لماذا سعت تركيا إلى تعزيز موقعها كفاعل في الأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا؟
حسمت ماري ماهر، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الإجابة على التساؤل الخاص بـ «لماذا سعت تركيا إلى تعزيز موقعها كفاعل في الأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا؟»، موضحة أن تركيا تمارس سياسة التوازن والسير على الحبال المشدودة ليس فقط داخل دوائر نفوذها التقليدية في الشرق الأوسط وأوراسيا، أي ضمن ما يُعرف بعمقها الاستراتيجي بحسب تعريف رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية الأسبق أحمد داوود أوغلو، بل تمتد هذه المقاربة إلى مناطق بعيدة جغرافيًا باتت تكتسب وزنًا متزايدًا في حسابات أنقرة، وتعد أمريكا اللاتينية أحد أمثلتها؛ فرغم بعدها الجغرافي، فإنها اكتسبت أهمية جيوسياسية متصاعدة بالنسبة لتركيا باعتبارها الفناء الخلفي للولايات المتحدة ومجالها الحيوي المباشر، فضلًا عن كونها منطقة محتملة لتوسيع الشراكات التجارية والدفاعية والتكنولوجية وساحة بعيدة للتنافس على النفوذ مع إسرائيل.
وأوضحت ماري ماهر، في دراسة نشرها المركز بعنوان «حسابات التوازن: كيف تعظم تركيا أوراقها الجيوسياسية المحدودة في أزمة فنزويلا؟»، أنه من هذا المنطلق، سعت تركيا إلى تعزيز موقعها كفاعل في الأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وظهر ذلك في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره نيكولاس مادورو في 6 ديسمبر الجاري، وحثه خلاله على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع واشنطن، معربًا عن أمله في أن يتمكن البلدان من خفض التوترات. وعليه، تفصّل هذه الورقة ملامح الانخراط التركي في أمريكا اللاتينية وتناقش الاعتبارات المفسرة لاهتمام أنقرة بالأزمة الفنزويلية.
وأشارت إلى أنه رغم محدودية الأوراق التي تمتلكها تركيا في الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، فإنها تسعى إلى توظيف علاقتها الجيدة بالطرفين، فضلًا عن حقيقة انتمائها إلى المنظومة الغربية، لتقديم نفسها كفاعل مفيد يمكنه أداء دور في إدارة بعض مسارات الأزمة، حتى وإن ظل هذا الدور محدودًا. وفي كل الأحوال فإن حدود هذا الدور تظل مرهونة في المقام الأول بحسابات الولايات المتحدة ذاتها، وبمسار التطورات السياسية الداخلية في فنزويلا وطبيعة تفاعلاتها مع واشنطن.


.jpg)

.png)

.jpeg)


.jpg)



