تراجع متوقع في أسعار النفط قد ينعكس على استقرار السوق المحلي في مصر

تشهد الأسواق العالمية للنفط حالة من الترقب بعد توقعات بنك سيتي غروب بانخفاض أسعار النفط إلى نحو 50 دولاراً للبرميل، وهو ما قد ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري من خلال تخفيف الضغوط على الموازنة وتقليل فاتورة استيراد الوقود.
ويرى خبراء الطاقة أن استمرار التراجع في الأسعار العالمية، إذا تحقق، سيساعد الحكومة المصرية على تثبيت أسعار المنتجات البترولية لفترة أطول، خاصة بعد الزيادات الأخيرة التي جاءت نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد وسعر الصرف.
كما قد يمنح هذا التراجع مساحة أكبر لوزارة البترول لتنفيذ خططها في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
توقعات "سيتي غروب" بانخفاض النفط
وفي السياق العالمي، قال إريك لي، كبير محللي السلع في بنك "سيتي غروب"، إن تراجع حدة الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى هبوط أسعار النفط إلى 50 دولاراً للبرميل، نتيجة تخفيف الضغط على صادرات الخام الروسي وزيادة المعروض في الأسواق.
وأوضح لي أن خام برنت سجل انخفاضاً بنحو 18% منذ بداية العام، ليتداول حالياً قرب 61 دولاراً للبرميل، وهو ما يعكس وفرة الإمدادات وتراجع المخاوف الجيوسياسية التي كانت تدعم الأسعار سابقاً.
وأشار إلى أن المفاوضات الأمريكية الجارية لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف قد تسهم في تخفيف العقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي، مما قد يدفع الأسعار لمزيد من التراجع خلال الفترة المقبلة.
تأثير محتمل على النفط الصخري والسوق العالمية
وحذر المحلل من أن انخفاض الأسعار بمقدار 10 دولارات قد يهدد قطاع النفط الصخري الأمريكي، الذي يحتاج إلى أسعار أعلى للحفاظ على نشاطه الإنتاجي، في حين تتجه الأنظار نحو السعودية لمعرفة ما إذا كانت ستتدخل مجدداً للدفاع عن الأسعار أم ستتوافق مع الرؤية الأمريكية لتوفير النفط الأرخص.
واختتم لي تصريحاته قائلاً: "عند مستوى 60 أو حتى 50 دولاراً للبرميل، قد تشعر الولايات المتحدة بجرأة أكبر لاتخاذ خطوات سياسية أو اقتصادية قد تؤثر على سوق الطاقة العالمي".