النهار
السبت 27 سبتمبر 2025 08:17 مـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شركة MAG تحقق نجاحًا لافتًا في معرض سيتي سكيب مصر 2025 وسط إقبال كبير من العملاء 917 وحدة و1183 فيلات وعمارات.. وزير الإسكان يتابع تنفيذ مشروعات العلمين الجديدة ومارينا جمارك الإسكندرية تنجح في إحباط محاولة تهريب لمعدات اتصال وأجهزة تعدين رقمية سقوط عصابة النصب الإلكتروني في شبرا الخيمة.. موقع وهمي لشركة الغاز يفضح المتهمين ننشر الصور الأولى لانفجار أسطوانة غاز داخل منزل بالخانكة وإصابة 5 أشخاص وسام طايل: 2026 نقطة التحول الكبرى وبداية حصاد الإصلاحات الاقتصادية في مصر وزير الخارجية الروسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: أوروبا مهووسة بإلحاق الضرر بروسيا دلالات مشهد القاعة الخاوية أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي.. تفاصيل مهمة عمومية أبوقير للأسمدة تقر توزيع كوبون بقيمة 6 جنيه للسهم صديق غدار ... أول رد فعل لشاليمار الشربتلي بعد خروج عمر زهران من السجن غدا.. المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الأولى من «مهرجان القاهرة لمسرح العرائس» بأنشطة متعددة... ملتقى أولادنا التاسع لذوى القدرات الخاصة يسدل الستار علي فعاليات دورته التاسعة ويكرم الفائزين

عربي ودولي

هل يستعد العالم لحرب كبرى بعد الاجتماع العسكري الغامض في أميركا وتصاعد استفزازات روسيا؟

تتصاعد المؤشرات على أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من التوترات العسكرية الكبرى، في ظل تحركات أميركية غامضة، واستفزازات روسية متزايدة، وتحالفات إقليمية تعيد رسم موازين القوة. ففي الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لعقد اجتماع عسكري استثنائي في فرجينيا، يشهد البيت الأبيض حراكًا لافتًا مع تركيا، بينما يواصل الكرملين اختبار قوة حلف الناتو، وسط تحذيرات أوروبية من تصاعد الهجمات الهجينة.

في فرجينيا، يترقب الجيش الأميركي اجتماعًا يوصف بأنه الأخطر منذ سنوات، بعدما وجهت وزارة الدفاع دعوات إلى مئات الجنرالات والأدميرالات من مختلف أنحاء العالم للحضور إلى قاعدة كوانتيكو العسكرية يوم الثلاثاء المقبل. الغموض يحيط بالاجتماع من جميع جوانبه، إذ لم تعلن الوزارة عن أسبابه الحقيقية، فيما اكتفى المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل بالقول إن وزير الدفاع بيت هيغسيث سيوجه كلمة إلى القادة العسكريين، رافضًا الإفصاح عن التفاصيل. هذا التكتيم فتح الباب واسعًا أمام التكهنات، بين من يرى أن الاجتماع ربما يهدف إلى إعلان عملية عسكرية خارجية، ومن يذهب إلى أنه قد يكون مقدمة لإعادة هيكلة القيادة العسكرية الأميركية أو حملة واسعة من الإقالات. أحد المساعدين في الكونغرس لم يتردد في وصفه بأنه "إما تمهيد لحملة عسكرية ضخمة أو لا مبرر له على الإطلاق".

ولكن كشفت ستة مصادر مطلعة لشبكة CNN أن الاجتماع المفاجئ في ولاية فرجينيا الأسبوع المقبل، يهدف إلى شرح خطة لإعادة هيكلة وزارة الدفاع وتحويلها إلى ما يُشبه "وزارة حرب"، مع وضع معايير جديدة أكثر صرامة للضباط والأفراد العسكريين. ونقلت الشبكة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن الغاية من هذا الاجتماع هي "استعراض قوة الجيش الجديد في عهد الرئيس دونالد ترامب"، فيما وصفته مصادر أخرى بأنه سيكون بمثابة "تجمع حماسي" يؤكد فيه هيغسيث على "روح المحارب" ورؤيته للجيش الأمريكي.

وبحسب ما أكد مسؤولون دفاعيون للشبكة، فإن الاجتماع سيُركّز على معايير الجاهزية مع رسالة ضمنية للقيادات العسكرية مفادها أن الانخراط في هذه الرؤية الجديدة أمر حتمي، وإلا ستتعرّض مسيرتهم المهنية للاختصار. وقد خطط فريق هيغسيث لتوثيق خطابه وبثه علنًا لاحقًا، بينما يسعى البيت الأبيض إلى تضخيم الحدث سياسيًا وإعلاميًا.

