النهار
الأحد 28 ديسمبر 2025 03:56 صـ 8 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كيف يسهم اعتراف إسرائيل بأرض الصومال في إعادة هندسة ميزان القوى في القرن الأفريقي؟ تداعيات اعتراف إسرائيل بجمهورية صوماليلاند على القرن الأفريقي وحوض البحر الأحمر الفرصة الأخيرة.. السعودية ترسم الخط الأحمر وتضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن معسكرات حضرموت والمهرة توقعات مُرعبة.. تنبؤات ليلى عبد اللطيف لعام 2026 وزير الثقافة يتفقد مهرجان «كريسماس بالعربي» ويشيد بعروض الكورال والأوركسترا حنان مطاوع تنعي داوود عبد السيد بهذه الطريقة مياه وظلام وإهمال.. استغاثة من نفق وادي النيل أسفل محور 26 يوليو بالعجوزة وزير الثقافة من دار الأوبرا: “كريسماس بالعربي” نموذج للتكامل الثقافي.. وحفل شهري لطلاب الكونسرفتوار دعمًا للمواهب الشابة استعدادًا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. دار الكتب والوثائق القومية تطلق ندوة متخصصة لتنمية مهارات العلاقات العامة والبروتوكول حبس مها الصغير شهرًا وغرامة 10 آلاف جنيه بتهمة سرقة اللوحات ضبط 13 طن لحوم ودواجن فاسدة بالعبور.. حملات بيطرية وتموينية مكثفة لحماية صحة المواطنين حبس «عِشّة» وصديقه لقتلهم شابًا بأعيرة نارية في مشاجرة مسلحة بشبرا الخيمة

مقالات

سيناء و الفهد الوردى

مصطفى الطبجى
مصطفى الطبجى

(1)

"بابا.. عاوزينك تشغـّل النت"

"لما ألاقيكم بتاكلوا"

"إحنا كلنا النهاردة"

"لا... لمّا تاكلوا كويس لفترة طويلة.. أسبوعين أو تلاتة كده"

نقاش شبه يومي بيني وبين طفلي، إيـاد وتميـم، الاثنان يريدان مشاهدة أفلام توم وجيري والفهد الوردي على اليوتيوب، وأنا أستفيد من هذا الشغف لأرسخ مبدأ الثواب والعقاب.

الاثنان يتعاملان بالقطعة... أو لنقل بالوجبة، بعد كل وجبة (بعدما يصيبا أمهما بانهيار عصبي)، يطالبان بحقهما في الفهد الوردي، ولاتخاذ القرار السليم أبدأ في تقييم المشهد (تناول الطعام) بشكل كلي.

(2)

المهتم بدراسة التاريخ العثماني لا يغفل السلطان سليمان القانوني أحد أعظم سلاطين الإمبراطورية العثمانية، صاحب الانتصارات العسكرية التي غيرت خارطة أوروبا، ولعل من أشهرها معركة "موهاتش" أو "موهاكس"، التي انتصر فيها الجيش العثماني على جيش مملكة المجر بقيادة لويس الثاني،في ساعة ونصف فقط ومن مواجهة واحدة، لتقبع المجر بعدها تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية.

مع هذا، ربما وأنت تقرأ هذه السطور، تعرف بشكل شخصي أحد هؤلاء الذين ضيعوا وقتهم في مشاهدة خمسة أجزاء من مسلسل "حريم السلطان"، معتقدين أنهم بذلك يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن سليمان القانوني (بطل المسلسل).

(3)

ماذا يحدث في سيناء؟!

هل تنجح العمليات الإرهابية بسبب تقصير أمني؟!

هل يتم تدريبجنودنا بشكل يلائم المخاطر التي تواجههم؟!

لماذا وقعت عمليات إرهابية بعد تطهير جبل الحلال؟!

أين عمليات التمشيط الجوية؟!

ماذا يفعل الجيش إذا كانت الأسلحة في النهاية تصل ليد الإرهابيين؟!

جميعها أسئلة مشروعة ومنطقية، وتبدو في مجملها حرص على ألا تروى أطهر بقاع الأرض بدماء جديدة من دماء شهدائنا الأبرار، لكن ما تقلقني هي الإجابة، والتي وإن كانت تتخفى تحت عباءة الوطنية، إلا أنها تحمل بين كلماتها معاني التشكيك.

الإجابة عن أي سؤال من تلك الأسئلة، لا تأتي بالجلوس على "كنبة" الأنتريه، وطباعة بضعة أحرف في صيغة سؤال، بل يجب عليك تقييم المشهد بشكل كلي، وعدم التعامل مع الوضع في سيناء بالقطعة أو بالوجبة... أو بالعملية الإرهابية.

قبل كتابة رد يحمل بين طياته عناصر الهدم (حتى وإن كنت لا تقصد)، وكوسيلة لأن ترى المشهد بشكل كلي، عليك توجيه عدة أسئلة استبقاقية إلى نفسك

ما الفارق الزمني بين العمليات الإرهابية؟!

هل زاد هذا الفارق بعد تطهير جبل الحلال، أم قل، أم أنه كما هو؟!

ما بين العملية الإرهابية والأخرى، كم عدد العمليات الاستباقية التي نفذتها القوات المسلحة؟!

ما هو التكنيك المستخدم في الهجوم على الكمين وما نوع الأسلحة المستخدمة؟!

لتقيم الوضع الأمني في سيناء، يجب تقييمه على مدار 6 أشهر على الأقل، هذا إن كنت تبحث حقـًا عن الحقيقة، أما هؤلاء الذين يرددون دومـًا أن العمليات الإرهابية صنيعة مخابراتية، تهدف إلى إلهاء الشعب، ففي مراحيض الجحيم، مكان مخصص لهم.

موضوعات متعلقة