ليحقق أهداف العقد القادم.. تسلا تحفز إيلون ماسك بمكافأة تاريخية بقيمة تريليون دولار

في خطوة غير مسبوقة على مستوى الشركات العالمية، أعلنت شركة تسلا عن خطة جديدة لمكافأة رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، بقيمة قد تصل إلى تريليون دولار، في حال تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة خلال العقد المقبل.
وتعد هذه الخطة المقترحة الأكبر في تاريخ حزم الأجور التنفيذية، حيث من المقرر أن تُطرح للتصويت أمام المساهمين في اجتماع الشركة المقرر في 6 نوفمبر المقبل.
تفاصيل الخطة المقترحة
الوثائق التنظيمية أوضحت أن الخطة تتألف من 12 شريحة من الأسهم، تُمنح لماسك تدريجيًا مع تحقيق أهداف محددة على صعيد القيمة السوقية والإنجازات التشغيلية، وفي حال استحقاقه كامل الشرائح، سيحصل ماسك على ما يعادل 12% إضافية من أسهم الشركة، أي أكثر من 423 مليون سهم، لترتفع حصته الحالية البالغة 13% بشكل كبير.
الأهداف السوقية الطموحة
للوصول إلى العتبة الأولى من الحوافز، يتعين على ماسك مضاعفة قيمة تسلا السوقية لتبلغ تريليوني دولار؛ أما الهدف النهائي، فيتمثل في رفع التقييم إلى 8.5 تريليون دولار، ما يعني زيادة بنحو ثمانية أضعاف القيمة الحالية، أي ما يعادل أكثر من 7.5 تريليون دولار إضافية خلال عشر سنوات فقط.
إنجازات تشغيلية غير مسبوقة
الخطة لا تقتصر على القيمة السوقية، بل تضع أيضًا معايير تشغيلية طموحة، تشمل:
- تسليم 20 مليون سيارة كهربائية خلال الفترة المستهدفة.
- تحقيق 10 ملايين اشتراك نشط في برنامج القيادة الذاتية الكاملة (FSD).
- إنتاج مليون روبوت متطور.
- تشغيل مليون سيارة أجرة روبوتية على مستوى تجاري.
- تحقيق مستويات مرتفعة من الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA).
خطة صممت لضمان بقاء إيلون ماسك متحفزًا
روبين دينهولم، رئيس مجلس إدارة تسلا، أوضح أن "الخطة صممت خصيصًا لضمان بقاء إيلون ماسك متحفزًا ومركزًا على تحقيق أهداف الشركة الاستراتيجية"، مؤكداً أن نجاح الخطة سيمنح ماسك حقوق ملكية بنسبة 1% من تسلا مقابل كل نصف تريليون دولار يضاف إلى القيمة السوقية.
وأضاف أن الخطة لا تفرض أي قيود على وقت ماسك أو التزامه بساعات محددة داخل الشركة، تاركة له حرية إدارة مشاريعه الأخرى بالتوازي.
وفي حال اعتماد الخطة وتنفيذها، ستعزز المكافأة غير المسبوقة من نفوذ ماسك التصويتي داخل الشركة، الأمر الذي قد يثير المزيد من الجدل بشأن الحوكمة وخطط الخلافة.
ويأتي ذلك بينما لا تزال الحزمة السابقة التي حصل عليها عام 2018، والبالغة 56 مليار دولار، محل نزاع قانوني أمام المحاكم.
استثمارات جديدة في الذكاء الاصطناعي
الخطة لا تقتصر على الأجر فحسب، بل طلبت تسلا من المساهمين أيضًا التصويت على استثمار محتمل في مشروع "إكس إيه آي" (xAI) التابع لماسك، والذي يتضمن بناء حاسوب عملاق يحمل اسم "كولوسس" (Colossus) بمدينة ممفيس في ولاية تينيسي، بمساحة تعادل 13 ملعب كرة قدم، بهدف تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي "جروك" (Grok).
وكانت الفكرة قد طُرحت لأول مرة عبر استطلاع رأي غير رسمي أجراه ماسك على منصة "إكس"، مقترحًا استثمار 5 مليارات دولار من أموال تسلا في المشروع.
ماسك في صدارة المشهد
بهذه الخطة، تضع تسلا رئيسها التنفيذي في موقع فريد مقارنة بأي مدير تنفيذي آخر في قطاع التكنولوجيا العالمي، فرغم الانتقادات المستمرة لأسلوب قيادته، يظل ماسك القوة المحركة وراء طموحات الشركة في مجالات السيارات الكهربائية، الذكاء الاصطناعي، والروبوتات.
ويشير مراقبون إلى أن تمرير الخطة قد يفتح فصلًا جديدًا في مسيرة الشركة، لكنه أيضًا قد يثير المزيد من الجدل حول موازنة نفوذ الفرد مع مصالح المساهمين.