الجمعة 29 مارس 2024 12:33 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

ثلاثى الشر و زيارة الرئيس لأمريكا

شعبان خليفة
شعبان خليفة

 

بذل كل طرف من أطراف ثلاثى الشر ما استطاع من جهد لمنع زيارة الرئيس السيسى لأمريكا.. لم يبخل أى طرف بما يملك، فمن بيده السلاح صَعَّد من عملياته الإرهابية ما استطاع، ومن بيده المال أنفق الكثير، ومن بيده الإعلام روج ونشر مزاعم وشائعات وبعض الحقائق لمنع هذه الزيارة أو على الأقل إفسادها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. فالإرهاب سعى لإظهار أن يده طويله وأنه قادر ومهيمن. ومروجو الفتنة الطائفية أعادوا السيناريوهات القديمة عن الاختطاف للمسيحيات والتهجير والاضطهاد للأقباط بمساندة واسعة من منظمات حقوقية خارجية أرسلت للرئيس الأمريكى تطلب منع الزيارة وإعلام نشر تقاريره التى تقطر سماً وإن كان ترامب قد بدأ لا يهتم كثيراً بالإعلام التقليدى الذى روج لللعالم كله أنه مهزوم أمام هيلارى كلينتون لا محالة واستعاض عن ذلك الإعلام بمواقع التواصل خاصة " تويتر" حيث صارت تويتاته هى تصريحاته التى تنقلها كافة وسائل الإعلام التقليدية.. زيارة الرئيس السيسى للبيت الأبيض والتى تأتى بعد سنوات طويلة نسبياً من غياب الزيارات المتبادلة بين أمريكا ومصر كانت ثمة اتفاق بين المراقبين والمحللين السياسيين على أهميتها خاصة أن أجندة الزيارات تشمل لقاءات سياسية واقتصادية مؤثرة وملفات بالغة الأهمية تتعلق بالسلام فى الشرق الأوسط والتنمية والتعاون الاقتصادى بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وتعد هذه الزيارة شديدة الأهمية، بسبب توقيتها، فهى أول زيارة رسمية لرئيس مصرى إلى الولايات المتحدة منذ عام 2004، وهى تُجرى فى إطار اللقاءات الثنائية، وتتضمن ملفات استراتيجية على رأسها مكافحة الإرهاب والمعونة العسكرية والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. الزيارة وما يحيط بها من أحداث مثيرة  نتناولها فى السطور هذا التالية:

(1)

الإرهابية تستعد لاستقبال الرئيس بالتظاهر.. ومصر ترصد الموقف

عقد التنظيم الدولى للإخوان اجتماعاً شاركت فيه عناصر بارزة من القيادات المصرية الهاربة فى الخارج وجرى خلاله تكليف عناصر الإخوان المتواجدين فى امريكا بتنظيم مظاهرات ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لأمريكا مطلع شهر إبريل 2017.

وقد جرى رصد اجتماعات لقيادات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية فى نيويورك بغرض حشد لأعضاء التنظيم بأمريكا لإفساد الزيارة.

وبحسب تقارير إعلامية فإن المشاركين فى اجتماع نيويورك والذى تسربت تفاصيله والعناصر التى حضرته صوتاً وصورة نسقوا فيما بينهم على التوجه إلى البيت الأبيض بالباصات لمحاولة إفساد زيارة الرئيس السيسى وقاموا بطباعة منشورات تحريضية لهذا الغرض.

وبحسب التقارير فإن القيادى بالتنظيم الإرهابى المقيم بالولايات المتحدة محمود الشرقاوى الذى يتولى رئاسة جمعية باسم الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان التى شاركت فى اعداد عريضة وتقديمها للبيت الأبيض بغرض منع الزيارة وهو المسئول عن تنظيم تلك الاجتماعات برفقة كل من قيادات التنظيم الإرهابى الهاربين من أحكام على ذمة قضايا تحريض وإرهاب وهم موضوعون على قوائم الترقب والوصول أبرزهم أحمد شديد- سعيد عباسى- محمد محمود- طه طلحة- هانى القاضى- زكريا مصطفى- عابر مصطفى- أحمد السيد.

