فبركة الصور وتزييف الحقائق.. الذكاء الاصطناعي بين «الواقع» و«المخاوف»

خبراء يحذرون من «الشات»مع منصات العالم الافتراضي
يعد الذكاء الاصطناعي ركيزة حديثة تحمل في طياتها إمكانيات هائلة لتحسين وتسهيل الحياة اليومية، فهو ليس مجرد تقنية عابرة، بل ثورة في عالم التكنولوجيا توغّلت بشكلٍ كبير في شتى مجالات، وأمام الإيجابيات المتعددة للذكاء الاصطناعي AI ، إلا إنه له سلبيات وتأثيرات في فبركة الصور المزيفة ومخاوف من اختراق الخصوصيات واستغلاله في سبل تخالف قيم المجتمع.
ومع استمرار تقدم وتوغل الذكاء الاصطناعي وزيادة تطوره، وانتشار روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بأنواعها من Gemini أو Copilot، وChatgpt، للفضفضة معها بحجة أنها كاتم أسرار، لكن هل هذه الأدوات المتقدمة قد تهدد خصوصية المستخدم؟ تساؤلات عدة شغلت الرأي العام حول ما هي المخاطر والعواقب المحتملة المرتبطة بتطويره، وهل سيحل الذكاء الاصطناعي محل العنصر البشري، إلى جانب انتشار وتداول خاصية إنشاء الصور مع الراحلين ومخاوف من تزييف الصور واستخدامها بشكل غير اخلاقي ، الأمر الذي يثير مخاوف وتساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية وكيفية الحماية من مثل تلك الخروفات.
وفي هذا السياق تواصل «النهار »مع خبراء متخصصين لكشف حقيقية هذه التساؤلات، معرفة مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الصحة النفسية وعلى نمط الحياة وخاصة لدى الأطفال والمراهقين، وكيفية الاستفادة من ايجابياته والحذر من مخاطره وسلبياته، وكيفية مواجهة مخاطر التضليل الرقمي والتلاعب بالحقائق
وقال الدكتور "تامر شوقي" الخبير التربوي واستاذ علم النفس، إن تقنية الذكاء الاصطناعي تعد بمثابة سلاح ذو حدين له إيجابياته الكثيرة والمتعددة في شتى المجالات وتحسين الخبرات التعليمية ما يوفر الوقت والجهد في العديد من المجالات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على حياة الكثير من الأشخاص.

وأوضح أن هذا التطور أصبح فى متناول الجميع كبار وصغارا ، ولكنه أيضا له سلبيات وتأثيرات وخاصة على حياة وسلوك الأطفال، موضحًا أن العامل الحاسم هو أولياء الأمور سواء الاب أو الأم، اللذين عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة من هذا التطور التكنولوجي، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي.
مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة وأن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر، ولذا يجب متابعة الأبناء وتوعيتهم باستمرار حتى لا يقعوا ضحايا السلبيات.
ومن جانبه قال الدكتور "جمال فرويز" استشاري الطب النفسي، إن الذكاء الاصطناعي يمثل عالم حديث يحمل في طياتها مزيجًا من الفوائد الكبيرة والمخاطر الجسيمة، وتأثيراته المتسارعة التي باتت تشغل العالم فرغم الايجابيات التي من شأنها تسهل الحياة وسرعه ودقه ووفرة المعلومات، وتوفر الجهد والطاقة للحصول على المعلومات والمعرفة بشكل سريع ، ولكن تأثيرات الذكاء ومخاوف من هذه الثورة التكنولوجية تتمثل مخاطرها في انتهاك الخصوصية من خلال تركيب الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تخزين صور المستخدمين على خوادم الشركات لاستغلالها في تطبيقات متعددة، ما يهدد خصوصية الملايين من الأشخاص.

وحذر استشاري الطب النفسي، من إقبال وإفراط بعض المراهقين والشباب على «الفضفضة» عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي كنوع من التسلية والتفريغ النفسي والحوار مع العالم الافتراضي بحجة إنه كاتم للأسرار، فمثل ذلك له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية قد تصل إلي الإقدام على الانتحار ، وخاصة وأن هذا العالم الافتراضي قد يروج لأفكار وثقافات مخالفة لقيم المجتمع، ولذا يجب على الأشخاص الحذر في التعامل مع هذا العالم الافتراضي، والاستفادة من ايجابياته وعدم الانخراط في جوانبه السلبية .
وعن الخاصية المنتشرة والمتداولة بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي خاصية تركيب الصور مع الراحلين والمشاهير والمعروفة بتقنيات الـAI، قال: إن الدقه في تركيب الصور تساعد في إحياء ذكري ناس فقدناهم، ولكن المبالغه في الاستخدام قد تسبب خللًا في التفكير وزيادة الضلالات أو ظهورها لمن لديهم استعداد جيني للإصابة بالمرض النفسي.
وتابع: لا ينصح بإجراء محادثات عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو مشكلات نفسية، لأن ذلك قد يزيد من تعقيد المشكلة بدلًا من حلها، وقد يصل إلى حد تفاقم الوضع ويدفع الشخص إلى اتخاذ قرارات خطيرة تصل إلي الانتحار والتخلص من الحياة أو ارتكاب جرائم .
وأكد فرويز على أهمية التوعية من قبل الأسرة من هذه الجوانب، وتوعية الأبناء والشباب بأنه لابد أن يكون الاستخدام في حدود، لأنه في النهاية دي تطبيقات ذكاء اصطناعي لا يمكن أن تحل محل الإنسان بل كلها عوامل مساعدة قد تصيب وتخطأ.