النهار
الأربعاء 24 ديسمبر 2025 08:02 مـ 4 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

عوامل الحرب بين إيران وإسرائيل.. هل تنشب مجدداً؟

وزير خارجية إيران
وزير خارجية إيران

كشف الدكتور محمد مُحسن أبوالنور، الخبير في الشئون الإيرانية، عوامل الحرب بين إيران وإسرائيل، موضحاً أن الحرب الشاملة بين الدولتين لا تزال تصطدم باعتبارات إستراتيجية وجغرافية عميقة لدى الطرفين، في مقدمتها الكلفة الباهظة وغير القابلة للاحتواء، إذ تدرك إسرائيل أن أي مواجهة مفتوحة لن تكون محدودة جغرافيا، بل ستتوسع لتشمل جبهات متعددة من لبنان إلى سوريا وربما العراق واليمن، وما حدث في حرب الأيام الإثني عشر حيث لم يتدخل حزب الله، لم يعد سيناريو يمكن القياس عليه، مع ارتفاع احتمالات تدخل أطراف غير إيرانية في أي عملية عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل.

وقال «أبوالنور» في تحليل له، إن ما يدور حالياً بين الدولتين بمثابة استنزاف عسكري واقتصادي طويل الأمد، فضلا عن تهديد غير مسبوق للجبهة الداخلية في تل أبيب، أما إيران، فرغم خطابها التصعيدي، فهي واعية بأن الحرب المباشرة قد تستدعي تدخلا أمريكيا أوسع، وتعرض بنيتها التحتية العسكرية والاقتصادية لضربات قاسية في لحظة تعاني فيها أصلا من ضغوط داخلية واقتصادية معقدة.

وأضاف الدكتور محمد مُحسن، أنه مع ذلك فإن العوامل التي قد تؤدي إلى تأجيل هذا السيناريو ترتبط، في جوهرها، بمنطق الردع العقلاني أو الرد التخيلي، فكل طرف يحاول اختبار حدود الطرف الآخر دون تجاوز الخطوط التي قد تفرض عليه ردا لا يمكن التحكم في تداعياته، كما تلعب الضغوط الدولية، وخصوصا الأمريكية والأوروبية، دورا مهما في كبح جماح التصعيد، إذ لا تزال القوى الكبرى ترى في اندلاع حرب إيرانية ــ إسرائيلية تهديدا مباشرا لاستقرار الشرق الأوسط والنظام الدولي، خاصة في ظل هشاشة أسواق الطاقة وتعدد بؤر التوتر العالمية.

وأوضح أنه يضاف إلى ذلك وجود قنوات اتصال غير مباشرة، سواء عبر وسطاء إقليميين أو عبر واشنطن، تتيح تمرير رسائل التهدئة والتحذير في اللحظات الحرجة، حتى وإن لم تكن معلنة أو مؤسسية، وفي المقابل، فإن تسريع الانزلاق نحو الحرب يبقى احتمالا قائما بشدة، خصوصا إذا ما حدث خطأ في الحسابات أو وقع حادث أمني كبير يتجاوز القدرة على الاحتواء السياسي، فاستهداف شخصية عسكرية رفيعة، أو سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، أو إصابة مصالح أمريكية بشكل مباشر، قد يدفع الأطراف إلى ردود فعل متسارعة تخرج عن منطق الضبط الحالي.

ونوه الخبير في الشئون الإيرانية، إلى أن تطور الملف النووي الإيراني يظل عاملاً حاسما، إذ ترى إسرائيل أن وصول إيران إلى عتبة نووية متقدمة، حتى دون امتلاك سلاح فعلي، يشكل تهديدا وجوديا قد يبرر ضربة استباقية، وهو ما تعتبره طهران إعلان حرب صريحا يستوجب ردا واسع النطاق.