النهار
الأحد 21 ديسمبر 2025 12:49 مـ 1 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

تأثير انفصال الأبوين علي سلوك وحياة الأطفال

تشكل الخلافات الأسرية عبئا كبيرا على مستقبل الأبناء وخاصة في مرحلة الطفولة،ووفقا لخبراء علم النفس فأن الخلافات الزوجية تُحدث آثاراً نفسية وسلوكية عميقة.في نفوس الأطفال، فتسبب لهم القلق والخوف وعدم الأمان، مما يؤدي إلى تراجع التحصيل الدراسي، والانسحاب الاجتماعي، أو العدوانية، لكون الاسرة هي الحضن الدافئ للأطفال حيث تهتم به وترعاه منذ صغره وتسهم بشكل أساسي ومباشر في تنمية شخصية الطفل وخلق جو يساعد على التنشئة النفسية الصحيحة للطفل.
وتعد فترة انفصال الأبوين من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل، فهو يشعر خلالها بانعدام الأمان والطمأنينة، ويخشى أن يكون والديه قد تخليا عنه، ليقع الأطفال ضحايا لهذه النزاعات الزوحية، وقد ينعكس هذا الشعور سلبًا على حالته النفسية، فيصبح أكثر انطواءً وعزلة، مع تراجع ثقته بنفسه.
وحسب الخبراء فأنه ليس من السهل فقدان الدفء الأسرى، والتكيف بين أسرتين مختلفتين، كل تلك الظروف تخلق تحديات يصعب العيش معها، وتؤثر في البناء النفسي للطفل، ويرصد 'النهار' في السطور التالية أبرز الخطوات التي يمكن للآباء اتباعها مع أطفالهم بعد الانفصال لتقليل التأثير النفسي عليهم، وفقًا لموقع «Healthline » وهي كالآتي:
•الحفاظ على التواصل المفتوح: يجب التحدث مع الطفل بصراحة حول ما يحدث في حياته الجديدة، والاستماع إلى مشاعره وهمومه دون لوم أي طرف، هذا يعزز شعوره بالاطمئنان ويقلل من مخاوفه.
•تجنب الصراعات أمام الطفل: من الضروري ألا يشهد الطفل مشاحنات أو انتقادات بين الوالدين، حتى لا يشعر بالضغط النفسي أو الانقسام بين الأسرة ،فالحفاظ على جو هادئ ومستقر يساهم بشكل كبير في استقرار الطفل النفسي.
•وضع روتين مستقر: الحفاظ على مواعيد ثابتة للوجبات والنوم والدراسة يسهم في شعور الطفل بالأمان والاستقرار، ويخفف من القلق الناتج عن التغيرات الحياتية.
•إشراك الطفل في القرارات المناسبة: يمكن السماح له بالمشاركة في بعض القرارات البسيطة مثل ترتيب الزيارات بين الوالدين أو اختيار أنشطة ترفيهية، بما يتناسب مع سنه وقدرته على الفهم.
•تقديم الدعم العاطفي المستمر: يجب تعزيز ثقة الطفل بنفسه عبر التشجيع الدائم والتعبير عن الحب غير المشروط، مما يقلل من شعوره بالخذلان أو القلق تجاه المستقبل.
•مواجهة التعلق المفرط بأحد الوالدين: أحيانًا يميل الطفل للارتباط الشديد بأحد الوالدين، ما قد يسبب توترًا نفسيًا للطرف الآخر، لذا ينصح بتقسيم الوقت بين الوالدين بشكل متوازن، مع طمأنة الطفل أن كلاهما موجود لدعمه وحمايته.
وتشير الدراسات إلى أن التعاون بين الوالدين بعد الانفصال ووضع مصالح الطفل في المقام الأول يساعد بشكل كبير على تخفيف آثار الانفصال النفسية، ويساهم في تكيّف الطفل مع التغيرات الحياتية بشكل أفضل، مع الحفاظ على شعوره بالأمان والحب من كلا الطرفين.

موضوعات متعلقة