النهار
الجمعة 20 يونيو 2025 11:22 مـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
هل تنجح الدبلوماسية الأوروبية في احتواء التصعيد الإسرائيلي الإيراني؟.. أمريكا مفتاح الحل الأمن الإيراني يضرب أوكار التجسس الإسرائيلي العدوان الإسرائيلي على إيران تهديد لأمن الخليج واقتصاده بعد تأجيل افتتاحه للربع الأخير من 2025.. د.أحمد عامر يسرد تفاصيل عن المتحف المصرى الكبير الذى يمثل أيقونة للوعى الأثرى والثقافى الشاعر نادر عبد الله يتصَدَّر قائمة المُكرّمين من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية حميد الشاعري ضمن قائمة تريند يوتيوب خلال 48 ساعة من طرح ”ده بجد” محافظ كفرالشيخ: ضبط 255 كجم من اللحوم والدواجن غير الصالحة للاستهلاك بمركز بيلا اجتماع تنسيقي بين محافظي الدقهلية ودمياط لتطبيق الحدود الإدارية وفقًا للقرار الجمهوري بحضور مدير أوقاف الدقهلية..قافلة دعوية بمدينة نبروه بالصور..بسمة بوسيل تعود من جديد وتطرح أغنية أبو حب بالتعاون مع المنتج محمد حامد تداعيات إغلاق مضيق هرمز.. كوارث تنتظر العالم أجمع تضامنا مع ايران..شيخ الازهر ينشر بالفارسية: الاحتلال يجر المنطقة لحافة الانفجار

تقارير ومتابعات

كيف تنظر الصين إلى الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

آثار الحرب بين إسرائيل وإيران
آثار الحرب بين إسرائيل وإيران

«إذا كان الشرق الأوسط غير مستقر فلن يكون العالم في سلام».. هكذا بدأ الكاتب Miranda Jeyaretnam مقاله في مجلة الـ «TIME»، باحثاً عن الإجابة على التساؤل الخاص بـ «كيف تنظر الصين إلى الحرب الإسرائيلية الإيرانية»، مؤكداً أنه لا يحب أصدقاء إيران الحرب التي تقضي على طهران، لكنهم ليسوا مستعدين للانضمام إلى القتال ضد إسرائيل وربما الولايات المتحدة، وبدلا من ذلك، حثت روسيا والآن الصين على خفض التصعيد، مؤكدين على العواقب الخطيرة التي يمكن أن يخلفها الصراع المتصاعد على العالم بأسره.

لن يكون العالم في سلام

ذكر الكاتب في مقاله، ما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ: «إذا كان الشرق الأوسط غير مستقر، فلن يكون العالم في سلام»، وإذا تصاعد الصراع أكثر، فلن تتكبد الأطراف المتنازعة خسائر أكبر فحسب، بل ستعاني دول المنطقة أيضا بشكل كبير، مضيفا أنه يجب على الأطراف المتحاربة، وخاصة إسرائيل، وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن لمنع دورة التصعيد وتجنب امتداد الحرب بحزم.

وفق بدأ الكاتب Miranda Jeyaretnam، جاءت تصريحات «شي» في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دعا فيها الزعيمان إلى وقف إطلاق النار، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت روسيا من أن هجمات إسرائيل جلبت العالم «ملليمترات» من كارثة نووية، وحث «بوتين» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم مهاجمة إيران، حيث يفكر الرئيس في المشاركة العسكرية الأمريكية المباشرة في الحرب التي قتلت بالفعل المئات في إيران والعشرات في إسرائيل.

إيران لا تحتاج إلى بيانات

وقال يوري أوشاكوف مساعد الكرملين للصحفيين، إن «بوتين وشي»، يدينان بشدة تصرفات إسرائيل التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الأخرى، مضيفاً أن «شي» أعرب عن دعمه لاقتراح بوتين للتوسط في الصراع، وهو عرض قال «ترامب» إنه رفضه.

كما وضعت الصين، مثل روسيا، نفسها كوسيط سلام محتمل، على الرغم من أن الخبراء يقولون إنه من غير المرجح أن تقبل إسرائيل بكين كموفقة محايدة، نظرا لانتقاداتها السابقة لإسرائيل وعلاقاتها مع إيران.

قال أندريا غيسيلي، خبير السياسة الخارجية الصينية في جامعة إكستر، لـ «فرانس 24»، إن إيران لا تحتاج إلى بيانات أو تصريحات، ولكن مساعدة ملموسة، مثل الأنظمة المضادة للطائرات أو الطائرات المقاتلة، لكن البيانات والإعلانات هي كل ما من المرجح أن تقدمه الصين، كما يقول الخبراء لمجلة تايم، فيما قال ويليام فيغيروا، الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة جرونينجن، لمجلة تايم إن افتقار الصين إلى الدعم العسكري لا ينبغي أن يكون مفاجأة.

