النهار
الخميس 4 سبتمبر 2025 02:22 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أمريكا وفنزويلا على صفيح ساخن.. هل تنشب حرباً نووية هذا الأسبوع؟ العرض العسكري الصين.. عودة لعالم يسوده قانون الغاب أم التمسك بالتعددية الحقيقية؟ شرشر يهنئ الأستاذ جمال علي الجمال والأستاذ محمد الوغي بزفاف العروسين هاجر وحسين كيف بدد العرض العسكري الصيني وهم الانفصال لدى التايوانيين؟ الصين تكشر عن أنيابها.. استعرض مهيب لقوتها العسكرية وأسلحتها الفتاكة الأمن الأمريكي في مواجهة حرجة مع مسؤولين أرجنتينيين.. خطأ وراء القصة المشدد 15 عاماً لعاطل حاز سلاحاً وهاجم شخصاً بالرصاص في شبرا الخيمة ”تضامن الغربية” والجمعية الشرعية ينظمان أكبر معرض مجاني للأدوات المدرسية ببسيون لخدمة الأسر الأولى بالرعاية أمام المحكمة: 4 متهمين يواجهون الإعدام بعد قتل شاب بطريقة وحشية بالقليوبية ”أجواء شعبية وملاكم يتحول لأمبراطور سيارات” .. تفاصيل مسلسل علي كلاي رمضان 2026 شركات أسترالية تبدي رغبتها في الاستثمار بقطاع التعدين المصري تقديرًا لمسيرته الإبداعية: هيئة الكتاب تحتفي بصنع الله إبراهيم في ندوة خاصة

فن

تقديرًا لمسيرته الإبداعية: هيئة الكتاب تحتفي بصنع الله إبراهيم في ندوة خاصة

ندوة هيئة الكتاب
ندوة هيئة الكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة بعنوان «صنع الله إبراهيم: مسيرة من الإبداع»، بقاعة صلاح عبد الصبور بمقر الهيئة، بحضور نخبة من النقاد والكتاب والمبدعين، احتفاءً بأحد أبرز رموز الرواية المصرية والعربية في النصف الثاني من القرن العشرين.

شارك في الندوة كل من الدكتور محمد سليم شوشة، والدكتور يسري عبد الله، والروائي يوسف القعيد، فيما تولى إدارتها الدكتور عادل ضرغام، وذلك بحضور الدكتور خالد أبو الليل القائم بتسيير أعمال رئيس الهيئة، والكاتب سيد الوكيل، والكاتبة هويدا صالح، والشاعر عادل سميح، وأسرة الراحل، إلى جانب عدد من المثقفين والمهتمين.

استهل الدكتور عادل ضرغام حديثه بالتأكيد على أن اختيار الهيئة لصنع الله إبراهيم باكورة لندواتها، ليس اختيارًا عاديًا، وإنما هو تكريم لكاتب ظل طوال مسيرته مرتبطًا بالمواطن البسيط المهمش، ومعبرًا عن قضاياه.

وقال: «كل ما كتبه صنع الله إبراهيم يصب في هذه الإشكالية، وفي كل تنوعاته المعرفية ظل مرتبطًا بالإنسان العربي، وهو من أبرز الروائيين في النصف الثاني من القرن العشرين».

وأشار ضرغام إلى أن هذا الاحتفاء يحمل دلالة رمزية بعودة الثقافة إلى مكانتها الطبيعية، موضحًا أن صنع الله إبراهيم لم ينفصل عن مجتمعه، بل ارتبطت أعماله بالواقع وكرّست للتوثيق كمنهج في الرواية العربية.

الروائي يوسف القعيد حيّا الهيئة على إقامة هذه الندوة، مؤكدًا أن صنع الله إبراهيم «صاحب رؤية ومشروع أدبي وفكري كبير». وأضاف أنه لو لم يكن الراحل ينشر أعماله في دار نشر خاصة، لاقترح أن تصدر الهيئة طبعة تذكارية لأعماله، مشددًا على ضرورة إصدار أعماله الكاملة في طبعة واحدة لما تمثله من قيمة في العالم العربي والإفريقي.

