النهار
الإثنين 28 يوليو 2025 05:04 مـ 2 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
لجنة الرياضة باتحاد المستثمرات العرب تشارك في ماراثون رياضي للجري بالساحل الشمالي مواكبا لاحتفالات الإسكندرية بالعيد القومي ”تعليم الغربية” يكرم أوائل الجمهورية في مسابقات الكمبيوتر التعليمي هندسة المنوفية تحصد المركز الأول عالميا في فئة المحاكاة ومراكز متقدمة في المسابقة الدولية خلال اجتماع موسع.. توجيهات صارمة من محافظ الغربية لتعزيز الخدمات وضبط الأداء التنفيذي محافظ كفرالشيخ يتفقد سوق «اليوم الواحد» بمطوبس بتخفيضات تصل إلى 30% حزب المستقلين الجدد: خطاب الرئيس حول الموقف المصري من غزة كاشف للحقائق ضبط طن زيت طعام مجهول المصدر خلال حملة تموينية بمدينة مطوبس بكفر الشيخ جيهان مديح: مصر تتحرك بشرف ومسؤولية وكلمة الرئيس السيسي عن غزة أخرست المشككين أستاذ بـ”علوم طنطا” يفوز بجائزة الدولة للتفوق في العلوم الأساسية لتوعية الشباب.. ”الوعي حصن الوطن” لقاء توعوي بجامعة حلوان انطلاق المنتدى السعودي للإعلام فبراير المقبل بمشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية رئيس البرلمان العربي يتوجه على رأس وفد برلماني إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات

مقالات

د. محمد حبيب يكتب: الجلد السميك

د محمد حبيب
د محمد حبيب

يعتبر الجلد السميك من سمات ومعالم حكام عالم اليوم ومن لف لفهم وارتبط بهم وسار علي دربهم..صحيح اننا نعيش في عالم يمتلئ بالمنغصات والهموم والاحزان والاوجاع، وضغوط الحياة ومشكلاتها وأزماتها، علي المستويين الفردي والجمعي، قاسية وعنيفة، وهذه تحتاج لمقاومتها ومواجهتها الي قدر من التبلد، والكلاحة، والنطاعة، حتي يتمكن الانسان من الاستمرار في الحياة، والافلات من أمراض العصر كالسكر والضغط والقولون العصبي والتوتر والقلق والاكتئاب..الخ، لكن ليس الي الحد الذي نفقد معه الإحساس بمعاناة الاخرين..أو الإحساس بالجمال الذي هو اساس السعادة ومتعة الحياة في هذا الوجود.


من البدهي ان هناك فارقا شديدا بين صاحب الجلد السميك وبين الحليم..بين صاحب الجلد السميك وبين اهل الثبات والصمود والتحدي والقدرة علي تحمل الاعباء والوفاء بالامانة والقيام بالمسئولية تجاه الاخرين..فصاحب الجلد السميك، يكون عادة متبلد الحس، فاقد الشعور بما يجري حوله، فظا، غليظ القلب..غير مدرك بما يفعله من مصائب وكوارث..لديه كبر فج وغطرسة ممقوتة وغرور ممجوج..ليس صادقا ولا صريحا ولا شفافا ولا مستقيما..بينما اهل الحلم والثبات والصمود يكونون قادرين علي مواجهة لاواء الحياة، وفي الوقت ذاته لديهم شعور فياض بالرحمة والرافة، فضلا عن صفات التواضع ولين الجانب والصدق والصراحة والوضوح والمروءة والشهامة والكرم والبذل والعطاء والفداء..الخ.
من المؤكد ان الجلد السميك درجات..فهناك السميك، والاسمك، والأكثر سمكا، والسميك جدا..صحيح ان كل هذه الدرجات غير مقبولة، وآثارها وتداعياتها غير محتملة، الا ان هذا النوع الأخير كارثي وماساوي، خاصة إذا كان حاكما أو مسئولا..
اعتقد ان الجلد السميك يولد مع الانسان، كما يولد الحس الرقيق والشعور المرهف، فهناك طفل متبلد وآخر رقيق..ومع الايام وتجارب السنين، اما ان يزداد الجلد السميك سمكا وغلظة، أو يستمر علي حاله..وقد تتداركه عناية الله تعالي فيرق جلده..ولله في خلقه شئون..


من المؤكد ان التعليم الجيد والتربية الصحيحة والثقافة الرفيعة، فضلا عن الانفتاح علي الآخرين ومحاولة مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، يقلل كثيرا من الجلد السميك، بل يحد من آثاره السلبية الي درجة كبيرة..وإذا كان العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، فانه يمكن القول ان صاحب الجلد السميك يمكنه ان يكتسب كثيرا من الصفات الجيدة إذا كانت لديه الإرادة القوية والهمة العالية والعزيمة الصلبة في التغيير..اما إذا ركن الي نفسه، واستسلم لرغباتها، وانقاد لضعفها، فسوف يظل علي حاله، ان لم يزدد سوءا..وهنا ياتي دور المجتمع، بمعناه الضيق والواسع، فصاحب الجلد السميك عادة ما يكون في امس الحاجة الي من يعينه علي نفسه، ومن يواجهه ويشتد عليه، ومن يقومه حتي يستقيم..اما إذا ترك وشأنه، فسوف تزداد غلظته وقسوته ويعلو طغيانه..وعلي المجتمع في هذه الحالة ان يتحمل مغبة سلبيته وتخاذله وعجزه، وليس له ان يلوم احدا الا نفسه.