الجمعة 3 مايو 2024 04:39 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في ظل تزايد الحديث عن ضمانات امنية دولية لروسيا واوكرانيا

هل يفعلها الغرب و يجبر أوكرانيا على تسوية مع روسيا؟

الرئيس الاوكراني زيلنسكي
الرئيس الاوكراني زيلنسكي

سمعنا كلمة الضمانات الامنية تتردد كثيرا في وسائل الاعلام الامريكية والغربية مؤخرا بهدف ايجاد مخرج ووقف اطلاق النار في اوكرانيا و"ضمانات أمنية"، هكذا كان لسان حال العديد من قادة أوروبا وواشنطن خلال الأيام الماضية حول الأزمة الروسية الأوكرانية وجاءت التصريحات بالتزامن مع الهجوم المضاد الذي أعلن عنه الجيش الأوكراني دون ظهور استعدادات واضحة رغم كل ما ترسله واشنطن وحلفاؤها من أسلحة.

ويتحدث خبراء ومحللون أن الهجوم المضاد يتم تأجيله لثقة كييف في عدم استعادتها للأقاليم التي ضمتها موسكو بينما يرى آخرون أنه سيتم التفاوض على أساس معادلة جديدة وليست كما كانت تطالب أوكرانيا في ظل التصريحات الغربية الأخيرة ويعتبر طرف ثالث أنه من الصعب أن تتراجع كييف عن شروطها وهو الانسحاب الكامل من الأقاليم الخمس فهل ستجُبر أوكرانيا على قبول "الهزيمة المشرفة"؟

أطلقت أوكرانيا خلال الأشهر الماضية العديد من التصريحات حول اقتراب هجومها المضاد لاستعادة الأقاليم التي ضمتها روسيا في حربها الأخيرة وهي لوجانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون ولكن دون خطوة فعلية أو مؤثرة ميدانيًا حتى الآن بحسب العديد من الخبراء.
وهنا يقول الدكتور محمود الافندي الباحث الروسي والخبير في الشئون الاسترتيجية الروسية إن الهجوم الأوكراني المضاد يتأجل في كل مرة ضمن محاولاتِ كييف لسدِ العجز في قواتها بمزيدٍ من الإمدادات الغربية وأوضح أن الغرب كان يدفع حتى فترة قريبة كييف لشن هذا الهجوم، لتبرير الدعم السخي أمام الشعوب الغربية، ولكن ما يحدث خلال الأيام الماضية في التصريحات الغربية بالتزامن مع الانتصارات الروسية وتضييق الخناق في الجبهة الجنوبية، يثبت عدم قدرة كييف على شن هذا الهجوم أو جعله هجوما ذا تأثير.
وأشار الافندي إلى قرارات البرلمان السويسري الأخير حول منع تزويد أوكرانيا بالأسلحة والالتزام بالحياد وعدم التدخل في تلك الأزمة وتابع: "ليست تلك التصريحات وحدها فالرئيس الفرنسي عاد من جديد ليتحدث عن ضمانات أمنية مما يؤكد سعي الغرب للتفاوض حتى لا تتطور الأمور وتضر بالجميع".

والجانب الأميركي نفسه يتمني وقفها بشرط انهاك روسيا وتقليم اظافرها فقد طالب وزير الخارجية أنتوني بلينكن الجمعة بتعزيز قوة أوكرانيا قبل أي اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل تزايد الدعوات للتفاوض محذراً من الأوهام ومن السلام الزائف المتمثل في وقف محتمل لإطلاق النار.
وأكد الافندي أن جنون العقوبات الذي يمارس ضد موسكو أضر الغرب قبل روسيا فهناك حالة من شح السلع الاستراتيجية في الأسواق الأوروبية والقفزة في أسعار منتجات أخرى مع ارتفاع أسعار الطاقة والغاز جعلت عددًا من البلدان الأوروبية تضغط على أوكرانيا لقبول أي اتفاق سلام محتمل مع موسكو.

وأوضح الافندي أن التصريحات الغربية تُثبت أنه لا يمكن فصل روسيا عن العالم كما كان يروج لذلك في البداية فأمن روسيا من أمن أوروبا مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الروسي عندما قال: "العالم يقع على جانبي روسيا"، فأوروبا تعاني من أزمة حبوب وطاقة وأسمدة كل هذا المورد له روسيا فكيف يتم فصلها عن النظام العالمي؟"
و أن مطالب روسيا مشروعة من أوكرانيا وليست مستحيلة أو نزع سيادة أو غيره الهدف هو منع عسكرة حدود روسيا وتهديد الأمن القومي من جانب واشنطن وحلفائها، مؤكدًا أن تنازل روسيا عن تلك الأقاليم في الوقت الراهن على الأقل غير قابل للنقاش.

شهدت الأيام الماضية العديد من الهجمات في العمق الروسي عن طريق الطائرات المسيرة دون اعتراف أو إعلان رسمي من الجانب الأوكراني.

و"الجميع يعلم أن المنفذ الفعلي هو كييف والتي تدعم تلك الهجمات"، التي تعتمد على عدة نقاط:

هجمات بأقل التكلفة لإحداث أكبر زخم إعلامي.
الهجمات داخل روسيا دليل على عدم قدرة كييف في شن هجوم مضاد.
محاولة إيجاد صيغة جديدة للتفاوض لضمان أمن روسيا لأن نظام كييف يرى أن تلك الهجمات سوف تجبر روسيا على التفاوض وأن تنفيذ هجمات سواء في العمق الروسي أو على أرض المعركة جميعها تصب في إطار الهجوم المضاد والتحضيرات إليه وليس للتسويق الإعلامي.

وحول سيناريوهات إجبار كييف على الجلوس على طاولة التفاوض مع روسيا ويري خبراء أن تلك الجزئية تُعد صعبة التنفيذ دون ضمانات حقيقة وانسحاب فعلي من الأراضي التي احتلتها روسيا ويُضيف أن أوكرانيا تستعد بالفعل للهجوم المضاد ويتم تنسيق التدريب والأسلحة وتموضعها بعد أن استلمت كميات كبيرة من الأسلحة والتأجيل يعود للتنسيق واستلام باقي الأسلحة.

وأكد أن المعنويات في الداخل الأوكراني مرتفعة للغاية، فبالنظر للهجوم المضاد الأخير في سبتمبر الماضي نجحت كييف في تحرير ما يقرب من 20 في المئة من الأراضي التي احتلتها روسيا من بداية الحرب وبالأخص في الجبهة الجنوبية .