الأربعاء 24 أبريل 2024 07:55 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

شعبان خليفة يكتب : نصيب السوشيال من عالم ما بعد 24 فبراير

shaban khlifa
shaban khlifa

ما من شك فى أن العالم ما قبل 24 فبراير 2022– بداية الغزو الروسى لأوكرانيا– ليس هو العالم قبل هذا التاريخ، وما من شك أيضًا فى أنه سيكون لـ "السوشيال ميديا" نصيبها من هذا التغير والتحول.

لقد عانى العالم لأكثر من ثلاثة عقود من الهيمنة والتدخل الخشن بسلاح العقوبات وبالنيران الكثيفة التى طالت البشر والحجر فى أفغانستان وأحرقت نخل العراق وقسمت ليبيا.

وعندما صارت تكلفة النار فوق طاقتهم اخترعوا التغير باللاعنف.. تخلصوا من أنظمة وقسموا دولًا وكان للعرب النصيب الأكبر فبدلًا من المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم وبلدهم المسروق أصبح هناك لاجئون من بلاد أخرى كسوريا وليبيا وغيرهما.

دوامة من الإنهاك والإهلاك على مدى ثلاثة عقود لا تتوقف وبينما تجاهد بلادنا لتخرج من عنق الزجاجة التى سئمت وجودها فيها وجدنا أن هناك من يسد عنق الزجاجة بغطاء محكم من البارود والسموم.

حتى السوشيال ميديا التى كان الزعم بأن غرضها تواصل اجتماعى انحرفت عن مسارها وصار لها إدارات فى أجهزة الاستخبارات.. فى الإمبراطورية وفى حليفتها أو ربيبتها.. تحولت لأدوات لإحكام السيطرة وفرض نمط حياة جديدة بقيم جديدة قاومها البعض لكن صوتهم ظل خافتًا.

ولا شك أن الأمر لن يستمر هكذا، ستظهر مع القوى الجديدة وسائلها الجديدة ستبدو أكثر رحمة وأقل عنفًا.. وسوف تميل إلى أن يكون لها مبادئ أفضل والأفضل لنا ولغيرنا من بلاد العرب أن تدرس وتتأمل وتصنع أدواتها.. العولمة انكشفت عورتها.. وظهرت أدواتها للهيمنة والسيطرة... وأصبح الخيار واضحًا فإما أن تحافظ على هويتك أو تتركها فريسة لوحوش الغابة وتماسيح البحر.

قد يكون من الصعب أن نختار لأبنائنا ملابسهم أو نوعية طعامهم لكن ليس من الصعب أن نختار ما يصلح عقولهم ويهذب سلوكهم.. ينقلهم من التقليد للتجديد وفق رؤية شاملة يجرى وضعها من أهل الذكر والعمل على وضعها موضع التنفيذ، فلسنا فى عصر الوحى أو الإلهام، بل عصر العلم والعمل لينجو من جد واجتهد ويهلك من تخاذل وابتعد عن هويته وصار مجرد تابع لا حول له ولا قوة.. لقد آن الأوان لإدارة رشيدة للسوشيال ميديا وغيرها بما يجعلها سلاحًا لنا لا سلاحًا علينا فى المرحلة القادمة.

موضوعات متعلقة