النهار
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 11:42 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جولات من قلب الشوارع.. ”رئيس جهاز العبور” يقود حملة لرفع الكفاءة وتحسين الخدمات بالمدينة “غرفة الإسكندرية” تبحث مع السفير الكندي سبل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين سقوط سور نادي السلاح بالإسكندرية دون حدوث إصابات افتتاح منتدى ”الإسكندرية والمتوسط الثقافي” بمكتبة الإسكندرية مصانع الموت في قبضة الأمن.. ضبط 231 طن مخصبات ومعادن مغشوشة بالقليوبية استمر البحث 12 يوما.. المئات يشيعون جنازة ابن أسيوط ضحية انهيار بئر في المنيا “غرفة الإسكندرية” تبحث مع السفير الكندي سبل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين وزير الصحة لـ«النهار»: مصر جاهزة لاستقبال مصابي غزة.. و150 سيارة إسعاف ضمن الخطة الأولية ”العقاد” لـ”النهار”: تطبيق الحوكمة بدأ من أول فرد أمن وحتى القيادات لضمان انضباط العمل وخدمة المواطن أسماء أحمد تدعو لبلورة رؤيةٍ عربيةٍ وإفريقيةٍ مشتركة تُعيد رسم خريطة السياحة بروح الوحدة والشراكة بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة القاهرة والمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة في مجال التطوير الإدارى وريادة الأعمال وبناء القدرات البشرية د. فوزية الناشر رئيس مجلس سيدات اعمال اليمن : القمة تنعقد فى مرحلة مابعد الصراعات والحروب . مرحلة التنمية والإعمار

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: المواطن حائر بين الحكومة وصندوق النقد وإعمار غزة وترامب

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

احترقت قلوب المصريين بعد ارتفاع أسعار المحروقات، فالمواطن المصري أصبح حائرا، هل هناك ارتفاع لأسعار السلع الأخرى كما يتردد أم لا؟ وهل ارتفاع أسعار الكهرباء في الطريق أم لا؟
حيرة جعلت رجل الشارع العادي يتساءل: لماذا تستمر حكومة مدبولي بعد فشلها الذريع في الملف الاقتصادي؟
هل هناك كوارث أخرى ستفعلها الحكومة التى لا تجد أمامها إلا المواطن المصري وتترك بعض رجال الأعمال يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا وبعيدين عن المساءلة؟!
أصبح المواطن يلجأ إلى الله؛ للخلاص من هذه الحكومة التى تتفنن صباح ومساء كل يوم في جعله خارج الخدمة تعليميا وصحيا واقتصاديا، وأنا شخصيًا أنحنى للمواطن المصرى وأرفع له القبعة؛ لأنه فاق أيوب صبرا في تحمله هذه الحكومة وارتفاع الأسعار المرتبط بها، ولكن عزاؤنا الوحيد أننا نعشق تراب هذا الوطن ولا نقبل أن يقترب منه أحد سواء الجماعات الظلامية أو كل الأبواق الخارجية لمحاولة نشر الأكاذيب والشائعات؛ لإثارة المواطن المصرى المحصن ضد هذه الميليشيات التى تهدد أمن الوطن.
ولكن المفاجأة التى وضعت الحكومة في مأزق أمام الشعب هي أن صندوق النقد الدولي أعلن أنه لم يطلب من الحكومة لا رفع أسعار السولار، ولا البوتاجاز، ولا البنزين، لكن الحكومة فعلت ذلك من نفسها، حتى فضحها الصندوق بإعلانه أنه أكد لمدبولي عدم رفع الأسعار على المواطن، تخيلوا أن صندوق النقد أصبح رحيما بالمواطن المصرى أكثر من الحكومة حتى أنه- أى الصندوق- أشفق على المواطن من هذا الارتفاع في الأسعار وأبلغ الحكومة أن المواطن لن يتحمله! ولكن جاء رد الحكومة صادما بأن المواطن سيتحمل هذا الارتفاع في الأسعار ولن يغضب، جاء هذا بعد أن ظلت الحكومة لسنوات مستغلة «شماعة» الصندوق؛ للتسلل لجيوب المصريين تحت وهم وكذب مطالبة الصندوق بهذه الزيادة.
تعالوا نتكلم بصدق، نصدق من؟ الحكومة أم صندوق النقد الذى نشر هذا بمنتهى الشفافية قائلا: إن المواطن المصري لن يتحمل زيادة الأسعار بعد زيادات سابقة أرهقت أهل مصر على كل المستويات الاجتماعية!
الفضيحة الكبرى أن الصندوق أصبح يعرف أحوال المصريين أكثر من الحكومة، وكأن الحكومة أصبحت عبئا على الرئيس وعلى الشعب، فبينما قالت الحكومة إن المواطن لن يغضب جاء رد فعل المواطنين غاضبا، من خلال حديثهم في وسائل المواصلات التى ارتفعت أسعارها أيضا سواء الميكروباص أو الأتوبيس أو حتى التوك توك الذى قام برفع التسعيرة أيضا.
ولأنها حكومة جباية أصبحت تحظى بغضب شعبي عارم؛ فقد فشلت في وقف بورصة ارتفاع الأسعار وهروب الأموال الساخنة وزيادة كل أسعار السلع والخدمات، وأخشى ما أخشاه أن تقوم الحكومة بفرض ضريبة على الأكسجين والهواء الذي يتنفسه الناس.
فلذلك نحن ننقل نبض الناس، بأن المواطن المصري وصل إلى أقصى درجات الاحتمال، وعلى الحكومة ألا تفاجئنا في شهر يناير القادم بارتفاع جديد في أسعار الكهرباء؛ لأن فولت الشعب سيحرق الجميع، ولكن ما يطمئنني قليلا هو أن الحكومة سترحل بعد انتخابات مجلس النواب القادم.
وأتمنى أن يتولى الملف الاقتصادي بالذات مجموعة من أبناء مصر الأكفاء الذين لديهم حلول، وما أكثر أبناء مصر في الخارج الذين أثبتوا كفاءة وخبرة في كل المحافل الاقتصادية العربية والدولية! وهم رهن إشارة مصر لتولى المسئولية؛ لإصلاح ما أفسده مصطفى مدبولى وحكومته.