لقد اتبعت الصين تاريخيا سياسة عدم التدخل، حيث ركزت بشكل أكبر على القضايا المحلية بينما تهدف إلى تجنب التورط في صراعات خارجية طويلة الأمد.

الصين تدين صراحة انتهاك إسرائيل لسيادة إيران

في وقت سابق من هذا العام، دعت الصين بالمثل كلا من الهند وباكستان، والأخيرة «صديقة صارمة» للصين، إلى إظهار ضبط النفس، وبينما اتهمت الصين بتقديم دعم «كبير جدا» لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وأكدت الصين أنها لا تزود جارتها بالأسلحة أو القوات ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن دعمها المادي شمل أنظمة فتاكة.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الخميس إن البيت الأبيض لا يرى أي علامات على تقديم الصين دعما عسكريا لإيران في هذه اللحظة من الزمن، فيما شدد وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» على أن الصين تدين صراحة انتهاك إسرائيل لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، كما نصحت الولايات المتحدة علنا بعدم التدخل بشكل أكبر في الصراع.

«التسخين في منطقة الشرق الأوسط لا يخدم مصالح أحد»، هكذا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «قوه جياكون»، مضيفاً أن تأجيج النيران واستخدام التهديدات وممارسة الضغط لا يساعد في تهدئة الوضع ولن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات وتوسيع الصراع.

وأعلنت افتتاحية لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، أنه يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الدول الرئيسية المؤثرة، التمسك بموقف عادل وموقف مسؤول لتهيئة الظروف اللازمة لتعزيز وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار والتفاوض لمنع الوضع الإقليمي من الانزلاق إلى الهاوية وإحداث كارثة أكبر.

وسعت الصين إلى تعميق استثماراتها ونفوذها في الشرق الأوسط على مر السنين، مما رفع توقعات دبلوماسيتها الإقليمية إلى مستويات عالية للغاية، بينما روجت بكين للتوسط في هدنة تاريخية بين المملكة العربية السعودية وإيران في عام 2023، فإن المهمة التي تنتظرها الآن أطول بكثير.

الانتقادات الموجهة لإسرائيل

وقال «وانغ»، وزير الخارجية الصيني، إن الصين مستعدة للعب دور بناء في حل الصراع، وفقا لقراءات وزارة الخارجية لمكالماته مع كل من إيران وإسرائيل، ولكن على عكس المملكة العربية السعودية وإيران، مؤكداً أن إسرائيل لم تبد عن أي اهتمام بالتفاوض على حل، وحتى لو كانت إسرائيل مهتمة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات فمن غير المرجح أن ينظر إلى الصين على أنها حكم محايد نظرا لعلاقاتها مع إيران والانتقادات الموجهة لإسرائيل بما في ذلك بشأن غزة والتنافس العالمي المستمر مع الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل.

طورت الصين علاقات اقتصادية قوية مع إيران على مر السنين، لتصبح أكبر شريك تجاري في إيران وسوق التصدير، وحافظت الصين أيضًا على علاقة اقتصادية مع إسرائيل-تشينا هي ثاني أكبر شريك تجاري في إسرائيل، وكان للبلدين شراكة شاملة مبتكرة منذ عام 2017-تقول Figueroa إنها ليست قريبة بما يكفي لتأثير خطير على تصرفات إسرائيل.

عندما سئل عن إمكانية عمل الصين كوسيط ، قال سفير إسرائيل في بكين إيلي بليوتكرركوفسكي لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: «في هذه المرحلة نركز على الحملة العسكرية هذا هو شاغلنا الرئيسي في الوقت الحالي ونحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستطور الأشياء ومع ذلك وإسرائيل ستواصل التحدث إلى الصين كجزء من عملية مستمرة».

يمكن أن يؤدي الفشل في المساعدة في إحلال السلام في الشرق الأوسط إلى إضعاف جهود الصين الأخيرة لتصوير نفسها على أنها وسيط سلام عالمي فعال، خاصة بعد أن رفضت أوكرانيا بالفعل خطة سلام اقترحتها بكين في عام 2023. وإذا سقط النظام الإيراني، قال مارك لانتيني، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية في جامعة القطب الشمالي في النرويج، لـ «فرانس 24»، فإن الهدنة بوساطة الصين مع المملكة العربية السعودية ستخاطر أيضا بالدخان.