الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران.. ما هو الفائز؟

في تصعيد خطير للحرب السيبرانية، كشفت بلومبرج أن قراصنة تابعين لإيران تمكنوا من اختراق كاميرات المنازل والمزارع وحتى الشوارع في إسرائيل، بهدف مراقبة تأثير الضربات الصاروخية «لحظة بلحظة»
وذكرت الدكتورة إيمان علي، خبيرة أمن المعلومات، أن هذه الكاميرات، التي يفترض أنها إضافة تكنولوجية، أصبحت أداة تجسس بيد الطرف الآخر من الحرب، وبحسب خبراء، تستخدم إيران هذا الاختراق لمعاينة مكان سقوط الصواريخ وتحسين دقة الضربات القادمة، فيما حذرت إسرائيل المواطنين من خطورة استمرار توصيل كاميرات المراقبة لكونها الآن سلاح في يد إيران.
مخ مركز التحكم التكنولوجي
وفق تحليل «إيمان»، فإن ما كان يُعتبر رفاهية تقنية أصبح الآن سلاحًا ذا حدّين: «لا تترك باب منزلك الرقمي مفتوحًا غيّر كلمات المرور، حدّث أجهزتك، ولا تفترض أن الخصوصية مضمونة».
وذكر الدكتورة إيمان علي، أن إيران سبق وأعلنت عن استهدافها مركزاً تكنولوجياً واستخباراتياً بالغ الأهمية داخل مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، تحديداً الوحدة C4i داخل مجمع تكنولوجي اسمه Gav‑Yam Negev Advanced Technologies Park، والذي بتضم شركات عالمية زي Intel و Microsoft، وتحتضن مشاريع تابعة للأمن السيبراني الإسرائيلي والجامعات العبرية.
تُعد الوحدة «مخ مركز التحكم التكنولوجي» داخل الجيش الإسرائيلي، وتُشرف على ما يُعرف بـ«نظام الأعصاب» الإلكتروني الذي بيدير المعارك في الجو والأرض والسايبر.
تعطيل العمود الفقري لاتصالات الجيش الإسرائيلي
الوحدةC4I ليست فقط وحدة عسكرية تقليدية، بل مركز للعمليات المعلوماتية والسيطرة الإلكترونية، واستهدافه يعني محاولة تعطيل العمود الفقري لاتصالات الجيش الإسرائيلي، واختراق هيبته التقنية.
اعتبرت إيران هذه البنية واجهة عسكرية متخفية في شكل مدني، ووفق الدكتورة إيمان علي، أن هذا يعني تصعيداً نوعياً في الحرب الإلكترونية بين طهران وتل أبيب بدخول المراكز الذكية والعقول الإلكترونية ضمن دائرة الاشتباك، وليس فقط مواقع السلاح والجنود.