حرب الإقليم الكبرى.. الصواريخ الإيرانية تواجه التفوق الإسرائيلي

قبل فجر يوم الثالث عشر من يونيو، كان الجميع يحاول أن يعمل على إعادة الهدوء مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط، إلا أن ما قبل هذااليوم ليس كما بعده، فهناك من لا يريد لهذاالهدوء أن يتم، ويسعى إلى إشعال الحروب لصنع مجد له حتى ولو كان زائفًا ،نعم، هو بنيامين نتنياهو.. أهلا بكم في فصل جديد من فصول صراع الشرق الأوسط.
في فجر يوم الثالث عشر من شهر يونيو، استيقظ العالم على ضربة عسكرية إسرائيلية نوعية لإيران، أدت إلى مقتل كبار قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى مقتل علماء نوويين إيرانيين بارزين، لكن سرعان ما ردت طهران على هذا الهجوم، بقصف إسرائيل بوابل من الصواريخ الباليستية والاستراتيجية بالإضافة إلى صواريخ فرط صوتية.
وبالنظر إلى القدرات الصاروخية لطهران، فإن إيران تمتلك ترسانة متنوعة من منظومات الدفاع الجوي شارك بعضها في الهجوم على إسرائيل، ولعل أحدث هذه المنظومات تلك التي كشفت عنها طهران مؤخرا وهي منظومة "آرمان" المضادة للصواريخ الباليستية، كذلك منظومة "آذرخش" الصاروخية التي يمكنها تحديد الأهداف وتدميرها بمدى يصل إلى 50 كيلومتراً، كما تمتلك إيران أيضا منظومة "15 خرداد" وهي منظومة مزودة بصواريخ بعيدة المدى، كما تمتلك منظومة "كمين 2" والتي تستخدم لرصد واستهداف كافة أنواع المسيرات الجوية والطائرات المأهولة والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
كما تمتلك إيران المنظومة الصاروخية محلية الصنع طراز "بافار - 373" المستوحاة من منظومة "إس - 300" الروسية، كما تعد منظومة "باور 373" للدفاع الجوي بعيدة المدى أهم منظومة دفاعية محلية الصنع في إيران حيث أنها قادرة على اكتشاف نحو 300 هدف وتعقب 60 هدفا والاشتباك مع 6 أهداف.
وتمتلك إيران أيضا المنظومة الروسية الصاروخية الشهيرة "إس 300" بأعداد كبيرة حيث أنها قادرة على صد وتدمير الصواريخ الباليستية وتتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفا وبرزت فعاليتها خلال الاشتباكات الأخيرة مع إسرائيل.
في المقابل، تمتلك إسرائيل قدرات عسكرية نوعية استخدمتها خلال الهجوم الأخير على إيران، حيث شاركت إسرائيل بالعديد من الطائرات المقاتلة الحديثة بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع والحرب الالكترونية والتشويش والتزود بالوقود والمسيرات خلال الهجوم على إيران.
المقاتلة إف – 35 من أهم الطائرات التي شاركت في الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث تتميز بقدرتها على تدمير الدفاعات الجوية من مسافات بعيدة وتنسيق الضربات والاستطلاع والدعم الجوي نظرا لإمكانيتها الهائلة، كما أنها تتميز بقدرتها على التخفي ومقاتلة أهداف جوية وبرية عدة في توقيت متزامن.
وتستطيع المقاتلة إف 35 التي تنتمي إلى الجيل الخامس على شن "حرب اليكترونية" للتشويش على الرادارات وشل الاتصالات إلى جانب التقاط بيانات ساحة المعركة ونقلها إلى مراكز القيادة.
الطائرة الأخرى التي شاركت في الهجوم الإسرائيلي على إيران هي الطائرة إف-15 التي تشكل العمود الفقري للقوات الجوية الإسرائيلية، وتصنف الطائرة التي تنتجها شركة بوينج الأمريكية بأنها طائرة تفوق جوي وهي اعتراضيه هجومية، وتستطيع حمل صواريخ وقذائف عديدة، كما أنها تضم أنظمة إلكترونية وأنظمة تحكم تمكنها من تتبع ومهاجمة طائرات العدو أثناء العمل في المجال الجوي.
كما شاركت الطائرة المقاتلة إف-16 أيضا في الهجوم على إيران، حيث تعتبر من أوائل طائرات الجيل الرابع التي دخلت الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي تحديدا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وبعد وقت قصير من استلام إسرائيل أولى مقاتلات إف-16استخدمتها تل أبيب لتدمير مفاعل "أوزيراك" النووي في العراق عام 1981.
كما استخدمت إسرائيل أيضا في هجومها الأخير على إيران عدة طائرات للاستطلاع الجوي في الهجوم على إيران سواء كانت مأهولة أو مُسيرة مثل طائرات سيسنا 208 ونخشون وبوينج 707 و C130 تستخدمها إسرائيل جميعها في عمليات الاستطلاع والرصد والتي تشارك بكثافة في الهجوم الإسرائيلي عَلى طهران.
على الرغم مما تمتلكه إسرائيل من تكنولوجيا تسليحية متطورة هي الأحدث في العالم بلا شك، إلا أن هذه الإمكانيات لم تحقق نظرية الأمن والردع الإسرائيلي كما يزعم قادة الاحتلال، ولم تحقق نصرا حقيقيا خلال استخداماتها الأخيرة في قطاع غزة والآن في إيران.