السبت 11 مايو 2024 12:07 صـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أمير الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتوقيف العمل ببعض بنود الدستور جمعية الفيلم تعرض قصة حياة الرسام مايكل انجلو بالبيت الروسي الست لو اتطلقت تاخد نص ثروة جوزها..شاهد تصريحات نهى عابدين النارية في «كلام الناس» وزيرة الهجرة تشهد الاحتفال بمناسبة ”يوم أوروبا” كندا تمتنع عن التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم طلب عضوية فلسطين البيت الأبيض: نراقب بقلق عملية رفح الفلسطينية وتريد إعادة فتح المعابر فوراً دكتور سيد رشاد الاهرام العربي: ربط الدراسات بسوق العمل لمواجهة البطالة إصابة 4 أشخاص في حريق بمطعم بالفيوم مكتبة الإسكندرية عضواً بالتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي رئيسة اليونان في زيارة لمكتبة الإسكندرية الرئيس عباس يرحب بتصويت الجمعية العامة لصالح أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة رئيس البرلمان العربي: التصويت الكاسح لعضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة يعكس إجماع واعتراف دولي بحقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: زمن البلتاجي !!

أسامة شرشر
أسامة شرشر

في زمن اللامعقول أصبحت مصر ، للأسف الشديد ، مطية لمن يركبها ويحكمها، فـهاهم المرشدون الجدد يطلون علي المصريين ، كل يوم بالجديد ، وجديدهم اليوم ، المرشد الأمني الجديد للدولة المصرية الذي هو الدكتور البلتاجي ، الذي يتحدث عن ضرورة هيكلة وزارة الداخلية ، وإعادة الانضباط في العلاقات المدنية والعسكرية ، وكأن أقوال و" مأثورات " البلتاجي ، أصبحت من ضرورات واستراتيجيات مصر الحديثة في الجانب الأمني ، والتي تحتاج إلي الخبراء والمحلليين ، ليعكفوا علي دراستها لمعرفة فوائدها العظيمة التي تعم البلاد والعباد !.


فنظرية البلتاجي لهيكلة وزارة الداخلية وأجهزتها ، لصاحبها " كرم الله وجهه " تجعلنا نعيد النظرفي كل المفردات ، والصياغات ، والخطط ، وساعة الصفر، لجهاز الداخلية !.. وهي مفردات لطالما تغني بها الإخوان وتحدثوا عنها بين حين وحين ، أوعند كل مصيبة وأخري !.


فهذا الجهاز الأمني، الذي كان أحد الأذرعة القوية لنظام مبارك ،وبحسب أقوال " البلتاجي " ، لايصلح للقيام بالمهام الأمنية الجديدة ، بعد تولي الرئيس مرسي لمقاليد الحكم في مصر! .


والعجيب أن هذا الجهاز ، وفق نظرية البلتاجي الحديثة ، يمثل الخيبة الكبري للوطن والشعب معا ، لأنه مازال يحكم ويدار من خلال فلول النظام السابق ، ولما لا ؟ فالتاريخ فاضح وكاشف للأسرار ، وساتر للقبيح في نظريات " المؤامرات " و" الثورات المضادة " و" الانقضاض " التي تكرسها وتنفذها وتطبقها جماعة الاخوان في سياساتها منذ وقبل ثورة 1952 وحتي ثورة 25 يناير!.


وتراجم سلوكيات " الاخوان " تفضح ممارسات سياسية مستفذة ، فلن ينس الناس نداءات " المرشد الأمني الجديد" أثناء المظاهرات والمسيرات حول قصر العروبة بأن "ساعة الصفر" قد حانت ، لمواجهة هؤلاء " الخوارج الجدد" !.


كما لن ينس الشعب للبلتاجي ، الذي تحدث كخبير أمني ، فاقت أراؤه ،وأفكاره ، وأطروحاته ، كل رجال الأمن في مصر، فقد قال للصحفي الأمريكي " ايريك تراجر" : " إنه جارالسيطرة علي الأمور ، وأخونة الداخلية " ، ودخول خريجي كليات الحقوق من شباب الاخوان ، لهذا الجهاز الأمني العظيم ، حتي تتم السيطرة علي جهاز الشرطة بأقسامها وأجهزتها ومعتقلاتها ،لتكون مدخلات ومخرجات الداخلية بيد الجماعة ، لتحمي خططها واهدافها كتنظيم دولي ، وليس كدولة عظيمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ !.


ورغم نفي البلتاجي لما قاله للصحفي الامريكي ، واتهامه له بأنه " عميل للموساد " ، إلا أن ذلك أكبر دليل علي صحة ماقاله " البلتاجي " فهذه هي السلوكيات ، الفاضحة لنظرية المؤامرة التي تلتزم بها الجماعة وكوادرها ، فضلا عن أن " نفي النفي .. اثبات" كما تقول القاعدة !.


