النهار
الإثنين 17 نوفمبر 2025 10:56 صـ 26 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
“الصحة” تُطلق برنامج «قادة الأزمات والكوارث» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب مواعيد مباريات اليوم الاثنين 17 - 11- 2025 والقنوات الناقلة ڤاليو ترفع أرباحها 139% إلى 541 مليون جنيه خلال 9 أشهر «شوبير» يشيد بتجربة جامعة حلوان في اكتشاف ورعاية المواهب الفنية والرياضية والثقافية جامعة بنها تدعم كلية العلوم لاعتمادها مؤسسيًا وبرامجيًا.. جولة محاكاة تكشف جاهزية الكلية للتميز رئيس جامعة بنها: محو أمية 3014 مواطن فى دورة أكتوبر 2025 وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسؤولية الطبية وسلامة المريض محافظ أسيوط يتفقد قافلة ”البر والتقوى” لدعم الأسر الأولى بالرعاية وتجهيز العرائس ويؤكد: دعم الفئات الأولى بالرعاية مستمر مكاتب الدفاع المصري بالخارج تحتفل بالذكرى الثانية والخمسين لإنتصارات أكتوبر بينهم شقيقين .. مصرع 3 أطفال صدمتهم سيارة بأسيوط بروتوكول بيئي شامل: الدولة و”أسمنت سيناء” يتعاونان لتقليل التلوث وتحسين إدارة المخلفات في شمال سيناء يوم مصري في قلب أكرا: فعالية “Taste of Egypt” لزيادة انتشار المنتجات المصرية في السوق الغاني

مقالات

السكة الحديد

اللواء حمدى البطران
اللواء حمدى البطران

 

بقلم : حمدى البطران

الحقيقة السكة الحديد , من الهيئات التي ترتبط بها مصالح الجماهير , علي اختلاف أنواعها ,ومن يقف في محطة القاهرة أو الجيزة , سيجد علي الرصيف كل فئات الشعب المصري , بكل أطيافه , من البائع المتجول والعامل الأجير إلي الموظف ورجل الأعمال وكبار الرسميين , والسائحين الأجانب أيضا . 
كلهم يستخدمون القطارات , ويدفعون مقابل التذكرة . 
ومن ثمن التذكرة , تنفق السكة الحديد , علي موظفيها وعمالها ومهندسيها وسائقيها . وإذا لم يكفي ثمن التذكرة , تقوم الدولة بتعزيز ميزانية الهيئة في صورة دعم , لتظل الهيئة واقفة علي قدميها لتؤدي خدماتها التي لا غني عنها لكل المصريين . 
وتعتبر هيئة السكة من الجهات المميزة وظيفيا , أي تلك الهيئات التي يتطلع إليها الشباب للعمل فيها , ولا ينكر العاملين فيها أن دخل العامل البسيط في هيئة السكة الحديد , يكاد يقترب من دخل الجامعي في الحكومة , وفضلا عن ذلك تحقق لهم مميزات أخري , منها الركوب المجاني والعلاج بمستشفي الهيئة . وكلها مميزات قد لا تتوافر في جهات أخري , مما جعلها مطمعا لطالبي الوظائف المتميزة . 
ومع ذلك فقد باعت السكة الحديد ركابها لجشع شركة تتولي بيع الأطعمة والمشروبات بأسعار مضاعفة , ولا يستطيع الراكب الأعتراض علي تلك الأسعار المتضخمة .  سواء علي الرصيف أو داخل القطارات .
وربما ساهمت الدولة بشكل أو بآخر , في تدليل هيئة السكة الحديد , عندما رفضت السماح لشركات النقل الجماعي , وشركات النقل الخاصة بالعمل في الصعيد . أسوة بالقاهرة ومدن الشمال , وتركت الملعب أمام شركات الأتوبيس الحكومية وهيئة السكة الحديد . 
شركات أتوبيس الصعيد ضاعفت أسعارها , واقتصرت علي الطرق الصحراوية , ونقل الركاب من وإلي القاهرة فقط . أما التنقل بين المحافظات والمدن , فلا توجد سوي الميكروباسات , وسيارات نقل البضائع , والتي يركب الناس فيها من الخلف , ويحشرون فيها حشرا . دون مراعاة لامرأة أو رجل , أو مريض أو ضعيف , يحشر الناس في صندوقها قهرا عنهم , لأنهم  لا يجدون غيرها , وتركت ركاب الصعيد يعانون منهم , ومن بلطجتهم ورعونتهم واستغلالهم .
لأجل هذا لا يجد أهل الصعيد بصفة خاصة , أمامهم إلا قطارات هيئة السكة الحديد , ربما لأن القطار يجتاز كل مدن ومراكز ومحافظات الصعيد , وله أماكن انتظار معروفة وآمنة  , ويتسع للكثير .
وبالرغم من أن أهل الصعيد دفعوا من أرواحهم الكثير , ثمن إهمال ورعونة الإدارة في هيئة السكة الحديد, في صورة حوادث متكررة ونمطية . إلا أنهم مازالوا يدفعون من وقتهم وأموالهم ومصالحهم ثمن سوء الإدارة في تلك الهيئة العريقة , التي أدرها الإنجليز في منشأها الأول , ومع ذلك تبدو وكأنها تدار لأول مرة بأيدي مدرين لا خبرة لهم , ولا دراية . 
ربما لا ينكر أحد أن ثورة يناير  2011, قد أحدثت نوعا من الخلل في منظومة العلاقات الاجتماعية بين طوائف الشعب , وأصبحت الفئات التي تتحكم أكثر في مصالح هذا الشعب , هي الفئات الأكثر ضغطا علي أعصابه . 
انفقت الدولة الكثير علي صيانة محطات السكة , ومع ذلك فبعض المحطات في الصعيد جدرانها ممتلئة بكتابات تهين الرئيس , وكأن موظفي المحطة لا يشاهدون تلك الكتابات أو أنهم راضون عنها .