كيف خططت أمريكا لتدمير النووي الإيراني؟.. أسرار تُكشف للمرة الأولى
نشر موقع «ديلي واير» الأمريكي تقريرًا، حول الضربة الأمريكية لإيران، موضحاً أنه في ليلة الثاني والعشرين من يونيو الماضي، شهدت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر العمليات الجوية تعقيدًا وسرية في تاريخ القوات الجوية الأمريكية، بعدما نفّذت سبع قاذفات شبحية من طراز B-2 Spirit عملية دقيقة استهدفت منشآت إيران النووية في فوردو ونطنز وأصفهان.
وذكر تقرير الموقع الأمريكي، أن العملية، التي جاءت في ذروة الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، استخدمت فيها القاذفات قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، وهي أكثر الذخائر الأمريكية قدرة على اختراق المواقع المحصّنة تحت الأرض. وبعد ساعات من الضربة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «لقد دمرت المنشآت النووية الإيرانية».
ويقول العقيد جوشوا فيتالي، قائد جناح القصف 509 وقائد العملية: «كانت اللحظة المحورية في مسيرتي هي التأكد من عودة الطيارين سالمين»، وتطلبت العملية رحلة قتالية استثنائية، استغرقت نحو 37 ساعة من الإقلاع حتى العودة. ووفق التقرير، استهلكت كل قاذفة ما يقارب 757 ألف لتر من الوقود، فيما وصل إجمالي ما استُهلك خلال المهمة إلى 5.3 مليون لتر.
ويشير التقرير إلى أن هذه الكمية تكفي لقيادة سيارة من طراز كامري حول العالم نحو 2,200 مرة. وتطلبت المهمة دعمًا جويًا غير مسبوق، إذ شاركت أكثر من 125 طائرة في عمليات الإسناد والتزود بالوقود جوًا، وهو الجزء الأكثر تعقيدًا في رحلة تمتد على مدار يوم ونصف اليوم تقريبًا.
ويقول العقيد جاريد كينيش، قائد جناح القصف في وحدة أخرى بقاعدة وايتمان، إن التحليق بطائرة B-2 ليس صعبًا، لكن التزود بالوقود جوًا هو ما يصنع الفارق، ومن داخل مقصورة القاذفة الشبحية، روى الطيارون تفاصيل نادرًا ما تُكشف للإعلام. فالمقصورة مزودة بنظام تحكم كامل بدرجة الحرارة، بينما يتابع الطاقم الطبي لحظة بلحظة مواعيد الطعام والراحة خلال المهمات الطويلة.
ورغم توافر مراحيض كيميائية داخل الطائرة، إلا أن الطيارين يلجؤون غالبًا إلى استخدام أكياس خاصة لتقليل أي تعقيدات أثناء الطيران، في مشهد يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والبدائل العملية البسيطة.
وبدأت العملية فعليًا قبل يوم من الهجوم، مع تنفيذ مناورة تضليلية دقيقة عند منتصف ليل الحادي والعشرين من يونيو الماضي. إذ أقلعت حينها ثلاث قاذفات B-2 متجهة غربًا، ورصدت فوق كانساس سيتي في خطوة تهدف إلى إرباك أي مراقبة محتملة.
وفي المقابل، كانت القاذفات السبع الأساسية تستعد للتوجه شرقًا نحو إيران بسرية تامة. ومع حلول الخامسة مساءً بتوقيت ميسوري، حلّقت القاذفات فوق المجال الجوي اللبناني، وانضمت إلى تشكيل من مقاتلات شبحية تابعة للقيادة المركزية الأمريكية، كان دورها استدراج الدفاعات الجوية الإيرانية، وفي الوقت نفسه، أطلقت غواصة أمريكية نحو 30 صاروخ توماهوك على منشآت في نطنز وأصفهان.
ومع دخول القاذفات الأمريكية المجال الجوي الإيراني، وبعد أربعين دقيقة ألقت 14 قنبلة ضخمة من طراز GBU-57 على المنشآت النووية المحصنة. ويقول الجنرال فرانك إسبينوزا، أحد كبار مسؤولي التسليح، إن «هذه القنبلة تعد من أقوى الأسلحة التقليدية في الترسانة الأمريكية، وإذا أردنا ضرب أي موقع على الأرض، فسنفعل».


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
