النهار
الأحد 21 ديسمبر 2025 02:57 مـ 1 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تعيّن محمد قاسم مديراً عاماً لمايكروسوفت مصر لدعم التحول الرقمي في مصر وتعزيز دور القيادات المحلية الدخان وصل السماء.. أهالي قوص بقنا يستغيثون بسبب مصنع الورق: أولادنا في خطر من حرق المخلفات «هايد بارك العقارية للتطوير» و«مؤسسة راعي مصر للتنمية» يوقعان اتفاقية تعاون لدعم الصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب محافظ الدقهلية يتفقد عيادة ابن لقمان للتأمين الصحي : الانتهاء من إنشاء استراحة انتظار للمرضى فودكس تجدد شراكتها مع برنامج Million Pound Menu للعام الثاني على التوالي اليوم.. أسرة الفنانة نيفين مندور تستقبل عزاءها بمسجد الشهيد عبد المنعم رياض بالإسكندرية تريزيجيه: أتمنى التتويج بكأس أفريقيا بعد خسارة النهائي مرتين البنك المركزي : 33.9 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال عشرة أشهر حسام حسن: جئنا للمغرب من أجل الفوز باللقب اليوم.. صناع فيلم ”خريطة رأس السنة” يحتفلون بعرضه الخاص توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي لتعزيز الانضباط المالي محمد العرجاوي: الدولة تُسرّع إصلاحات الجمارك وتخفض زمن الإفراج إلى 5 أيام فقط

مقالات

من سلسلة عباقرة الصعيد  3- الشاعر شوقي ابو ناجي 

حمدى البطران
حمدى البطران

بقلم : حمدى البطران 
عرفت شوقي أبو ناجي منذ زمن لا أدرك بدايته , أو تحديده , سمعت عنه قبل أن ألقاه , وعندما قابلته استمعت إليه , وقتها كان اهتمامي بالشعر قليل , إلا أنني علي ما أذكر , تفاعلت مع قصائده . لأنها لم تكن ككل القصائد التي قيلت في تلك الندوة في قصر ثقافة ديروط في مطلع الثمانينات . 
وقتها كنت مدعوا كضيف لا كمشارك , وكنا مجموعة من المهتمين بالأدب والثقافة , وأذكر أننا صفقنا له طويلا ووقفنا تحية له . ومن وقتها بدأت صداقتنا معه . فقد لازمته حتى ركب السيارة متجها إلي أسيوط ومنها إلي أبو تيج . 
ثم جمعتنا مؤتمرات صغيرة في أسيوط , وفي جلساتنا الحرة كان يتلو شعره من الذاكرة , كشان معظم شعراء الصعيد , كانت لديه موهبة شعرية متدفقة , وأعتقد أن تراثا شعريا هائلا قد فقده شوقي أبو ناجي عبر تلك الجلسات التي كان يتكلم فيها شعرا , وشعرا ساخرا . ولم يتنبه إلي تدوين ما يكتبه , إلا عندما يكون في بيته , ثمأصبح  يدون شعره في أجندة . 
وقتها كانت الثقافة تترنح , علي أعتاب مرحلة جديدة تريد فيها الدولة أن تتخلي عنها , وكان فاروق حسني وزير الثقافة , قد بشرنا بثقافة الضوضاء , والتي تعني بالصخب أكثر من عنايتها بالمكتوب , وتوقفت مجلات كانت تصدر في الأقاليم , وتحولت كل مؤسساتها إلي شللية طالت كل الأدباء أنفسهم . 
كان شوقي يتمتع في جلساته بحضور طاغ , وكانت حجرته في كل مؤتمر تجمع كل عشاق الشعر والنثر والكلمة الهادفة , ومع انفضاض المؤتمر , كنا نعود إلي حالة الانكماش حتي المؤتمر الثاني , وقتها كانوا يمنعوننا من حضور المؤتمرات بحجج مختلفة أهمها أنه لا ينبغي أن نحضر مؤتمرين متتاليين . 
كان يشكو من وظيفته التي يعمل بها , لأنها لا تسمح له بالغياب لحضور ندوة أو مؤتمر , وكان يشكو , من عنت الثقافة لأنها لا تنشر له شعره , وقتها وجدنا في مجلات الخليج الأدبية مجالا للنشر , وكان هذا لا يعجبه , وكان يقول : انتشار الأديب في بلده , أفضل من انتشاره هناك في الرمال .
وكنا نحتفي معا بكل قصيدة جديدة ينشرها , أو يلقيها في الندوات , وكان يتجشم كثيرا في حضور تلك الندوات في المواقع الثقافية المختلفة , وعلي الأخص الندوات البعيدة في ديروط والغنايم , كان المسافة بين ديروط وأسيوط تزيد عن السبعين كليلو متر , وهناك عشرين أخري ليصل إلي بيته في أبو تيج . ومع ذلك كان يبدو عليه الفرح , عندما يلقي قصيدته الجديدة . ونحتفل معا بها .
كانت متعة وبهجة إستقبال قصيدته , تنسيه كل تعب أو ارهاق في المواصلات ووصوله متأخرا لبيته .
غير أن ما أثر في كثيرا , وطوق عنقي , تلك الزيارة التي زارني فيها في مارس 1998 , ومعه زكريا عبد الغني والراحل عبد الجواد المنفلوطي والشاعر محمد عبد الرزق الزهيري , في أعقاب إحالتي الي مجلس تأديب الشرطة , وقتها كانت في يد شوقي أبو ناجي ورقة كبيرة مطوية لم أتبنها إلا بعد أن هموا بالانصراف , وقبل أن ينهضوا , فتح شوقي الورقة المطوية , وقرأ منها قصيدة رائعة .سمعتها لأسرتي وأولادي ,وكانوا يجلسون في الصالة ,  علي مقربة منا , ونحن في غرفة الجلوس , روعة القصيدة أنها مكتوبة بخط شوقي الجميل , والذي برع في كتابته ايضا , فقد كان موهوبا بكتابة الخط العربي  , ولا تزال تلك القصيدة تحتل ركنا من حائط مكتبي . . 

ولد شوقي ابو ناجي في 25/9/1943م بقرية نزلة باقور، إحدى قرى مركز أبوتيج- محافظة أسيوط.
تعليمه:
توقف تعليمه عند حصوله على المرحلة الإعدادية؛ إلا أنه واصل تثقيف نفسه بقراءاته وإطلاعه، حتى صار حجة في اللغة والنحو وعروض الشعر العربي وعلوم الدين والتاريخ الإسلامي. عمله عمل في بداية حياته بجريدة الأهرام ثم تركها بعد عام واحد سـ1966ـنة، ثم عمل بمصلحة الشهر العقاري بالقاهرة، ثم نقل إلى ملوي ليظل بها بضع سنوات، ثم إلى أبوتيج وظل بها حتى سن المعاش, وحتي وفاته في 16يناير 2006م.
 

موضوعات متعلقة