النهار
الخميس 12 يونيو 2025 12:06 مـ 15 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

لا يقبل الإنكار.. رغم تأويلات ليلى طاهر للآيات القرآنية الأزهر والإفتاء يؤكدان فريضة الحجاب بالأدلة

الحجاب
الحجاب

أثارت الفنانة ليلى طاهر عاصفة من الجدل بتصريحاتها الأخيرة حول عدم اقتناعها بفرضية الحجاب، لافتة إلى أنها لا تؤمن بأن تغطية الشعر واجب ديني، وأن الآيات القرآنية لا تشير بشكل مباشر إلى غطاء الرأس، وأن الحجاب في القرآن يُفهم على أنه "حاجز" لا "غطاء".

تصريحات الفنانة قوبلت برد حاسم ومباشر من أعلى المرجعيات الدينية في مصر، فقد أكد كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بالإجماع أن الحجاب فريضة شرعية على كل فتاة مسلمة بلغت سن التكليف، وليس مجرد خيار شخصي أو مظهر اجتماعي.

شيخ الأزهر: الحجاب "وارد بالقرآن" و"معصية لا خروج عن الإسلام"

حسم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الجدل في لقاء تليفزيوني، موضحًا أن الحجاب – بمعنى تغطية شعر الرأس – أمر وارد في القرآن الكريم وأجمعت عليه الأمة الإسلامية. وأضاف فضيلته أن المرأة التي لا ترتدي الحجاب لا تُعد خارجة عن الإسلام، بل تكون قد ارتكبت معصية، مشددًا على أن المسألة محسومة شرعًا وليست محل نزاع فكري أو اجتماعي كما يروّج البعض.

ولم يتوقف الأمر عند تصريح شيخ الأزهر، فقد شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن الحجاب فريضة شرعية بدليل صريح من القرآن الكريم.
واستشهد المركز بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) [الأحزاب: 59]، وقوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31].

وأوضح المركز أن "الخمار" في لغة العرب هو غطاء الرأس، وأن دلالة الآيات واضحة وصريحة لا تحتمل التأويل.

دار الإفتاء: إجماع فقهي لا يقبل الإنكار

من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحجاب فرض على كل امرأة مسلمة بلغت سن الحيض، وهو واجب بنصوص قطعية الثبوت والدلالة في القرآن والسنة.

واستدلت الدار بالحديث النبوي الشريف: "يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يُرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه، بالإضافة إلى حديث آخر: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار".

وشددت دار الإفتاء على أن وجوب الحجاب من المسائل التي أجمعت عليها الأمة الإسلامية سلفًا وخلفًا، وهو جزء من الدين لا يجوز إنكاره. وأكدت أن أي خلاف حوله ليس علميًا معتبرًا، بل هو مخالف لما استقر عليه علماء الشريعة عبر العصور.

وبناءً عليه، فإن القول بأن الحجاب ليس فرضًا لا يستند إلى أي أساس شرعي معتبر، ويتعارض مع ما ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع الفقهي عبر قرون من الزمان.