النهار
السبت 22 نوفمبر 2025 08:43 مـ 1 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ماذا يدور في الكواليس بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي؟.. تحذير ووعيد محافظ البحيرة تتفقد أعمال تطوير ميدان المحطة بدمنهور رئيس الوزراء يدعو من قمة العشرين الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتمويل المناخ تأهب كامل بالقليوبية... خطة أمنية محكمة لتأمين انتخابات النواب 2025 ترسانة في قلب الخانكة.. والمؤبد يسدل الستار على إمبراطورية الأشقاء الثلاثة لتجارة السلاح رئيس الوزراء من قمة العشرين: الحصول على التمويل الميسّر أمر بالغ الأهمية للدول النامية 15 سنة مشدد لقاتلين.. قتلا ضحيتهم خنقًا وسرقاه داخل منزله ليلاً بالخصوص كيف تطور الانخراط المصري في مجموعة العشرين؟ نجاح جديد لجراحات مناظير العمود الفقري بمستشفى كفر الشيخ الجامعي جامعة طنطا تنظم الملتقى التوظيفي الثالث لكلية التجارة بمشاركة أكثر من 30 شركة وإقليمية بعد دعوة الرئيس الأمريكي لمقاطعتها.. هل تفشل قمة مجموعة العشرين؟ احتفال مميز لأيتن عامر.. أبطال ”كلهم بيحبوا مودي” يقدمون لها مفاجأة عيد ميلادها

مقالات

تداعيات الفجوة الطبقية 

محمود حسن
محمود حسن


بقلم : محمود حسن 


في ظل المعركة التي تخوضها الطبقة المتوسطة التي تلاشت بسبب ارتفاع الأسعار والهوة التي باتت واضحة بين طبقات المجتمع ما بين ثراء فاحش وفقر مضني يبقى السؤال الذي يجثم على قلب الكثير منا .. هل يفضل الناس التفاوت الاجتماعي؟ حتما ستأتي الإجابة تحمل شقين منها ما ينادي بالمساواة ومنها من يرى أن التفاوت المقبول بين الطبقات حتما يؤدي إلى نهوض الأمم وازدهار اقتصادها خاصة لما يحتاجه المجتمع من توافر المهن المختلفة والتي تحمل طابع اجتماعي مختلف.
وفي الكثير من الحقب كان التقارب المجتمعي وانصهار الطبقات ببعضها وتناغمها وعدم سخط كل طبقة على الاخرى هو صمام الأمان بين الشعوب حيث أن الفوارق الصارخة بين فئات المجتمعات، سواءً في العالم المتقدم أو حتى بين الشعوب التي تسعى للنمو ، تُنذر بمواجهات عنيفة إن لم تُتدارك وتُعالج بشكل موضوعي ومُنصف، خاصةً بعد أن تفاقمت هذه الهوة، وأصبحت مُستفِزة إلى حد تأجيج الغضب والدفع بملايين المواطنين إلى الشارع تعبيرًا عن تذمرهم. 
والشاهد في الأمر ان الكثير من التجارب أثبتت أن اعتماد الدول على الاقتراض او اللجوء إلى فرض الضرائب والقيم المضافة على شعوبها في معالجة عجز موازنتها مؤديا  بذلك الى ارتفاع الأسعار مما يشكل حافزا أمام الفوارق الطبقية مما يؤدي الى عجز وخلل في النمو الاقتصادي وتعاظم الفجوة الاقتصادية، واتساع الهوة في الدخل بل ان هناك ثمة أدلة مقنعة تثبت أن معالجة التباين الواضح والمتزايد في الدخل بين الأغنياء والفقراء أمر حيوي لتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام، فالدول التي تتبنى مبدأ تكافؤ الفرص للجميع هي الدول التي ينمو اقتصادها ويزدهر.
والحقيقة التي يجب ان يعلمها القاصي والداني أن معظم الثورات خلال التاريخ البشري، بداية بالثورة الفرنسية في نهايات القرن الثامن عشر، مروراً بالثورة البلشفية في روسيا و نهاية بثورة يناير كانت في حقيقتها ثورات جياع، ضد طبقات برجوازية وأرستقراطية وكذلك حكومات ، لم يدرك أفرادها مدى خطورة تآكل الطبقة الوسطى، وتبعات ارتفاع الأسعار واتساع الهوة في الدخل بين أغنياء المجتمع وفقرائه.
ببساطة يا عزيزي الأمر لن يتوقف عند فقدان المساواة أو العدالة فحسب بل انها ستصبح نار تأكل الأخضر واليابس ....