**
* كانت دعوة الرئيس السيسى أثناء الندوة التثقيفية للقوات المسلحة لأبناء مصر للتبرع لإعادة إعمار غزة، لفتة إنسانية وسياسية خطيرة.
وأعتقد أن الشعب المصرى العظيم قدم حسب استطاعته الكثير من المساعدات الإنسانية لأهل غزة وصلت إلى 80% من إجمالى المساعدات لأهلنا في القطاع المنكوب.
وأقترح أن يتم إنشاء صندوق يساهم فيه رجال الأعمال الذين وصلت أرباحهم لمليارات الدولارات حتى أصبحوا يظهرون فى قوائم أغنى أغنياء العالم، فها قد حان دورهم الوطنى والعروبى فى دعم إعمار غزة ومساندة أشقائنا الفلسطينيين، وأيضا لدينا الكثير من شركات الإنشاءات والعقارات الكبرى التى يمكن أن تساهم بالمعدات والخامات والمساعدات الفنية ويمكنها أن تقوم بدور كبير فى تسريع عملية إعادة إعمار القطاع، فالأمر يجب ألا يتوقف عند الدعم المالى فقط.
بل إننى أدعو مشاهير مصر فى العالم وعلى رأسهم اللاعب الخلوق الإنسان محمد صلاح لعمل حملة للتبرع لإعادة الإعمار، ومعه أيضا بقية لاعبينا الدوليين فى العالم وفى مقدمتهم عمر مرموش.
وأعتقد أن بعض أبناء مصر فى الخارج الذين تبوأوا مناصب دولية سواء فى صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى أو اليونسكو أو غيرها من المنظمات والمؤسسات العالمية لن يتأخروا عن الدعم سواء المباشر أو من خلال دعوة الآخرين للتبرع، فالعالم يثق بهم.
ولماذا لا نستغل افتتاح المتحف المصرى الكبير فى بداية نوفمبر القادم وحضور وسائل الإعلام العالمية لدعم إعادة الإعمار، خاصة أن الكثير من دول العالم انتفضت دعما للقضية الفلسطينية وأكثر من 157 دولة أصبحت تعترف بدولة فلسطين؟! فيجب استثمار هذا الحدث والزخم المحيط بالقضية الفلسطينية لدعم إعادة الإعمار.
ولكن كل هذا سيظل مرهونا بألا تعود الحرب من جديد من خلال أفعال نتنياهو المجرمة والمجنونة، فهو يريد أن يستغل المظاهرات في أمريكا؛ لإشعال الحرب مجددا.
ونحن ننبه ونحذر من أن نتنياهو لم يعد خطرا على فلسطين والمنطقة العربية فحسب، بل إنه أصبح خطرا على العالم كله، ويجب الخلاص منه بأى شكل؛ لأنه طالما يوجد نتنياهو وبن غفير وسموتريتش على رأس السلطة فى إسرائيل فلن يحدث إعمار فى غزة.

**
* وأخيرا .. فإن المواطن المصرى والعربى والإسلامى حائر من تصرفات دونالد ترامب، فهو فى لحظة يريد أن يحقق السلام العالمى، وفى اللحظة التالية يريد أن يشعل حربًا.. فأى عبث هذا؟! وإلى أين يمضى ترامب بمصير العالم؟ فهل يقوده للسلام أم للدمار الشامل؟!
* كفى الله العالم العربى والإسلامى شر ترامب وكل ترامب فى العالم.