وقد دأبت عناصر الجماعة الإرهابية الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية على افشال العلاقات بين القاهرة وواشنطن بكل الطرق من خلال الترويج لملف انتهاك الحريات وما تطلق عليه الفشل الاقتصادى والاضطهاد السياسى.

وقد راهن الإخوان على وصول هيلارى كلينتون للسلطة ودعموها بكل ما يستطيعون وهو ما يدركه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تماماً حيث اعتبر التنظيم الدولى للإخوان وصول ترامب للسلطة وخسارة كلينتون بمثابة نكسة لهم ولجهودهم فى دعمها والتعويل على وصولها للرئاسة حيث كانت من أكبر الداعمين للإخوان طوال فترة وجودها كوزيرة لخارجية أمريكا إبان حكم الجماعة لمصر.

وقد تزامن مع تحركات التنظيم الدولى للإخوان بتصعيد تحركاته المناهضة لزيارة الرئيس السيسى للبيت الأبيض تصعيد ما يسمى "ولاية سيناء" الإرهابى لعملياته فى سيناء ومحاولة الترويج الإعلامى لسيطرته على الوضع فى رفح والشيخ زويد والعريش لكن الضربات الأمنية التى قام بها الجيش بمعاونة الشرطة ابطلت وافشلت هذه المساعى والتى كان آخرها مطلع هذا الأسبوع عندما احضر التنظيم الارهابى الكاميرات ونصب كميناً وهمياً لتفتيش السيارات والأهالى بما يعنى هيمنته المطلقة على المنطقة وبث هذا بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسى للبيت الأبيض لكن قوات من الجيش الثانى وقوات الشرطة داهمتهم وقتلت ثمانية وتم القبض على آخرين وفشل هذا المخطط الذى يسعى الإرهابيون منذ سنوات لتصديره للعالم للترويج لفكرة إقامة إمارة تابعة لهم فى سيناء على غير الحقيقة والذى لا شك فيه أن ملف مكافحة ومواجهة الإرهاب سيفرض نفسه خلال الزيارة وسيشهد جولات مهمة خلال الفترة القادمة نحو حسم شامل له بعد أن ضعفت شوكة دواعش سيناء وباتت نهايتهم قريبة جداً.  

 

(2)

اللعب بورقة اضطهاد الأقباط.. ومفاجأة وراء إفشاله

لم يكن غريباً أنه منذ الإعلان عن زيارة الرئيس السيسى لأمريكا أن تتفجر أحداث متعلقة بالملف القبطى بهدف اظهار مصر بالدولة العاجزة عن حماية الأقباط، وبالتالى إحراج الرئيس السيسى ودعوة الأقباط للتظاهر ضده، ولكن كل هذا جاء بنتائج معاكسة تماماً للهدف منه، حيث جاء رد الفعل القبطى داعماً للزيارة سواء داخل مصر أو فى امريكا فبدا هذا المسلسل بتهجير عدد من الاقباط فى العريش ثم فتنة فتاة الأقصر ومزاعم اختطاف ابنة كاهن فى اسيوط.

وقد سعت الجماعات الارهابية لتهييج أعوانها داخل مصر فى محاولة لإشعال فتنة مصطنعة بين المسلمين والمسيحيين بمحافظة الأقصر بحجة المطالبة بتسليم فتاة قاصر لم تبلغ سنها السابعة عشرة رغماً عنها وعن أسرتها إلى متشددين للزواج بأحدهم وقام جموع المتظاهرين باستخدام  العنف والتهديد والترويع للمسيحيين وتعدوا على قوات الأمن التى عملت على تفريقهم الأمر الذى نتج عنه إصابة أكثر من 12 من أفراد الأمن بإصابات خطيرة وكذا تم إلقاء القبض على ما يقرب من عشرين من مثيرى الفتنة وتقديمهم للعدالة .

