نبيل نجم الدين : المبادرة الإيرانية فرصة لاحتواء صراع باكستان وأفغانستان
أعلن عباس عراقجي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة ممكنة لحل الخلافات بين باكستان وأفغانستان وتخفيف حدة التوتر المتزايد بين الجارتين.
تصريحات عراقجي جاءت خلال لقاء جمعه بعدد من المسؤولين الإقليميين، في وقت تشهد فيه العلاقات بين إسلام آباد وكابول تصاعدًا في حدة التوترات الأمنية والسياسية على خلفية الاتهامات المتبادلة بشأن دعم الجماعات المسلحة ونشاط حركة طالبان باكستان على الحدود المشتركة.
وأوضح عراقجي أن إيران بحكم موقعها الجغرافي وصلاتها المتوازنة مع الطرفين، ترى من واجبها الإسهام في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الصراعات. وأضاف أن بلاده مستعدة للعب دور الوسيط “بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز الأمن المشترك”.
وفي هذا السياق، أكد الخبير في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين أن المبادرة الإيرانية تأتي في وقت حساس للغاية، مشيرًا إلى أن المنطقة باتت بحاجة إلى حلول سياسية واقعية بعد فشل المقاربات الأمنية في احتواء التوتر بين باكستان وأفغانستان.
وقال نجم الدين إن طهران تدرك أن استمرار التصعيد بين البلدين لن يقتصر على حدودهما، بل سينعكس سلبًا على أمن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، خاصة في ظل تمدد الجماعات المتشددة عبر الحدود.
وأضاف أن إيران تحاول من خلال هذه الخطوة تعزيز حضورها الدبلوماسي في الملفات الإقليمية بعد نجاحها النسبي في لعب أدوار وساطة سابقة، سواء في الأزمة اليمنية أو في محادثات تبادل الأسرى بين أطراف إقليمية.
كما أشار إلى أن الوساطة الإيرانية إذا لاقت قبولًا من الطرفين، قد تفتح الباب أمام تعاون ثلاثي يشمل قضايا الأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب وتطوير التبادل التجاري”.
ويرى نجم الدين أن نجاح هذه الجهود مرهون بمدى استعداد كابول وإسلام آباد لتقديم تنازلات متبادلة، والتخلي عن خطاب الاتهامات المتبادلة الذي عمّق الهوة بينهما خلال السنوات الأخيرة.
واختتم حديثه بالقول: التحرك الإيراني خطوة دبلوماسية مهمة، لكنها تحتاج إلى دعم من القوى الإقليمية الكبرى حتى تتحول إلى مسار حقيقي للحوار والاستقرار.


.jpg)
















.jpg)


.jpg)
.jpg)
