النهار
السبت 21 يونيو 2025 01:48 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
هل تنجح الدبلوماسية الأوروبية في احتواء التصعيد الإسرائيلي الإيراني؟.. أمريكا مفتاح الحل الأمن الإيراني يضرب أوكار التجسس الإسرائيلي العدوان الإسرائيلي على إيران تهديد لأمن الخليج واقتصاده بعد تأجيل افتتاحه للربع الأخير من 2025.. د.أحمد عامر يسرد تفاصيل عن المتحف المصرى الكبير الذى يمثل أيقونة للوعى الأثرى والثقافى الشاعر نادر عبد الله يتصَدَّر قائمة المُكرّمين من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية حميد الشاعري ضمن قائمة تريند يوتيوب خلال 48 ساعة من طرح ”ده بجد” محافظ كفرالشيخ: ضبط 255 كجم من اللحوم والدواجن غير الصالحة للاستهلاك بمركز بيلا اجتماع تنسيقي بين محافظي الدقهلية ودمياط لتطبيق الحدود الإدارية وفقًا للقرار الجمهوري بحضور مدير أوقاف الدقهلية..قافلة دعوية بمدينة نبروه بالصور..بسمة بوسيل تعود من جديد وتطرح أغنية أبو حب بالتعاون مع المنتج محمد حامد تداعيات إغلاق مضيق هرمز.. كوارث تنتظر العالم أجمع تضامنا مع ايران..شيخ الازهر ينشر بالفارسية: الاحتلال يجر المنطقة لحافة الانفجار

عربي ودولي

الأمن الإيراني يضرب أوكار التجسس الإسرائيلي

 حملات أمنية لكشف عملاء الموساد في إيران
حملات أمنية لكشف عملاء الموساد في إيران

كشفت الضربة الجوية التي شنها جيش العدوان الإسرائيلي واستهدفت إيران فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، عن مخطط طويل الأمد قاده جهاز الموساد، وتم خلاله زرع خلايا نائمة، وتخزين أسلحة دقيقة، وتفخيخ إيران من الداخل.

ولم يكن الهجوم الإسرائيلي الغادر على الجمهورية الإسلامية مصمم فقط لتدمير منشآت نووية أو اغتيال قادة إيرانيين أوعلماء نوويين، بل كان جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إنهاك الدولة الإيرانية، وشل منظومتها الدفاعية، وفتح جبهات متعددة لتحطيمها أمنيًا وعسكريًا.

وفي رد فعل سريع، شنت طهران واحدة من أوسع حملات التطهير الاستخباراتي في تاريخها الحديث، طالت مئات المشتبهين، وامتدت من قمم القيادات إلى عامة الشعب، لتكشف تفاصيل معركة خفية، تظهر حرب جديدة لم تعد فيها الطائرات والصواريخ وحدها هي السلاح، بل المعلومات، والمحتوى، والخيانات المزروعة في صلب المجتمعات.

الموساد يزرع إيران بالجواسيس

وحتى كتابة هذا التقرير، تلاحق أجهزة الاستخبارات الإيرانية المئات بل آلاف العملاء الذين زرعتهم إسرائيل، والتحالف الاستعماري الجديد داخل البلاد؛ تجهيزًا لضرب إيران، وتدميرها، وإعلان إسرائيل دولة عظمى إقليمية، حيث شنت إسرائيل ضربة جوية كبرى استهدفت طهران ومواقع نووية وعسكرية، وأوقعت قتلى من العلماء النوويين، وكبار قادة الجيش والدولة.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، فإن جهاز الموساد كان قد هيّأ لهذه الضربة منذ سنوات، بزرع طائرات مسيرة مفخخة وأسلحة دقيقة داخل إيران، خصوصًا في قواعد إطلاق صواريخ، لتضليل الدفاعات الجوية الإيرانية.

وقد أُطلقت تلك المسيّرات من منطقة أشفق‌آباد قرب طهران، تزامنًا مع قصف بطاريات صواريخ أرض–جو، وذلك لشل الدفاعات الإيرانية.

كما نشرت إسرائيل فيديوهات لعمليات نفذتها وحدات خاصة داخل إيران، تظهر زرع أنظمة تفجير متطورة وتفخيخ مواقع حساسة.

طهران ترد بحملة تطهير استخباراتي واسعة

وردت طهران بحملة أمنية غير مسبوقة لملاحقة «عناصر الموساد» وشبكات التجسس الإسرائيلية؛ ففي جنوب طهران، اشتبكت قوات الأمن مع خلية مرتبطة بالموساد، كانت تخطط لهجمات في مناطق مكتظة، وتم إحباط مخططها.

كما أعلنت الشرطة إسقاط 14 طائرة مسيرة «إسرائيلية الصنع» في ريف طهران، وضبطت مواقع تصنيع طائرات مسيرة ومتفجرات في طهران وأصفهان والبرز.

