النهار
الثلاثاء 20 مايو 2025 08:41 مـ 22 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وكيل وزارة الأوقاف يناقش سبل تطوير العمل باوقاف الدقهلية شرشر يستقبل نوفل والبصال ويؤكد دعمه لتقديم المساعدات لأهلنا في غزة وأبناء مدينة ومركز منوف “ترقيص” لراغب علامة تواصل تصدّرها وتُشعل الأجواء في دبي بالصور..محامي غادة إبراهيم يتقدم بشكوى ضد بوسي شلبي لنقابة الإعلاميين في نسختها السابعة.. ”Milestone” تصنع جيلًا من رواد الأعمال محافظ القليوبية:- اللقاء الإسبوعي بالمواطنين أصبح ذراعاً قوياً وفاعلاً في حل مشاكلهم وطلباتهم وزير التعليم العالي ومحافظ الدقهلية يشهدان اجتماع المجلس الأعلى للمعاهد العليا بأكاديمية الدلتا بالمنصورة رئيس جامعة المنصورة الجديدة يناقش الترتيبات النهائية للاختبارات صحة الدقهلية : إنقاذ يد مريض من البتر بمستشفى السنبلاوين إعلان نتائج مسابقة جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة الثقافة تطلق مشروع إصدار أعمال الدكتور شاكر عبد الحميد بهيئة الكتاب د أحمد زايد أمام مجلس النواب .. مكتبة الإسكندرية تحتاج لدعم

مقالات

د . يسرى العزباوى يكتب: كيري التوافقي

يسري العزباوي
يسري العزباوي

حظيت الزيارة التي قام جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلي مصر باهتمام منقطع النظير من قبل الجميع، المعارضة والسلطة. وبغض النظر عن نتائج الزيارة علي الصعيد الداخلي والخارجي والإقليمي، إلا أنها أكدت علي نتيجة في غاية الأهمية مفادها عدم استقلال القرار الوطني، وأن ترتيبات المرحلة الانتقالية كانت اليد العليا فيها إلي الولايات المتحدة الأمريكية، وأن مصر تدار هاتفيا من البيت الأبيض وليس قصر الاتحادية، كما يعتقد المصريون.


والتساؤل هنا، لماذا تأتي الزيارة في هذا التوقيت؟ وتباري كالعادة- الكثير من المحللين في شرح أسباب وأهداف الزيارة وتوقيتها. في حين تباري فريق آخر في شرح وتفسير وتأصيل عداء جون كيري للعرب وحبه لإسرائيل وتأكيداته المستمرة علي ضرورة الحفاظ علي الأمن القومي الإسرائيلي، وضرورة تفوق المنظومة الدفاعية لإسرائيل عن العرب جميعًا..إلخ.


وبغض النظر عن أهداف الزيارة العلنية والمستترة- إلا أنها أكدت علي عدة حقائق، أهمها:الحقيقية الأولي، أنها وضعت الثورة المصرية في مأزق، حيث كان من ضمن مبادئها الرئيسة، الاستقلال في صنع القرار الوطني، واستعادة الدور الإقليمي المفقود، بعد أن ساعد النظام القديم علي تقزيم وتراجع الدور والمكانة المصرية بمواقفه المؤيدة، عفوا التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ما أكدته الزيارة هو استمرار التبعية، بل أن النظام الجديد في مصر يعمل علي تكريس وتعظيم هذه التبعية، ظنا منه بأن ذلك يضمن توطيد أركان حكمه في الداخل.


وحقيقة، فشل رهان النظام السابق، كما سيفشل رهان النظام الحالي، علي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعي إلي تحقيق أهدافها ومبادئ في المنطقة، والمتمثلة في أولا حماية أمن إسرائيل، وثانيا تأمين تدفقات البترول إلي العالم الغربي، وأخيرًا، عدم بروز أية قوة إقليمية جديدة في المنطقة.
الحقيقة الثانية، أنه لأول مرة في تاريخ العالم عامة والولايات المتحدة خاصة، بأن تضغط الإدارة الأمريكية علي المعارضة لكي تشارك في عملية انتخابية شكلية وليست حقيقية، حيث تعلم المعارضة بأنها لن تستطيع في ظل التقسيم الحالي للدوائر الانتخابية بأن تجني من المقاعد ما يمكنها بأن تقف في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين.


وبدلاً من أن تقوم الإدارة الأمريكية بالضغط علي النظام الجديد للاستجابة إلي مطالب المعارضة بتأجيل العملية الانتخابية، والشروع في حوار حقيقي وجدي، وتشكيل حكومة وطنية مستقلة بعيدًا عن المحاصصة الحزبية، تضغط علي المعارضة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية تحت دعوي أنها الوسيلة الوحيد لتحقيق الديمقراطية والاستقرار واستعادة الأمن في مصر.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، الم تساعد الولايات المتحدة الأمريكية النظام القديم وهي تعلم تمام العلم بأنه يقمع المواطنين بأداة أمنية باطشة؟ أين مساندة الولايات المتحدة، واحة الديمقراطية في العالم، لحقوق الإنسان، الم يفرض النظام الجديد الطوارئ علي بعض المحافظات المصرية؟ لماذا لم تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عن ذلك؟ لماذا تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقف المتفرج علي ما يحدث في سيناء من عمليات عنف وقتل للجنود المصريين؟ويبقي السؤال الأهم منذ متي تريد الإدارة الأمريكية الخير والديمقراطية لمصر؟
الحقيقة الثالثة، العلاقات العسكرية بين البلدين، فاللقاء الذي جمع بين جون كيري ووزير الدفاع المصري أثار العديد من علامات الدهشة وحفيظة البعض. فمن الطبيعي أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي لقاء مع نشطاء سياسيين أو نظيره المصري أو مع رئيس الجمهورية، أم أن يعقد لقاء مع وزير الدفاع فإن هذه الأمر غريب ومريب في ذات الوقت. هل حاول كيري أن يتعرف علي وجهة نظر المؤسسة العسكرية في مجريات الأحداث؟ أما حمل في طياته رسالة إلي المؤسسة العسكرية مفادها بأن تظل واقفة علي مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين.
________________________________________