النهار
الثلاثاء 1 يوليو 2025 04:41 مـ 5 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
واعظات الأوقاف يتوجهن إلى كفر السنابسة لتقديم واجب العزاء لأسر شهيدات لقمة العيش نائب وزير الصحة: نستهدف خفض معدلات الانيميا للأطفال والنساء عمرو قنديل: الخطة التنفيذية لنظام الغذاء والصحة هي خطة الدولة بالتعاون مع كافة الوزارات أمطار في عز الصيف.. تحرك عاجل من محافظة القاهرة مجمع ينمو اللوجيستي الممول من« CIB» يحصل على شهادة« EDGE Advanced» للمباني الخضراء بحضور وزير الصحة.. انطلاق فاعلية «الخطة التنفيذية الوطنية لنظم الغذاء والتغذية» غرفة السياحة تعلن عن بدء موسم العمرة «مايكروسوفت »تطلق أداة ذكية لتشخيص الأمراض تتفوق علي الاطباء شيكابالا.. اعتزال مؤجل بسبب تدخلات ميدو؟ معلومات الوزراء: منظومة توريد القمح تواصل عملها بشكل منتظم وسط إقبال مستمر من المزارعين ننشر أماكن استقبال تظلمات نتيجة الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ رئيس جامعة المنوفية يرأس إجتماع لجنة المنشآت الجامعية ويتابع الموقف التنفيذى للمشروعات الجارى العمل بها

مقالات

تداعيات الفجوة الطبقية 

محمود حسن
محمود حسن


بقلم : محمود حسن 


في ظل المعركة التي تخوضها الطبقة المتوسطة التي تلاشت بسبب ارتفاع الأسعار والهوة التي باتت واضحة بين طبقات المجتمع ما بين ثراء فاحش وفقر مضني يبقى السؤال الذي يجثم على قلب الكثير منا .. هل يفضل الناس التفاوت الاجتماعي؟ حتما ستأتي الإجابة تحمل شقين منها ما ينادي بالمساواة ومنها من يرى أن التفاوت المقبول بين الطبقات حتما يؤدي إلى نهوض الأمم وازدهار اقتصادها خاصة لما يحتاجه المجتمع من توافر المهن المختلفة والتي تحمل طابع اجتماعي مختلف.
وفي الكثير من الحقب كان التقارب المجتمعي وانصهار الطبقات ببعضها وتناغمها وعدم سخط كل طبقة على الاخرى هو صمام الأمان بين الشعوب حيث أن الفوارق الصارخة بين فئات المجتمعات، سواءً في العالم المتقدم أو حتى بين الشعوب التي تسعى للنمو ، تُنذر بمواجهات عنيفة إن لم تُتدارك وتُعالج بشكل موضوعي ومُنصف، خاصةً بعد أن تفاقمت هذه الهوة، وأصبحت مُستفِزة إلى حد تأجيج الغضب والدفع بملايين المواطنين إلى الشارع تعبيرًا عن تذمرهم. 
والشاهد في الأمر ان الكثير من التجارب أثبتت أن اعتماد الدول على الاقتراض او اللجوء إلى فرض الضرائب والقيم المضافة على شعوبها في معالجة عجز موازنتها مؤديا  بذلك الى ارتفاع الأسعار مما يشكل حافزا أمام الفوارق الطبقية مما يؤدي الى عجز وخلل في النمو الاقتصادي وتعاظم الفجوة الاقتصادية، واتساع الهوة في الدخل بل ان هناك ثمة أدلة مقنعة تثبت أن معالجة التباين الواضح والمتزايد في الدخل بين الأغنياء والفقراء أمر حيوي لتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام، فالدول التي تتبنى مبدأ تكافؤ الفرص للجميع هي الدول التي ينمو اقتصادها ويزدهر.
والحقيقة التي يجب ان يعلمها القاصي والداني أن معظم الثورات خلال التاريخ البشري، بداية بالثورة الفرنسية في نهايات القرن الثامن عشر، مروراً بالثورة البلشفية في روسيا و نهاية بثورة يناير كانت في حقيقتها ثورات جياع، ضد طبقات برجوازية وأرستقراطية وكذلك حكومات ، لم يدرك أفرادها مدى خطورة تآكل الطبقة الوسطى، وتبعات ارتفاع الأسعار واتساع الهوة في الدخل بين أغنياء المجتمع وفقرائه.
ببساطة يا عزيزي الأمر لن يتوقف عند فقدان المساواة أو العدالة فحسب بل انها ستصبح نار تأكل الأخضر واليابس ....