الجمعة 19 أبريل 2024 06:36 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: سليمان ..عليه الاستسلام

اسامه شرشر
اسامه شرشر
إنه قبر اللواء عمر سليمان، السياسي الذي أزعج الأحياء من أبناء شعب مصر، الذي وضع نظام مبارك الفاشي والفاسد، واسقطه في قبر مصر الكبير بميدان التحرير، الذي أصبح رمزاً وزلزالا مرعبا لكل من أهان وعذب وقمع وأعدم وقتل ضمير هذه الأمة.لكن استيقاظ الجنرال سليمان من قبره السياسي وترشحه لانتخابات السباق الرئاسي، ليست إهانة للأحياء فقط بل الشهداء الأموات الذين سقطوا في كل ميادين مصر، بعد تدشين ثورة 25 يناير. والشيء الذي يدعو للألم والحسرة هو تلك الأصوات الشاذة، التي تعزف علي أوتار الفساد والقمع والأمن لعودة هذه القبور السياسية، فكان علي عمر سليمان عليه الاستسلام لرغبات الناس واحتراما لإرادتهم الحرة وعدم الاستخفاف بدماء الشهداء الزكية.ما تشهده مصر الآن هو فضيحة سياسية مكتملة الأركان، مع سبق الإصرار والترصد، وتدين هؤلاء الذين تجردوا من كل الأدبيات الإنسانية ويريدون أن ينفخوا في صور هذه القبور السياسية التي دفنت فيها عوارتهم وفسادهم واحتكارهم لهذا الوطن واحتقارهم لهذا المواطن الكريم فمجرد خروجهم من قبورهم السياسية هي إهانة حقيقية ليس لشباب وشعب ثورة 25 يناير فقط، بل خيانة للإنسانية جمعاء.و الله ابتلي هذا الشعب أكثر من ثلاثين عاماً وصبر علي هذا الاختبار العظيم لهؤلاء الفاشيين الذين أذلهم الله أحياء وأمواتا،ً غضبت عليهم السماء وزلزلت الأرض تحت أقدامهم، ودعوات الناس أسقطت هذا النظام القمعي الذي استشعر أنه ورث الأرض وما عليها وكأن مصر أصبحت جزءاً من ميراثهم السياسي فيعبثوا بكل شيء لأنهم وصلوا لدرجة أنهم فوق المساءلة والحساب والبشر.ولأننا نعيش زمن اللا معقول واختلاط كل المفاهيم والاوراق والافكار وهناك ردة في الاخلاق والقيم وانفلات وانحراف في كل الاتجاهات وتخوف من القاتم والمجهول، غير محاولات فلول كل زمان كان القفز فوق المشهد وتصوير الواقع المصري بأنه وصل إلي نفق مظلم وطريق مجهول واستطاعت هذه الفلول بجراثييمها المنتشرة في الفضائيات والصحافة وكل اركان هذه الدولة للأسف الشديد أن تنفخ في هذه القبور السياسية وتحاول أن تحييها سياسياً لتشارك الشعب المصري في إعادة ما أفسدوه علي مدي سنوات صبر هذا الشعب فكيف لإنسان يملك الحد الأدني من العقل والتفكير والمنطق والكرامة والخوف من الرب أن يختار أعداء هذا الشعب ليكونوا جلادي هذه الأمة ليس لإنتاج نظام مبارك مرة أخري لكن لإعلان سقوط ثورة 25 يناير وانتقالها إلي رحمة الله وما حدث في مصر هو تصحيح مسار بدليل أن الشعب يريد إحياء القبور السياسية لعن الله هذا السعار السياسي والنفاق الإعلامي، فصمت القبور السياسية لن يخرج إلي النور ولن يبعث عمر سليمان إلي الحياة، فمن منكم بلا عمر فليرم الناس بحجر ويقذف الناس في النيل فدولة ميدان التحرير فوق الجميع أحياء وأموات. .وأقول لكل اللصوص وقواد السياسة شكر الله سعيكم لمحاولة إسقاط هذا الوطن.