*«هتك عرض» خلف أبواب المدرسة.. الاعتداءات على التلاميذ خطر يهدد مستقبل التعليم في مصر
خبير تربوي لـ«النهار»: التعدي على الطلاب في المدارس ناقوس خطر يهدد القيم الأخلاقية والمنظومة التعليمية
طبيب نفسي لـ«النهار»: الصدمات النفسية للأطفال بعد الاعتداءات تهدد شخصياتهم.. والدعم المبكر ضرورة
شهدت الآونة الأخيرة انتشار حوادث الاعتداء على التلاميذ داخل المدارس، كان أبرزها واقعة مدرسة سيدز الدولية، بعد تعرض عدد من الأطفال لممارسات مؤذية واعتداء جنسي على يد ثلاثة من العاملين، بينهم فرد أمن.
بدأت الأزمة بتقديم أولياء أمور خمسة طلاب بلاغات، تبعتها شكاوى أخرى حول استدراج الأطفال إلى أماكن معزولة داخل المدرسة، شملت الممرات الخلفية وغرفة خدمات مغلقة. وأعلنت النيابة العامة القبض على أربعة متهمين وإحالتهم للحبس الاحتياطي، مع عرض الأطفال على مصلحة الطب الشرعي لتوثيق الشهادات الطبية.
وضعت وزارة التربية والتعليم المدرسة تحت إشراف مالي وإداري كامل، وأصدرت الكتاب الدوري رقم 19 لتشديد إجراءات حماية الطلاب، والذي يتضمن: تحديث كاميرات المراقبة، إجراء تحاليل دورية للعاملين، منع تواجد الصيانة والأمن أثناء اليوم الدراسي، مراقبة تحركات الطلاب، وفرض عقوبات على المخالفين.
خبير تربوي لـ«النهار»: التعدي على الطلاب في المدارس ناقوس خطر يهدد القيم الأخلاقية والمنظومة التعليمية
وفي هذا الإطار، صرح الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي، بأن تصاعد حوادث التعدي على الطلاب داخل المدارس يمثل ظاهرة مقلقة تهدد القيم الأخلاقية وتؤثر سلبًا في البيئة التعليمية، مؤكدًا أن هذه الوقائع باتت تشكّل مؤشرًا خطيرًا على تراجع الدور التربوي داخل عدد من المؤسسات التعليمية.
وأوضح «حمزة»، في تصريحات خاصة لـ «النهار»، أن انتشار هذه الحوادث يعود إلى تداخل عدة عوامل، أبرزها غياب الدور التربوي والأخلاقي للمدرسة، إضافة إلى ضعف بعض الإدارات المدرسية وعدم تفعيل الرقابة الكافية داخل المنشآت التعليمية، مشيرًا إلى أن مبالاة الطلاب بالدراسة، وافتقارهم للقدوة السلوكية، وانخفاض مستوى الإشراف داخل الفصول والممرات والساحات، أسهمت في تزايد السلوكيات العدوانية، ما يشير إلى خلل تربوي وإداري يستوجب المعالجة.
وقدم الخبير التربوي عددًا من التوصيات التي من شأنها الحد من هذه الظواهر، من بينها(تكثيف الرقابة على المناطق الحيوية داخل المدارس، وتركيب كاميرات في الممرات والساحات والفصول غير المراقبة، ,تفعيل دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وتعزيز دور المؤسسات الإعلامية ودور العبادة في نشر ثقافة الانضباط والقيم الأخلاقية).
كما شدد الدكتور مجدي حمزة على ضرورة التحرك السريع لمعالجة الأسباب التربوية والإدارية والاجتماعية لهذه الظاهرة، مؤكدًا أن تعزيز الانضباط وبناء بيئة مدرسية آمنة يمثلان ركيزة أساسية لحماية العملية التعليمية وضمان استقرارها.
طبيب نفسي لـ«النهار»: الصدمات النفسية للأطفال بعد الاعتداءات تهدد شخصياتهم.. والدعم المبكر ضرورة
في ذات السياق، حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، من تزايد حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الأماكن التي يفترض أن تكون آمنة، مثل المدارس والنوادي، مؤكدًا أن مرتكبي هذه الاعتداءات قد يكونون أشخاصًا يعانون من اضطرابات شخصية.
وأوضح «فرويز»، في تصريحات خاصة لـ«النهار»: أن تأثير الاعتداء على صحة الطفل يختلف بحسب العمر وطبيعة الاعتداء، موضحًا أن الأطفال دون سن الأربع سنوات قد ينسون الاعتداء إذا كان لطيفًا أو غير عنيف، أما الأطفال الأكبر سنًا فقد تتسبب التجربة في غليان داخلي، وانطوائية، وخوف شديد من الآخرين، مشيرًا إلى أن الطفل غالبًا ما يظهر علامات التوتر والخوف المستمر بعد التعرض لأي صدمة، سواء كانت اعتداءً أو حادثًا اقتصاديًا أو نفسيًا، مشيرًا إلى أن ذلك يتجلى في اضطرابات الشهية والنوم والقلق المفرط.
ولفت إلى أن بعض الأطفال قد يظهرون سلوكيات انفعالية مثل التوتر، العصبية، والانطواء، داعيًا الأمهات إلى عدم تجاهل أي مؤشرات على التغيرات الجسدية أو السلوكية، مثل وجود بقع دم على الملابس أو علامات غير طبيعية على جسد الطفل.
وأكد فرويز أن الاستشارة النفسية المتخصصة ضرورية فور ظهور أي علامات على التوتر أو الخوف، مشددًا على أن الدعم النفسي يبدأ من الأسرة عبر الحوار الهادئ، والمراقبة الدقيقة للسلوكيات، والشهية، والنوم، مع تهيئة الطفل للشعور بالأمان.
كما شدد على أن التواجد المستمر للوالدين مع الأطفال وملاحظتهم عن كثب هو العامل الأهم في منع تطور الصدمات النفسية، إضافة إلى أهمية التدخل المبكر من قبل المختصين لإعادة بناء ثقة الطفل بنفسه وبالآخرين.


.jpg)

.png)














.jpeg)

.jpg)



