«لغة الضاد بعيون الأطفال».. القومي لثقافة الطفل يحتفل باليوم العالمي للغة العربية في الحديقة الثقافية

في أجواء ثقافية احتفالية تؤكد مكانة اللغة العربية ودورها في تشكيل وعي الأجيال الجديدة، احتفل المركز القومي لثقافة الطفل باليوم العالمي للغة العربية، وذلك بالتعاون مع دار نهضة مصر، يوم الخميس 18 ديسمبر 2025، داخل الحديقة الثقافية للأطفال، تحت إدارة الباحثة ولاء محمد.

جاء الاحتفال في إطار فعاليات وزارة الثقافة، برعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف وحضور الأستاذ الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبمشاركة فاعلة من قيادات العمل الثقافي والمهتمين بثقافة الطفل.

وبدأت الفعاليات داخل القاعة متعددة الأغراض بعزف السلام الجمهوري، أعقبه كلمة الكاتب محمد ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، الذي أكد خلالها أهمية الاحتفال باللغة العربية بوصفها وعاء الهوية وحاملة الثقافة، وضرورة غرس حبها في نفوس الأطفال منذ الصغر بأساليب إبداعية معاصرة.

ثم ألقى الأستاذ الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة كلمته، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الثقافية في حماية اللغة العربية وتعزيز حضورها في وجدان الأطفال، مؤكدًا أن الاستثمار الحقيقي هو في بناء الوعي اللغوي والمعرفي للأجيال القادمة.
كما تحدث الدكتور محمد سيد عبد التواب مستشار أدب الأطفال بدار نهضة مصر، عن دور النشر في دعم ثقافة الطفل، وتقديم محتوى لغوي وإبداعي يواكب العصر ويحافظ في الوقت ذاته على أصالة اللغة العربية.

وتضمن برنامج الاحتفال باقة متنوعة من الفقرات الفنية التي تفاعل معها الأطفال بحماس، من بينها عروض استعراضية لفريق “بنات وبس” بقيادة الفنان عبد الرحمن أوسكار، إلى جانب عروض كروكي لعرائس الماريونت قدمها الفنان خالد الخريبي، أضفت أجواءً من البهجة والمرح، وربطت الفن باللغة في قالب جذاب.

وتخلل فقرات الحفل إلقاء شعر لعدد من المبدعين الصغار من الفائزين بـ جائزة الدولة للمبدع الصغير، حيث عبّر الأطفال من خلال قصائدهم عن حبهم للغة العربية وقدرتهم على توظيفها إبداعيًا، في مشهد يعكس نجاح الجهود المبذولة لاكتشاف المواهب الأدبية ورعايتها.

كما شهد الاحتفال تسليم شهادات تقدير وهدايا مقدمة من دار نهضة مصر، لمجموعة من الأطفال المبدعين في مجال الأدب، والفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير، إلى جانب تكريم عدد من المبدعين من طلاب المدارس، دعمًا لهم وتشجيعًا على مواصلة مسيرتهم الإبداعية.

ولم تقتصر الفعاليات على العروض الفنية فقط، بل شملت أيضًا ورشًا فنية وتعليمية متنوعة هدفت إلى تبسيط اللغة العربية وتقديمها بصورة ممتعة، من بينها: ورش سؤال وجواب، وتقديم معلومات مبسطة عن اللغة العربية، وتصميم مجلات حائط، وورش طباعة الحروف الأبجدية على القماش، وكروت الحروف الأبجدية، وتلوين أبيات شعر بالخط العربي، وصناعة حروف الهجاء مجسمة بالفوم، إلى جانب تلوين الفخار، بما يعزز التفاعل الحسي والبصري لدى الأطفال.

وقدّم فقرات الحفل الطفلان المبدعان من أبناء المركز، والفائزان بجائزة الدولة للمبدع الصغير، عبد الرحمن ماهر ولجين علي الفيل، في تجربة تعكس ثقة المؤسسات الثقافية في قدرات الأطفال وإيمانها بدورهم كشركاء فاعلين في المشهد الثقافي.

ويأتي هذا الاحتفال تأكيدًا لرسالة المركز القومي لثقافة الطفل في ترسيخ حب اللغة العربية لدى النشء، وربطها بالفن والإبداع، بما يسهم في بناء جيل واعٍ بهويته، معتز بلغته، وقادر على التعبير عن نفسه بلغة الضاد بثقة وجمال.