ومن غرائب المرشد الأمني الجديد ، محاولاته اتهام الصحفي الامريكي بـ" الكفر " ومن " الثورة المضادة" ومن جماعات " الفلول" علي " الطريقة الأمريكية " ، ، فهذا الصحفي الذي كيلت الاتهامات له بالعمالة للموساد تارة وبالكفرتارة أخري ، يعمل في أكبر مركز ابحاث امريكي «واشنطن للابحاث».. أصرعلي أقواله ولم يغير منها حرفا ، وتمسك بما قاله البلتاجي وأنكره ،من أن جماعة الإخوان التي ينتمي إليها " تريد أن تقوم بأخونة جهاز الشرطة " ، وهو ما جعل ضباط وأمناء وأفراد الشرطة يقومون ، ولأول مرة في تاريخ مصر، بالعصيان المدني" وأغلقوا الأقسام والمديريات، وطالبوا باقالة وزير الداخلية ، الذي يقوم بتنفيذ سياسة " أخونة الداخلية " !.
وكأننا انتقلنا من سياسة أمنية قمعية ، كان يقودها " العادلي" ، الذي يحاسب أمام الشعب والتاريخ الآن ، علي أنه كان صاحب " السيناريوالقبيح " في " الانفلات الأمني " بعد قيام الثورة !


واليوم تتكررنفس سيناريوهات المأساة الأمنية من خلال السياسة الامنية ، التي يقودها الوزيرمحمد إبراهيم ، علي " الطريقة الإخوانية" وبتعليمات " مرسية " ، نسبة لرئيس الدولة ، لتصبح مصر" أضحوكة " أمام دول العالم، فلأول مرة في تاريخها يحدث عصيان مدني لجهاز الشرطة ، الذي يقوم علي الأمن الداخلي للدولة ، من الخارجين علي القانون ومن البلطجية ، ويكون حامياً لحق التظاهرالسلمي، الرافض لسيسات الجماعة وخبرائها الامنيين والسياسيين ، الذين كانوا سببا في كل ماوصلت اليه من فشل وانهيارأمني واقتصادي ، ليصبح الشعب الصامد ، والصامت ، والصابر، خائفا من المجهول!


وكأن مصر الدولة اختزلتها سياسة الإخوان في الاضطرابات والتمرد والعصيان المدني والشهداء والفوضي، التي عمت محافظات مصر،،كل ذلك والدولة غائبة تماماً ،ولسبب بسيط أنها اعتمدت علي الحل الأمني والقمعي علي حساب الحل السياسي الذي يحقق مطالب الشعب والجماهير ، والتي قامت من أجلها الثورة .
وبهذا يكون " الإخوان " وعباقرتها " الأفذاذ " قد نجحوا في الوصول بالدولة الي أرقي درجات التخلف والرجعية المسمي بـ " الدولة الفاشلة " !.


وبين حين .. وحين يخرج علينا الدكتور المحترم محمد البلتاجي العضو السابق في لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب، ليحدثنا " بخبرته الأمنية والسياسية أثناء وقبل وبعد الثورة عن ضرورة اعادة صياغة للعلاقات المدنية والعسكرية، وخاصة الأجهزة السيادية!.


ونعود بذاكرتنا المغيبة بـ " فعل فاعل " عندما اتهم أحد رجال المخابرات العامة بالاسكندرية، بـ " أنه وراء حرق مقرات الإخوان"، وأصدر " تعليماته " بالقبض عليه، ليصبح هو المنقذ الوحيد لانهيارالأمن وغيابه ، بنظرياته وأفكاره وأطروحاته حول هيكلة أجهزة الوزارة علي " الطريقة البلتاجية "!.


وهنا أطرح علي سيادته بعض المقترحات بإلقاء المحاضرات ، ووضع استراتيجيات أمنية للمعاهد الشرطية ، حتي تعود منظومة الأمن لمصر ولجهاز الشرطة ، الذي أصبح عاجزاعن حلها بخبرات وقيادات الداخلية ، مقارنة بالرؤية الفريدة لخطة البلتاجي في هيكلة الوزارة .


ويجب علي جهاز الشرطة المصري أن يستمع وينصت جيداً، لهذا الخبير الدولي الأمني ، بعين الاهتمام والاعتبار، وتعميم نظرياته الأمنية علي كل دول ثورات الربيع العربي ، وليذهب الصحفيون والأعلاميون والحاقدون ، والكارهون لخططه في الهيكلة إلي الجحيم!

 


وعلي الشعب والنظام الحاكم في مصر أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الخطط والاستراتيجيات الأمنية البلتاجية، ويعمل علي تنفيذها واقرارها وتطبيقها ، انقاذاً للوطن وأهله، ويعملوا علي تكريم صاحب هذا الفكر في ربوع مصروالعالم، وعليهم أن يقيموا له النصب التذكاري، تقديرا من الدولة والشعب لأفكاره وابتكاراته وعبقريته!. .. وأخيراً نقول من أعلي " مئذنة " في قاهرة المعز:


"أدخلو مصر بسلام آمنين" ، فنحن نعيش زمن البلتاجي، وليسقط المنافقون والكاذبون ، وشكر الله سعيكم ،ونسألكم الدعاء والعافية لتبق مصر ، في زمن البلتاجي ، أرضاً للمحبة والسلام والآمان .