من الإغاثة إلى الوساطة.. كيف جسدت مصر الدعم الحقيقي لغزة في أصعب الأوقات؟

"جسر الدعم المصري".. القاهرة في خط الدفاع الأول عن غزة
منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر، لم تتأخر مصر لحظة في أداء دورها الإنساني والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني. وبينما اكتفى البعض بالشعارات، تحركت القاهرة بخطى عملية على الأرض، واضعة الملف الفلسطيني على رأس أولوياتها، إنسانيًا وسياسيًا، رسميًا ومدنيًا.
معبر رفح.. شريان الحياة رغم الاستهداف
رغم الاستهداف المتكرر، ظل معبر رفح مفتوحًا كالبوابة الإنسانية الوحيدة لقطاع غزة. عملت مصر على مدار الساعة لتأمين مرور القوافل الإغاثية والجرحى، وأقامت مركزًا لوجستيًا متكاملًا في مدينة العريش لتخزين وتجهيز المساعدات قبل إرسالها إلى القطاع.
بالأرقام.. جسور الخير المصرية
-
أكثر من 35 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية دخلت غزة.
-
1500 شاحنة محملة بالدعم الإنساني عبرت من مصر إلى القطاع.
-
استقبال آلاف الجرحى والمصابين في مستشفيات العريش والإسماعيلية والقاهرة.
-
إنشاء مستشفيات ميدانية ومعسكرات طبية عاجلة على الحدود.
دور مدني فاعل
كان للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دور محوري، إذ قدّم واحدة من أكبر قوافل المساعدات المدنية، شملت الغذاء والدواء والملابس والأغطية، إلى جانب دعم نفسي للأطفال وأسر الشهداء، كما ساهمت مؤسسات التحالف في تجهيز مستشفيات الحدود وتوفير أطباء ومتطوعين لخدمة المصابين.
موقف سياسي لا يتزحزح
في وجه دعوات التهجير، وقفت القاهرة ثابتة في رفضها القاطع لأي محاولات لنقل الفلسطينيين خارج أراضيهم، معلنة بوضوح: "لا لتهجير الفلسطينيين". ومثّلت مصر صوت غزة في المحافل الدولية، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، والانخراط في مسار سياسي جاد لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
دعم حقيقي لا دعائي
لم يكن الدور المصري مدفوعًا بالدعاية أو الحسابات الضيقة، بل كان جهدًا يوميًا، ميدانيًا، واقعيًا، بُني على الشاحنات لا الخطابات، وعلى المعابر المفتوحة لا المؤتمرات فقط. مصر لم تتحدث كثيرًا، لكنها فعلت الكثير، وكانت السند الثابت لشعب محاصر، يحلم بالحياة والحرية في آن واحد.