وقال القعيد: «صنع الله إبراهيم عاش حياته في الكتابة، يكتب ثم يكتب، وترك منجزات بالغة الأهمية تُرجمت إلى لغات عدة وحظيت باحتفاء عالمي، وهو من الأصوات التي ظلت وفيّة لقناعاتها ولم تساوم أبدًا في الكتابة».

في مداخلته، أشار الدكتور محمد سليم شوشة إلى أن هذه الندوة تعكس عودة مؤسسات الدولة لتكون بيتًا للمثقفين، موضحًا أنه كان معجبًا بكتابات صنع الله منذ وقت مبكر، وأن تجربة الكاتب كانت دائمًا متفردة على المستوى العربي.

وأكد شوشة أن الأثر الثقافي لصنع الله إبراهيم جدير بأن يُجسد في عمل درامي أو سينمائي، لما لذلك من تأثير عميق في الأجيال الجديدة، معتبرًا أن أعماله الإبداعية تمثل مادة أساسية لحفظ الذاكرة الثقافية والاجتماعية المصرية.

أما الدكتور يسري عبد الله، فقد تناول الجانب النفسي في رواية «تلك الرائحة»، حيث يتأسس النص على فضاء نفسي خانق ممتد من تجربة السجن إلى الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الرواية حملت تيمتي التغير والمشاهدات اليومية، وهو ما جعل تلقيها النقدي متباينًا بين كبار الأدباء.

وفي رواية «ذات»، تحدث عبد الله عن البطلة التي جسدت التحولات السياسية والاجتماعية في مصر منذ حقبة الستينيات وحتى الثمانينيات، مشيرًا إلى أن النص استخدم جدل التوثيق والتخييل بوصفه بنية مركزية في سرد التاريخ المصري.

كما توقف عند رواية «بيروت.. بيروت» التي دارت أحداثها عام 1980 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث اعتمد الكاتب على التوثيق ومحاكمة الواقع جنبًا إلى جنب مع السرد الروائي، ليعكس تعقيدات المدينة العربية في لحظة تاريخية حرجة.

واستعرض عبد الله رواية «العمامة والقبعة» التي ارتحل فيها صنع الله إبراهيم إلى فترة الحملة الفرنسية على مصر، مسائلاً تلك المرحلة عبر شخصية تلميذ الجبرتي، في نص اعتبره من أبرز الأعمال الروائية التاريخية المعاصرة.

وأجمع المشاركون على أن صنع الله إبراهيم تجربة استثنائية في تاريخ الأدب العربي، وأنه كاتب لم يعرف المهادنة، ظل وفيًا لقضاياه ولصوت الضمير العربي. وأكدوا أن أعماله تحتاج إلى دراسات نقدية متعددة تكشف جوانبها الاجتماعية والجمالية والفكرية، وأن الحفاظ على إرثه الروائي هو مسؤولية جماعية تقع على المؤسسات الثقافية والأكاديمية.

من جانبه أكد الدكتور خالد أبو الليل أن الهيئة تكرم اسمًا كبيرًا من أعلام الرواية العربية، مشيرًا إلى أن هذا التكريم أقل ما يُقدم لصاحب تجربة إبداعية استثنائية، وقد منح درع الهيئة التذكاري إلى الدكتورة نادية الجندي من أسرة الراحل.

كما أعلن أبو الليل عن تدشين صالون صلاح عبد الصبور ليكون منبرًا ثقافيًا شهريًا، في محاولة لإحياء الدور الثقافي والتاريخي للهيئة، وإعادتها بيتًا للمثقفين المصريين والعرب.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أن تجربة صنع الله إبراهيم تمثل أحد المنعطفات الكبرى في مسار الرواية العربية بعد نجيب محفوظ، وأنه سيبقى حاضرًا في وجدان القراء والنقاد والمبدعين باعتباره صاحب مشروع أدبي لم يتكرر.