الجمعة 19 أبريل 2024 03:04 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

لمة العيلة والمسحراتي والمدفع..رمضان في مصر حاجة تانية

يتميز شهر رمضان المبارك في مصر بطقوس وعادات وتقاليد متوارثة ومحببة لدى المصريين عن غيرهم من الدول الإسلامية الآخرى لتتناسب معها "رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل"، فبمجرد إعلان رؤية استطلاع الهلال تبدأ معها تبادل عبارات وبرقيات التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، وتمتلئ مواقع التواصل الإجتماعي بتبادل منشورات التهاني وتعم الفرحة والسرور في كافة الشوارع والمنازل وسط مظاهر البهجة والروحانيات الرمصانية التي يحرص عليها المصريين في كافة ربوع المحروسة من شراء الفوانيس وتعليق الزينة وغيرها.
يتنافس سكان كل شارع في اختيار الألوان والأشكال المبهجة لأشكال الزينة وعقود وحبال النور ذات الأضواء المتنوعة والمبهجة ذات الطابع والأجواء الرمضانية .
يتميز شهر رمضان لدي المصريين بعادات وتقاليد تزخرف الحياة اليومية للصائمين وتضفي عليها نكهتها الخاصة المميزة، منها فوانيس وزينة رمضان، إنطلاقاً لمدفع الإفطار، وموائد الرحمن، والمسحراتي، والكنافة والقطايف، والشيخ الشعراوي وصوت النقشبندي يُطربنا ساعة الإفطار،وصوت الشيخ محمد رفعت يبشر باقتراب آذان المغرب وذهاب الظمأ، إلى جانب الكثير من الطقوس ولمسات ابداعية مبهجة يتفرد بها المصريين ، قبل أن تنتشر في جميع أنحاء العالم العربي.
- العُزومات وفرحة لمة العيلة
"لمة العيلة" فقد يحرص أغلب المصريون في إفطار أول يوم رمضان على (العزومات) وتجميع كل أفراد العائلة والأحباب على مائدة وسفرة أفطار داخل المنازل في مشاهد وأجواء نبيلة ذات طبع خاص ينتظره الناس من السنة للسنة، إلى جانب حرص عدد من الناس وخاصة في القرى والأرياف على الإفطار في الطرقات والشوارع خارج وأمام منازلهم وإفتراش الموائد (الطبلية) في الشوارع لاستقبال عابري السبيل وتناول الافطار معهم وتوزيع العصائر في مشاهد جميلة لا تجدها سوى في مصر أم الدنيا.
-مدفع رمضان اضرب..
يُعد مدفع رمضان من أهم العادات المميزة لدى المصريين خلال الشهر الكريم ، تجد الأطفال يلتفون في مشاهد مبهجة انتظارا لسماع صوت مدفع ، وبينما يعتمد الصيام على وقت صلاة المغرب والفجر، يظل المدفع علامة على شهر رمضان الذي يحب جميع الأطفال سماعه، وهو ذلك التقليد المُتبع في العديد من البلدان الإسلامية .
-صلاة التراويح
مظاهر وروحانيات رمضانية تدق أبواب السعادة على الجميع من الصغير إلى الكبير ابتدأ من شغف ولهف استطلاع الهلال ليبادر الناس لاداء أول صلاة تراويح وبرفقتهم أطفالهم وتمتلئ المساجد بالمصليين (شيوخ وشباب وأطفال) وإلى جوارهم السيدات في الأماكن المخصصة لهم داخل المساجد، والحرص على توزيع العصائر والحلويات على المصلين بعد الصلاة وسط أجواء دينية وربانية تتميز بها مصر عن غيرها من الأمة الإسلامية.
-وليمة إفطار أول يوم رمضان
تختلف وليمة أفطار أول يوم في رمضان عن غيرها من باقي الأيام فيكاد لا تخلو سفرة الأكل من كافة أنواع الطعام المختلفة ما بين ( المحشى والبط واللحوم) كل حسب رغبته ،وتفوح روائح الطعام الجميلة من المنزل ، حيث تتسابق الأسر في عمل وليمة لإفطار أول يوم رمضان والتي يكون لها طابع خاص عند جموع المصريين.
-تناول الحلويات
بعد الإنتهاء من تناول الإفطار يبادر الناس في احتساء القهوة وتناول مشروباتهم المفضلة ، وتناول الحلوة (كنافة قطايف بسبوسة والزلابية ) وغيرها من أنواع الحلويات المختلفة التي تتميز بمذاق خاص خلال شهر رمضان.
- المسلسلات وتسابق الفضائيات على الدراما الرمضانية
يلتف ويتجمع أفراد الأسرة والعائلة أمام شاشات التلفاز لمشاهد البرامج والمسلسلات الدرامية التي تتسابق القنوات على تقديمها وعرضها خلال شهر رمضان.
-طبق الفول على مائدة السحور
يحرص العديد من المصريين على شراء الفول المدمس لتناوله كوجبه قد تكون أساسية لدى الكثير في السحور، وفي أجواء رمضانية ذات طبع خاص يبادر المواطنين على شراء الفول بعد صلاة التراويح من المحلات أو من العربات الصغيرة التي تتجول في الشوارع ليلاً ، وتكون مائدة السحور عامرة بطبق الفول والبيض والبطاطس وتحرص كثير من الأسر على تناول اللبن والخيار لمواجهة العطش في أول يوم صيام.
المسحراتي..
بدأت قصة المسحراتي في مصر منذ 12 قرنًا»، «اصحى يا نايم، اصحى وحد الدايم، وقول نويت بكرة اتحييت، الشهر صايم والفجر قايم»، هذه الكلمات البسيطة تسكن القلوب وارتبطت عند الجميع بفرحة شهر رمضان، خاصة الأطفال التي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد ولحنها وغناها الفنان الكبير سيد مكاوي.
ظلت مهنة المسحراتي مرتبطة في مصر بشهر رمضان المبارك، فخلال الشهر الكريم فقط يظهر المسحراتي حاملاً طبلته أو دفه، متجولاً في الشوارع لإيقاظ النائمين، وتنبيههم لموعد تناول السحور، مقابل أجر غير محدد يدفعه له من الناس وسط فرحة وبهجة ، ويلتف حوله الأطفال فرحا في الشوارع لينادي على اسمائهم وسط دقات السرور والبهجة لذا يتميز شهر الصوم بنسائم وروحانيات خاصة في أم الدنيا .