نتنياهو: باقون في سوريا.. والجنوب يجب أن يكون خالياً من السلاح

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،اليوم الأحد، أن قوات الجيش الإسرائيلي ستبقى في المناطق التي سيطرت عليها في الجنوب السوري ومحيط جبل الشيخ، مشدداً على أن الهدف من هذا التواجد هو ضمان تجريد جنوب غرب سوريا من السلاح وحماية الدروز في المنطقة.
وأوضح نتنياهو في تصريحات صحفية أن إسرائيل لن تسمح بأي اعتداء يستهدف الطائفة الدرزية داخل الأراضي السورية، مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على نزع السلاح من الجنوب السوري لضمان أمن حدودها ومنع أي تهديدات محتملة من الجماعات المسلحة أو الميليشيات المدعومة من إيران.
وأشار إلى أن :"الوجود الإسرائيلي في تلك المناطق ليس عملاً عدوانياً، بل إجراء وقائي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار ومنع عودة الفوضى إلى المناطق القريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل"، على حد قوله.
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه الحدود السورية الإسرائيلية توتراً متزايداً، بعد أن تخلت تل أبيب في 8 ديسمبر عن اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، عقب الهجوم الذي شنّته فصائل المعارضة المسلحة وأطاح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد. ومنذ ذلك الحين، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، واستهدفت مواقع للجيش السوري واقتربت قواتها حتى مسافة 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق.
وفي المقابل، هاجم الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، السياسات الإسرائيلية في الجنوب السوري، معتبراً أنها "تتناقض مع الموقف الدولي الداعم لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها"، محذراً من أن "الاستمرار في تلك السياسات قد يعرض المنطقة لصراع جديد لا يمكن التنبؤ بعواقبه".
بدوره، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، السبت، أن دمشق منفتحة على التوصل إلى "اتفاقية أمنية مع إسرائيل تراعي المخاوف المشروعة للجانبين، دون المساس بسيادة سوريا أو التفريط في أي شبر من أراضيها"، في إشارة إلى محاولات فتح قنوات تفاوض غير مباشرة عبر أطراف إقليمية.
ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو تمثل محاولة لتثبيت واقع ميداني جديد في الجنوب السوري، بعد انهيار النظام السابق وتغير موازين القوى في المنطقة، بينما تعتبرها دمشق انتهاكاً لسيادتها ومسعى إسرائيلياً لفرض ترتيبات أمنية أحادية الجانب تحت غطاء "حماية الأقليات".