وفي منطقة فشافویه، داهمت السلطات مخزناً سرياً، وضبطت 23 مسيرة انتحارية، و200 كغ متفجرات، واعتقلت عنصرين على صلة بها.

وفي تطور صادم، اعتقل طبيب أعصاب شهير في خُرّم آباد مع ابنه، بعد اكتشاف تورطهما في نشاط تجسسي خطير لصالح إسرائيل، وعثر داخل فيلتهما على 300 طائرة مسيّرة معدّة للاستخدام، فيما تبين أن الحارس الشخصي للطبيب، وهو أجنبي، كان همزة الوصل مع خلايا الموساد، وقد استُخدمت الفيلا كنقطة انطلاق لاستهداف قاعدة صاروخية استراتيجية.

وفي 16 يونيو، أعلنت طهران تفكيك شبكة تجسس كبيرة ضمت 28 شخصاً موزعين على 15 خلية في طهران، إضافة إلى اعتقال أربعة متهمين في أصفهان أداروا ورشاً لإنتاج مسيرات وعبوات متفجرة.

وفي مشهد آخر، بث التلفزيون الرسمي مشاهد لاعتقال 18 شخصاً قال إنهم كانوا يصنعون طائرات مسيّرة، كما تم تفكيك مصانع ومستودعات ذات صلة في أنحاء البلاد.

وفي غرب طهران، أُوقف 24 شخصاً بتهم التجسس ونقل معلومات عبر الإنترنت، ضمن محاولات لزعزعة الأمن العام وتشويه النظام، وذكر بيان رسمي أنهم استخدموا وسائل إلكترونية لتسريب معلومات داخلية.

وفي محافظة أصفهان، أعلنت الشرطة اعتقال 60 شخصًا بتهمة نشر محتويات مؤيدة لإسرائيل، كما تم توقيف خمسة في كرمان (بينهم امرأتان) بتهم الدعاية ضد النظام، وخمسة في خراسان الشمالية، وخمسة في أردبيل بسبب نشاط إلكتروني معادٍ للدولة على تطبيق تليجرام.

وفي أحد أبرز مشاهد المواجهة، عرض التلفزيون الإيراني فيديو يظهر محاولة انتحار أحد عملاء الموساد بعد القبض عليه، عبر ابتلاع حبة سيانيد، وقد أنقذته قوات الأمن في اللحظة الأخيرة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن عمليات الموساد استمرت داخل إيران تزامنًا مع الضربات الجوية، حيث قامت بنشر أنظمة رصد دقيقة وطائرات مسيرة قرب بطاريات الدفاع الجوي، كما نشر الإعلام الإرائيلي فيديوهات لفرق كوماندوز تعمل داخل إيران.

حرب تجسس متصاعدة

وفي المقابل، أفادت تقارير عبرية بأن شرطة دولة الاحتلال ألقت القبض على مواطنَين يشتبه في تنفيذهما مهام تجسسية لصالح الاستخبارات الإيرانية، وقد تم ربط هاتين الحالتين بـ22 محاولة تجسس نسبت إلى إيران وتم إحباطها مؤخرًا داخل الدولة الصهيونية.

وترجح تحليلات غربية أن الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل بلغ مرحلة غير مسبوقة من حرب التجسس الخفية، حيث تكشف حملة الاعتقالات وتفكيك ورش تصنيع المسيرات في إيران حجم الاختراق الإسرائيلي العميق.

وترى التحليلات أن إسرائيل تسعى لإبراز تفوقها الاستخباراتي من خلال بث مقاطع مصورة لعملياتها داخل طهران، في حين تردّ إيران بتكثيف حملاتها الأمنية لإثبات جاهزيتها وكفاءتها في كشف الشبكات المتورطة، ومحاولة ترميم صورتها الأمنية بعد الاختراقات الواسعة التي نفذتها أجهزة الاحتلال.

وفي نهاية المطاف، يتواجه الطرفان في حرب مزدوجة، حقيقية وافتراضية، تمتد من الميدان إلى الفضاء السيبراني، حيث يحاول كل جانب تقويض الآخر عبر أدوات التجسس والإعلام والتقنيات الحديثة.

وفي خضم هذا التصعيد، تجد طهران نفسها عالقة في كماشة حربين شرستين، حرب استخباراتية داخلية ضد شبكات التجسس والعملاء، وحرب عسكرية خارجية ضد غارات إسرائيلية تستهدف بنيتها الدفاعية والعلمية.

وبينما تسابق حكومة طهران الزمن لترميم قدراتها وإعادة فرض معادلة الردع، تدرك القيادة الإيرانية أن المواجهة تتجاوز حدود السلاح لتطال مصير المنطقة بأسرها، في ظل مشروع توسعي يراد من خلاله إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وفرض واقع جديد تمهيدًا لقيام "إسرائيل الكبرى".

موضوعات متعلقة