الهدف الابرز من هذه الفتنة الأخيرة وما سبقها من فتن هو تهييج مشاعر المسيحيين المصريين داخل الولايات المتحدة الأمريكية للحيلولة دون خروجهم للترحيب واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى لكن المصريين المسيحيين فى الولايات المتحدة الأمريكية فهموا الأمر فما كان منهم إلا أنهم قاموا برد فعل معاكس، حيث اصدرت الهيئة القبطية الأمريكية بياناً رسمياً رحّبت فيه بزيارة الرئيس السيسى لأمريكا نافية ما نسب إليها من اعتراض على الزيارة، داعية المسيحيين داخل وخارج مصر خاصة فى أمريكا لعدم الانصياع لحملات ما سمتها بتشويه سمعة مصر وكل ما يبذل من إصلاح اقتصادى وتشريعى.

وجددت الهيئة الثقة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى البيان الصادر عنها، داعية جميع المسيحيين بالالتفاف حول السيسى.

وبحسب المفكر  القبطى، كمال زاخر، فإن ما يجرى قبل زيارة الرئيس السيسى لأمريكا معاد ومكرر، فهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها افتعال أزمات طائفية قبل زيارة الرؤساء المصريين للولايات المتحدة الأمريكية.

حيث كانت المرة الأولى عقب أحداث الخانكة، حين زار الرئيس السادات الولايات المتحدة الأمريكية، وتظاهر أقباط المهجر ضده هناك عام 1976 وهى أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت السادات لتحديد إقامة البابا فى الدير بعد ذلك.

كما أن فتنة كاميليا، التى وقعت فى عهد مبارك، كانت أيضا قبل زيارة له للولايات المتحدة، واستمر ذلك فى عهد الرئيس السيسى، فوقعت أحداث طائفية ممنهجة ومقصودة فى المنيا قبل زيارة الرئيس لنيويورك بدعوة من الأمم المتحدة، العام الماضى، وتظاهر على أثرها أقباط المهجر هناك. ويؤكد كمال زاخر أن هذه الالعاب باتت مكشوفة من الارهاب واعوانه والكل بات يعرف حقيقة أن استهداف الأقباط ليس طائفيا بقدر ما هو سياسى.

 

 

(3)

المنظمات الحقوقية والإعلام الأمريكى يخسران المعركة

منذ إعلان البيت الأبيض عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن خلال شهر إبريل المقبل، بناءً على دعوة من نظيره الأمريكى دونالد ترامب، أطلقت منظمات حقوقية أمريكية ومصرية فى الخارج بمساندة من بعض وسائل الإعلام الامريكية حملة للضغط على البيت الأبيض لإلغاء الزيارة.

 قائمة المنظمات التى تبنت هذه الحمله يبرز من بينها حركات معروفة  بمساندة الإخوان وقد انفق هؤلاء أموالا ضخمة فى مخاطبة وسائل الإعلام الأمريكية لمنع زيارة الرئيس السيسى بزعم مطاردته للمعارضة التى تفر للخارج فى إشارة لجماعة الاخوان الارهابية.

وقد سعت هذه المنظمات إلى التواصل مع أعضاء الكونجرس للضغط على البيت الأبيض لإلغاء الزيارة ولم يجدوا قبولاً مناسباً حيث إن أغلبية أعضاء الكونجرس يرون فى الزيارة فرصة مهمة لتعاون مصرى– أمريكى بشأن ملفات شائكة عالمية وإقليمية ابرزها ملف الارهاب والسلام فى الشرق الأوسط فضلاً عن التعاون الاقتصادى.

هذه المنظمات بذلت كل ما فى وسعها لمنع الزيارة عبر تقديم عريضة للبيت الأبيض، تطالب بمنع الزيارة تحت مزاعم ملف الحريات فى مصر حيث جرى استدعاء المحاكمات وعمليات تجميد أموال عناصر اخوانية وهو ما يكشف أن وراء هذه المنظمات تحركات للعناصر الارهابية التى تجيد توظيف هذه المنظمات.

 وبحسب ما يكشف محتوى هذه العريضة وتقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان المرفقة جرى التركيز على التقارير، التى انتقدت أوضاع الحريات فى مصر من منظمة أمنيستى، وهيومان رايتس ووتش، وغيرهما من المنظمات المعروفة بالعداء لمصر.