اللافت أن هذه التطورات تأتي في ظل توتر العلاقة بين هيغسيث والجنرالات منذ سنوات، إذ يتهمهم بإدخال ما يسميه "ثقافة الوعي" القائمة على سياسات التنوع والمساواة والشمول، بينما يواصل ترامب نفسه حملة لإقصاء كبار الضباط، كان أبرزها قراره في مايو/أيار بخفض عدد الجنرالات والأدميرالات بنسبة لا تقل عن 20%.

كما يأتي هذا الاجتماع في سياق سلسلة تغييرات داخلية مثيرة للجدل، حيث أقالت إدارة ترامب خلال الأشهر الماضية عددًا من الجنرالات الكبار، فيما قرر هيغسيث خفض عدد الضباط من رتبة أربع نجوم بنسبة 20%، وهو ما أثار قلقًا كبيرًا داخل المؤسسة العسكرية. لذلك، لا يستبعد مراقبون أن يكون الاجتماع محاولة لترتيب البيت الداخلي، بينما يذهب آخرون إلى ربطه مباشرة بالتصعيد مع الصين في بحر الصين الجنوبي أو مع إيران على خلفية الملف النووي.

وبالتوازي مع هذه التحركات العسكرية، استقبل البيت الأبيض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة مثيرة للانتباه. ورغم أن اللقاء شهد لحظة طريفة أو مثيرة للجدل عندما ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقطع مصور وهو يسحب الكرسي من خلف أردوغان أثناء توقيعه في دفتر الشرف، إلا أن المباحثات التي استمرت أكثر من ساعتين عكست عمق الملفات العالقة بين الطرفين. فقد أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار عن توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، معتبرًا ذلك بداية لشراكة استراتيجية جديدة بين أنقرة وواشنطن.

لكن ما وراء هذا التعاون كان أكثر حساسية، إذ مارس ترامب ضغوطًا مباشرة على أردوغان لوقف شراء النفط الروسي مقابل السماح لتركيا بالعودة إلى برنامج مقاتلات "إف-35" ورفع العقوبات المفروضة على قطاع الدفاع التركي منذ عام 2020. ترامب أكد استعداده لاتخاذ هذه الخطوة بشكل "شبه فوري" إذا تجاوبت أنقرة، وهو ما يراه محللون نقطة تحول يمكن أن تغير مسار الحرب في أوكرانيا إذا ما دخلت تركيا مجددًا في المنظومة الدفاعية للناتو.

على الجانب الآخر من الأطلسي، لم تتوقف موسكو عن إرسال رسائل قوة لحلفائها وخصومها. ففي بحر البلطيق، كشف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن مقاتلة روسية حلقت بشكل استفزازي فوق الفرقاطة الألمانية "هامبورغ" المشاركة في مناورات الناتو "ضربة نبتون". الحادثة جاءت ضمن سلسلة اختراقات روسية لأجواء بولندا وإستونيا، واعتبرها بيستوريوس محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاختبار حدود الحلف وكشف نقاط ضعفه. الناتو رد بتحذيرات قوية، فيما وصف الكرملين الاتهامات الغربية بأنها "هستيرية"، مؤكدًا أن الطيران الروسي ملتزم بالقوانين الدولية.

هذه التوترات لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى الدنمارك التي وجدت نفسها في مرمى ما يُعرف بالهجمات "الهجينة". فقد حذرت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن من أن روسيا تمثل التهديد الأمني الأكبر لأوروبا اليوم، خاصة بعد تعطيل حركة الملاحة الجوية ثلاث مرات خلال أسبوع واحد بسبب رصد طائرات مسيّرة مجهولة. السلطات اضطرت لإغلاق مطار لبورغ وقاعدة عسكرية بعد نشاط مشبوه، رغم أن وجود المسيرات لم يُثبت بشكل قاطع. ومع ذلك، أكدت فريدريكسن أن هذه التطورات تكشف عن ثغرات أمنية خطيرة في القارة، معلنة انضمام بلادها إلى ست دول أوروبية أخرى لمناقشة مشروع "جدار مسيرات" يهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية على الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي.

في المحصلة، تبدو الساحة الدولية أمام مشهد شديد التعقيد: اجتماع عسكري غامض في الولايات المتحدة قد يحدد وجهة السياسة الدفاعية الأميركية، ضغوط أميركية على تركيا لإعادة اصطفافها بعيدًا عن روسيا، استفزازات روسية متصاعدة للناتو، وتحذيرات أوروبية من تهديدات هجينة متنامية. كل هذه العوامل توحي بأن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع المفتوح، حيث لم تعد خطوط التماس محصورة في أوكرانيا فقط، بل امتدت إلى المتوسط والبلطيق وحتى أجواء أوروبا الشمالية.

موضوعات متعلقة