استمرار الجدل بين إيران ولبنان.. وبيروت تُطالب
أثار وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي الجدل، بتصريحاته الجدلية حول دعوته لنظيره الإيراني عباس عراقجي للقاء في دولة ثالثة، حيث تعد سابقة دبلوماسية خصوصًا أنّ لبنان وإيران ليسا، رسميًا على الأقلّ، في حالة خصومة أو عداء، وثمّة زيارات رسمية متبادلة بين مسؤولي البلدين، حسبما نقلت وسائل إعلام لبنانية.
ويري البعض أنّ الرسالة السياسية التي حملها بدت أبعد من مجرد خلاف على مكان الاجتماع، على الرغم من نبرة الانفتاح التي حملها الردّ، الذي ربطه كثيرون بما يجوز وصفه "الهوية السياسية" لوزير الخارجية، وهو المحسوب على "القوات اللبنانية"، التي تتصدّر المواجهة الداخلية مع "حزب الله"، علمًا أن الوزير رجي سبق أن اتخذ مواقف أثارت حفيظة إيران، ومن الناحية الرسمية، حاول رجي في بيانه الحفاظ على لغة دبلوماسية لا تقطع الجسور، فهو لم يرفض الحوار مع إيران، بل رفض التوقيت والشكل، مقترحًا نقل النقاش إلى ما وصفها بـ"الأرض المحايدة"، وهذه الصيغة يمكن أن تُقرأ كحرص على تجنّب تصعيد غير ضروري في لحظة داخلية دقيقة، لا سيما أن لبنان يعيش مرحلة تفاوضية حساسة على أكثر من خط، على وقع ضغوط بالجملة يدفع بعضها إلى "تبريد" العلاقات مع إيران.
وفي سياق متصل، قال السياسي اللبناني، وضاح الصادق، إن هناك مسؤوليات كبيرة على الجانب اللبناني في مسألة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ينبغي أن يكون هناك وعي من الأطراف المرتبطة بالموضوع، فيما يتعلق بالتصريحات التي يتم إطلاقها، كما أن الوسطاء الأمريكيون قريبون من إسرائيل، وتل أبيب توفر المادة اللازمة بأن لبنان لا يقوم بالدور اللازم عليه، وأن حزب الله يرفض تطبيق وقف إطلاق النار، ويوفر الأمثلة من التصريحات التي تنطلق بشأن دائم، بشأن عدم سحب سلاح حزب الله أو عدم حصره، وأن السلاح سيبقى لدى المقاومة، وأن الحزب يعمل على تقوية نفسه ويزود سلاحه، ويدير مصادر مالية خارج الدولة اللبنانية”.
وانتقد النائب التضارب في التصريحات الإيرانية تجاه مسألة سلاح حزب الله، موضحا أنهم تارة يقولون أنهم يدعمون موقف الحزب في امتلاك السلاح، وتارة يقولون إنهم يتركون للحزب خيار اتخاذ القرار، فيما أشاد بموقف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بشأن ترك القرار لحزب الله في مسألة السلاح وعدم ممارسة ضغوطات، بأنها تعد “إيجابية ومهمة”.
ويقول محللون إن تدخل إيران في لبنان لعب دوراً في تصعيد التوترات مع إسرائيل، وأسفر ذلك عن تعرض المدنيين لدمار واسع النطاق خلال الحرب الإسرائيلية سواء من تدمير في البنية التحتية أو المساكن، كما يحذر المراقبون من أن الاستمرار يعطي تل أبيب مبررات لقصف الجنوب و يطيل أمد عدم الاستقرار ويزيد من معاناة اللبنانيين الذين يعانون بالفعل من الأزمة الاقتصادية والسياسية.


.jpg)

.png)















.jpg)



