ماهر مقلد يكتب: سلاح حزب الله الطلقة الأخيرة

يظهر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام حالة من الثبات فى الموقف ويمسك بالإجابة فى الرد على السؤال المتكرر وهو ما القرار اللبناني الرسمي بشأن سلاح حزب الله ؟
الإجابة التى لا تتغير من رئيس الحكومة هى أن السلاح سيكون فقط بيد الجيش اللبنانى وقوى الأمن،مع مرور الوقت بدأ حزب الله يجاهر بموقفه الرافض لنزع سلاحه كان فى السابق لا يمانع عندما كانت الحرب تضرب لبنان لم يجادل أو ينتقد رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون غير أن بعد مرور الوقت ظهرت قيادات للحزب تعلن وبشكل قاطع أن لا نية لتسليم سلاح الحزب وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه .
الطلقة الأخيرة فى سلاح حزب الله هى معركة لبنان الكبرى لأن إستمرار السلاح معناه حرب جديدة على لبنان حتما تشنها إسرائيل،فضلا عن نوايا أمريكية كبيرة تحوم حول وضع لبنان ، الطلقة الأخيرة أيضا قد تقود إلى حرب أهلية فى ظل اصرار القوى الداخلية فى لبنان على ضرورة تسليم الحزب للسلاح وأن يكون الجيش اللبنانى هو الوحيد الذى يمتلك السلاح .
حزب الله يضع العراقيل أمام ذلك ويتذرع بالعدوان الإسرائيلى وهناك قيادات فى الحزب تعلن فى تحدى كبير أن نزع السلاح لن يتحقق وأن الحزب هو السلاح .
سلاح حزب الله على الرغم من أنه شأن داخلى إلا أن هناك طرفان يضغطان من أجل نزع السلاح هما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل،وبالدهاء الأمريكى المعهود أطلق المبعوث الرئاسى الأمريكى إلى لبنان توماس بارك تصريحا غامضا لكنه أثار جدلا كبيرا فى الأوساط اللبنانية بضم لبنان إلى سوريا او اعادتها إلى الشام وهو التصريح الذى سرعان ما تراجع عنه وقال أنه فهم خطأ ، ومنذ أن ظهرت كلماته والحديث فى لبنان لا يتوقف حول ذلك ونشر الكتاب مقالات مطولة عن تاريخ لبنان ورد عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبنانى النائب ابراهيم الموسوي من حزب تعليقًا على التصريحات ، قائلا لم نتفاجأ ، ولا يجب أن تُفاجئنا أبداً ففي كل مرة نسمع فيها كلاماً أو تصريحاً غريباً عجيباً، أو موقفاً يتناقض مع أبسط قواعد المنطق وأسس السياسة والدبلوماسية، ويتعارض مع الواقع وحقائق التاريخ، ندرك تماماً أنه صادر عن الإدارة الأمريكية أو أحد مسؤوليها، والأرشيف زاخر بعشرات الأمثلة والشواهد على ذلك.
السلاح هو الحديث الأول فى الداخل اللبنانى رئيس الجمهورية يكرر يوم بعد يوم بأن الحزب أمام مسئولية تسليم السلاح وحصر السلاح فى يد القوى الأمنية ، رئيس الحكومة يؤكد على ذلك وقيادات القوى السياسية تطلق التصريحات الموجهة إلى الحزب بشأن الموضوع ذاته ، و أن تكون هناك استجابة من جانبه.
يطرح البعض فى الداخل اللبنانى ما جدوى سلاح الحزب فى ظل تفوق اسرائيل بالطيران وأنها كانت فى الحرب تصدر الأوامر بضرورة إخلاء مربعات سكنية قبل قصفها والحزب لا يمكن رد الفعل .
سوريا اليوم لم تعد سوريا الأمس وايران اليوم لم تعد إيران الأمس وهما مصدر الإمداد الحقيقي للحزب ، ومن هنا يتحدث الداخل اللبناني عن ضرورة تسليم الحزب السلاح لإبعاد الوطن عن الحروب وتقوية الجيش .
فهل يسلم حزب الله الطلقة الأخيرة أم يحتفظ بها وتنطلق فى الجسد اللبناني .