النهار
الخميس 11 ديسمبر 2025 04:35 مـ 20 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل تندلع حرب أهلية في لبنان؟.. باحثة توضح التفاصيل

 جوزيف عون
جوزيف عون

أجابت الدكتورة شيماء المرسي، الباحثة السياسية، على التساؤل الخاص بـ «هل تندلع حرب أهلية في لبنان؟»، موضحة أنه رغم تأكيد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في أغسطس 2006، ينص بوضوح على أن الجيش اللبناني وقوات الأمن هما الجهتان الوحيدتان المخولتان بالعمل العسكري جنوب نهر الليطاني، دون أن يفرض القرار أي التزام على الحزب بالتخلي عن سلاحه شمال البلاد أو القبول بمنطقة منزوعة السلاح، إلا أن الدولة اللبنانية تبنت تفسيرًا أوسع لنص القرار، عبر الاعتراف بمبدأ توحيد السلاح تحت سلطة الدولة، بما يشمل جمع السلاح في جميع المناطق وتفكيك منشآت التصنيع العسكري التابعة لحزب الله، وشدد رئيس الجمهورية اللبنانية، في لقائه مع علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على تمسكه بهذا المبدأ وعلى أهمية دور طهران في دعم بيروت ودفع حزب الله إلى التعاون.

وفي تحليل نشره الموقع الإسباني المعروف "Atalayar" بعنوان: (Lebanon: between the disarmament of Hezbollah and the risk of a new civil war) يرى أن بيروت تُظهر إدراكًا واضحًا لما قد يعنيه توسيع نطاق الحرب الإسرائيلية، فاندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله يزيد من احتمال انفجار توترات طائفية بين مكونات المجتمع اللبناني، وقد يؤدي ذلك إلى موجات نزوح داخلية أو عودة نزوح جماعي من الجنوب والبقاع، الأمر الذي قد يعيد إنتاج ظروف مشابهة لتلك التي سبقت الحرب الأهلية، بحسب توضيح «المرسي».

وذكرت أن أي محاولة لفرض نزع سلاح حزب الله عبر الجيش اللبناني ستواجه رفضًا من شرائح اجتماعية واسعة، وبالتالي، وضع الدولة أمام معادلة أمنية مدنية غير مستقرة، وبناءً على المعطيات السابقة، إذا كانت العمليات الإسرائيلية تستهدف تسريع تنفيذ القرار1701، فإن ذلك يعكس ثقة تل أبيب بقدرة الجيش اللبناني على تولي هذه المهمة، مع العلم أن المطلوب هو فقط قرار سياسي من الحكومة -وقد سبق اتخاذه ويحظى بدعم شعبي.

ومع ذلك يثير تهديد إسرائيل بتوسيع نطاق الحرب تساؤلات جدية حول مدى قدرتها الفعلية على فرض نزع سلاح الحزب بالقوة، خاصة أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني (6 ديسمبر 2025)، بأن حزب الله لا يستطيع تسليم سلاحه من دون قرار إيراني، وهمه اليوم شراء الوقت والمحافظة على نفسه بالداخل لاستعادة سلطته، يثبت أن تحقيق نزع شامل للسلاح دون اتفاق سياسي شامل يبقى أمرًا شبه مستحيل، بحسب الدكتورة شيماء المرسي.