرى، ولا قداسة البابا، بل أعزى نفسى، ومنفذ العملية هو شاب يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، 22 عامًا، وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف، وتم القبض على 2 آخرين وسيدة، والتحقيقات مستمرة، وهذا كلام مسئول”، حيث يعد إعلان الرئيس عن منفذ الحادث، هو الأول من نوعه، بل جاء بمثابة مفاجأة للرأى العام وذلك لخطورة الجريمة والأهداف الخبيثة التى ترمى اليها.

الرئيس اضاف أيضاً للحضور وللعالم كله: “يجب أن تعرفوا أننا لن نترك الثأر، والحكومة والبرلمان يجب أن يتحركوا بشكل أكبر من هذا، لأن القوانين التى يعمل بها القضاء لحسم الأمور لن تفيد، ولا بد من قوانين أخرى تعالج الإرهاب بشكل حاسم، وكل من يستهدف أمننا وأمن بلادنا.

وبحسب الصحيفة الجنائية للإرهابى، محمود شفيق محمد مصطفى، منفذ حادث العباسية، الذى ذكره الرئيس الذى أسفر عن وفاة 24 شخصا وإصابة 50 آخرين- فإنه من قرية عطيفة مركز سنورس بمحافظة الفيوم، وصادر ضده حكم بالحبس عامين فى القضية رقم 42709 لسنة 2014 جنح مستأنف قسم الفيوم، تهمة جنحة مباشرة.

وهو من مواليد 10 اكتوبر 1994، وانضم للجماعات الإرهابية منذ عدة سنوات، وسبق له التورط فى أعمال عنف.

مجرم هارب

 

وبالبحث فى ارشيف الجانى من جانبنا وجدنا أن الأجهزة الأمنية بمحافظة الفيوم ضبطته، مع عنصر آخر من جماعة الإخوان المسلمين"، فى العام 2014، بحوزتهما سلاح آلى، قنبلة يدوية، وطلقات بعد تعديهما بها على المواطنين، إثر تدخل الشرطة لفض مسيرة للجماعة عقب صلاة الجمعة. حيث ألقت قوات الأمن القبض على محمود عبدالمولى،20 سنة، طالب، ومقيم بمنشأة عطيفى بمركز سنورس، وبحوزته قنبلة يدوية، ومعه المتهم فى تفجير الكنيسة البطرسية محمود شفيق محمد أحمد، طالب، ومقيم بنفس القرية، وبحوزته فوارغ طلقات آلية. وتحرر محضر لهما بالواقعة رقم 2590 لسنة 2014 إدارى قسم شرطة الفيوم ونجحت محامية بمركز حقوقى فى الإفراج عنه عن طريق المحكمة التى حكمت عليه لاحقاً غيابياً بعامين سجن ليهرب بعدها من منزل الأسرة ولم يظهر إلا بعد هذه الجريمة وبحسب مصادر من الأسرة فإن الجانى عليه أحكام قضائية أخرى غير السجن بعامين وأنه مختف منذ أكثر من عام والأسرة لا تعلم عنه شئياً.

مخطط الفتنة

الإعلان عن الجانى كما فأجا العالم فاجأ حشود الأقباط الغاضبة أمام كنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر، أثناء جنازة ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية بالعباسية، حيث كان آلاف المسيحيين من الشباب، قد تجمعوا أمام الكنيسة، محاولين اقتحام “الكردون” الأمنى الذى فرضته وزارة الداخلية لتأمين الصلاة بحضور البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، لحضور الجنازة، ونقل مطالبهم وصوتهم للبابا.

وهتف المتجمعون أمام الكنيسة ضد أعضاء جماعة الإخوان، وطالبوا الرئيس عبدالفتاح السيسى، باتخاذ موقف حاسم تجاه القضايا التى ينظرها القضاء المصرى تجاه المتهمين، فى قضايا العنف و"الإرهاب"، مردّدين هتافات "يلا يا سيسى قولها قوية.. الإعدام للإرهابية".

ونشبت اشتباكات حادة بين تجمع شبابى وقوات الأمن أمام كنيسة السيدة العذراء، عقب الانتهاء من صلاة الجنازة على ضحايا حادث انفجار الكنيسة البطرسية بالعباسية ثم جاء الإعلان عن الجانى والخلية التى قامت بالعملية ليطفئ نار الغضب ويكشف عن جهد أمنى ضخم فى وقت قياسى جاء بمثابة صدمة للإرهابيين ولجماعة الإخوان لأنه أطفأ نار الغضب قبل أن يحرق لظاها أى شىء فى الوطن

تفاصيل الجريمة

 

جدير الذكر أنه فى الساعات الأولى من صباح الأحد الماضى، وقع انفجار ضخم داخل مبنى الكنيسة البطرسية بالعباسية، أسفر عن وفاة 27 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين وترددت سيناريوهات متعدده للجريمة حسمها كشف الرئيس عن تفاصيلها ليسدل الستار على كل ما يجرى الترويج له من سيناريوهات متوقعة للجريمة التى باتت تفاصيلها واضحة للعيان وتجرى تحقيقات الأجهزة المختصة لكشف كل ما يتصل بها من مؤامرة لضرب الوحدة الوطنية التى تمثل أبرز عنصر من قوة الأمة المصرية على مدار تاريخها.

موضوعات متعلقة