النهار
الأحد 23 نوفمبر 2025 08:48 مـ 2 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مكتبة الإسكندرية تطلق ”حملة الستة عشر يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة” غداً مهارات الذكاء العاطفي للمرأة في ورشة عمل بمكتبة الإسكندرية من هو طبطبائي الذي استهدفته إسرائيل ببيروت ؟ لقاء مشترك بين غرفتي الإسكندرية وبورسعيد لبحث سبل التعاون تعرف على لجنتك الانتخابية عبر الموقع الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات 182 بطاقة.. حملات تموينية مكثّفة تكشف مخالفات جسيمة داخل المخابز البلدية بالمحلة تحالف مصرفي بقيادة ”البنك الأهلي المصري والبنك التجاري الدولي - مصر (سي أي بي-CIB) والبنك العربى الافريقى الدولى لصالح شركة ”درايف... كشف ملابسات فيديو لسرقة منقولات زوجية من منزل سيدة بكفر الشيخ مدينة السلطان هيثم تفوز بجائزة مرموقة في المناظر الطبيعية المجلس القومي للمرأة ينعى الإعلامية القديرة ميرفت سلامة دعم القضية الفلسطينية وتفعيل الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030..ملفات اساسية أمام اجتماعات وزراء الاعلام العرب بالقاهرة جامعة فودان الصينية تمنح أبو الغيط الدكتوراة الفخرية

عربي ودولي

بلال شعيب: الإنفاق العسكري يهدد الاقتصاد والأمن الغذائي… ومجموعة العشرين مطالبة بالتحرك

قمة قادة مجموعة العشرين
قمة قادة مجموعة العشرين

في وقت يشهد فيه العالم سلسلة متشابكة من الأزمات الاقتصادية والبيئية، انطلقت أمس قمة مجموعة العشرين في مدينة جيوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وهي الأولى التي تُعقد في القارة الأفريقية، تحت شعار "تضامن، مساواة، استدامة". وخلال الجلسة الافتتاحية، شددت الدول الأعضاء على ضرورة العمل الجماعي لضمان نمو عالمي شامل ومستدام، وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي متزايد.

وبينما تواجه الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم خسائر فادحة نتيجة الكوارث الطبيعية التي بلغت قيمتها أكثر من عشرين مليار دولار على شركات التأمين، يجد العالم نفسه أمام تهديد حقيقي للأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الديون العالمية إلى مستويات غير مسبوقة.

ديون قياسية وخسائر أمريكية تهز الاقتصاد وتكشف هشاشة الأمن الغذائي العالمي

وحذر خبراء من أن ما يقرب من عشرة في المائة من سكان العالم قد يواجهون تهديدًا حقيقيًا لانعدام الأمن الغذائي نتيجة لتداعيات التغيرات المناخية، في وقت يمثل تحدي الطاقة وضغوط نقص المعروض والأسعار المتقلبة أحد أبرز الأزمات التي يواجهها المجتمع الدولي. وفي هذا الإطار، أكد مدير مركز رؤية للدراسات المستقبلية والخبير الاقتصادي الدكتور بلال شعيب، أن العالم يعيش مرحلة من التباطؤ الاقتصادي، وارتفاع تكلفة الديون العالمية إلى مستويات تجاوزت 616 تريليون دولار، مع نصيب الولايات المتحدة منها الذي تجاوز 36 تريليون دولار، ما يجعل قضية الديون والترابط مع التحديات المناخية والأمن الغذائي قضية عالمية ملحة. وأضاف أن شركات التأمين الأمريكية تكبدت أكثر من مليار دولار من الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية، مع تقدير الخسائر الإجمالية بأكثر من عشرين مليار دولار، ما يعكس حجم التأثير المباشر للتغير المناخي على أكبر اقتصاد في العالم.

مجموعة العشرين أمام اختبار صعب: هل تنجح في وقف النزاعات وإنعاش الاقتصاد العالمي؟

وبسؤاله عن دور مجموعة العشرين في مواجهة هذه التحديات، شدد الدكتور شعيب على أن المجموعة تمتلك القدرة على إحداث فرق ملموس على الساحة الاقتصادية الدولية، فهي تمثل نحو 80٪ من الناتج الإجمالي العالمي و75٪ من حجم التجارة الدولية. وأضاف: "القدرة الجغرافية والاقتصادية لهذه الدول تجعلها منصة مناسبة لتنسيق التعاون الاقتصادي، وتحقيق تكامل يعزز الصالح العام، خاصة في ظل التوترات العسكرية المستمرة مثل الحرب الإسرائيلية–الإيرانية المدعومة من الولايات المتحدة، النزاع بين روسيا وأوكرانيا، والنزاعات بين الهند والصين، والتي تؤثر مباشرة على ميزانيات الدول وتوجه جزءًا كبيرًا منها للإنفاق العسكري".

وأشار الدكتور شعيب أيضًا إلى أن استمرار الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، بالإضافة إلى سياسات البنوك المركزية المتعلقة بأسعار الفائدة، يزيد من صعوبة التعافي الاقتصادي العالمي، ما يجعل التعاون الدولي ضرورة حتمية للخروج من المأزق الراهن. وقال: "الحروب التجارية لها تبعيات خطيرة على استقرار الأسواق، والسياسات النقدية قد تضطر للبقاء صارمة للحفاظ على استقرار الأسعار، لذا التعاون الدولي هو الحل للخروج من هذه الأزمة"

سباق تسلّح يلتهم الموارد… وأزمة غذاء تهدد بجرّ العالم إلى حافة الانهيار

وعند الحديث عن إعادة ترتيب الأولويات العالمية، أكد الدكتور شعيب أن الأمن الغذائي يجب أن يكون في صدارة أولويات الإنفاق الدولي، موضحًا أن :"العالم ينفق اليوم أضعاف ما يحتاجه على التسليح، بينما يمكن توجيه جزء من هذه الموارد لتحسين حياة ملايين البشر وتحقيق استقرار اقتصادي وغذائي مستدام". وأضاف: :"التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم هو التغير المناخي وتأثيره المباشر على الأمن الغذائي والطاقة، وهي قضايا تتطلب تعاونًا اقتصاديًا وسياسيًا متقدمًا بين جميع الدول، بعيدًا عن النزاعات العسكرية والمصالح الضيقة. ولو تم توجيه جزء من الإنفاق العسكري، بما في ذلك النزاعات والحروب، إلى خدمة الإنسان، لكان ذلك انعكس إيجابًا على تحسين حياة ملايين البشر وتعزيز الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي العالمي".

في ظل هذه المعطيات، يبدو واضحًا أن العالم أمام مفترق طرق: إما تعزيز التعاون الدولي لتحقيق استقرار اقتصادي وغذائي، أو الاستمرار في المسار الحالي الذي قد يؤدي إلى أزمات أعمق وأكبر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

موضوعات متعلقة