الجمعة 19 أبريل 2024 11:05 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

روسيا تواجه بريطانيا في أوكرانيا

يتضح المشهد كل يوم في الصراع الروسي بأوكرانيا وتُفك تشابكات الخيوط في معرفة من يريد استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا والتي تحولت إلي حرب ويريد أن تتحول تلك الحرب إلي حرب عالمية ثالثة .

بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد للتفاوض في أكثر من مناسبة وانهاء تلك الحرب الشعواء وهو ما أكدته الاستراتيجية السياسية الأمريكية التي باتت تري أنه من الأولي حل مشكلات الولايات المتحدة الجسيمة المتمثلة في الديون البالغة "31 تريليون دولار" .

والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها المواطن الأمريكي الذي بات لايستطيع دفع فواتيره الشهرية العادية سواء من الغذاء أو الكهرباء وهو عكس ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن بوصف نجاح خطته الاقتصادية الباهرة التي خفضت أسعار البنزين والغذاء كما ادعي بينما الحقيقة عكس ذلك تمامةً .

وهذا يؤدي إلي زيادة العنف السياسي والجماهري في الولايات المتحدة ويزيد العنف بين أواسط المجتمع الأمريكي بالإضافة لمشكلة الهجرة الغير شرعية التي هددت الولايات المتحدة بشكل كبير بعد هجرة الآلاف من المكسيكيين إلي الولايات المتحدة .

وعبرت عن الرؤية الأمريكية الجديدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كونداليزا رايس " التي قالت أن الولايات المتحدة سوف تضغط علي زيلينسكي لقبول التفاوض لوقف الحرب التي تدفع فاتورتها الولايات المتحدة وأوروبا ويعيش مواطنيهم في أزمات اقتصادية بسبب تلك الحرب .

وظهر ذلك جليا بعد تقدم القوات الروسية في "باخموت" شرق لوجانسك وطالبت الولايات المتحدة من زيلينسكي الانسحاب والتراجع في ظل كسر القوات الروسية للخطوط الدفاعية لكييف .

وهذا يوضح الصورة أن الولايات المتحدة لا تريد استمرار الحرب ونعود لمن يريد اشعال الحرب العالمية الثالثة ويشحن المزيد من السلاح لأوكرانيا .

فبعد تراجع الدولة الألمانية عن إرسال دبابات "ليوبارد 2" المتطورة إلي روسيا تجنبا للتصعيد وكذلك الولايات المتحدة تراجعت عن إرسال دبابات "أبرامز" ليخرج وزير الخارجية البريطاني "جيمس كليفرلي" صاحب الطريقة الدبلوماسية ليعلن أن لندن سوف توفر دبابات "ليوبارد2" الألمانية من أي دولة أوروبية أخري تمتلكها وسوف ترسلها إلي أوكرانيا .

وفي وقت سابق أعلن وزير الدفاع البريطاني "بن والاس " تزويد أوكرانيا ب600صاروخ"الكبريت" واسمه التقني بريمستون2 وهي صواريخ من الليزر توجه عن بُعد لتصيب أية أهداف مهددة وتتفادي أنظمة الدفاعات الجوية بالإضافة لطائرات " الأباتشي " وطائرات "سي كينج " المضادة للغواصات وسرب دبابات "تشالنجر2" من 14 دبابة .

وتواجه روسيا ذلك الحشد العسكري من الأسلحة المتنوعة بالقيام بالهجوم المضاد علي الخطوط الدفاعية الأوكرانية كما لجأت روسيا لنشر منظومة "إس300" الدفاعية للاستعداد لهجوم الطائرات والمسيرات وصواريخ كروز الغربية التي ستحاول اختراق السماء الروسية .

وذلك تحدي بريطاني لروسيا فبعد سيطرة موسكو علي السيادة الجوية في السماء الأوكرانية بالطائرة الشبحية "سخوي57" لترد بريطانيا بتزويد أوكرانيا بأحدث أسلحتها لفعل الاضطرابات في السماء الروسية نفسها .

وتستعد روسيا لحماية سمائها بمنظومة "بانتسير إس 1" التي قامت بتركيبها فوق المنشآت الحيوية للدولة الروسية وفوق المباني في العاصمة الروسية للاستعداد لما هو قادم .

وتزيد لندن التوتر كل يوم وتري أوكرانيا بعض الشخصيات فيها كأبطال مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق "بوريس جونسون" الذي أطلقوا اسمه في المقاهي وعلي قطع الحلوي التي يتناولها الأطفال .

وزار "جونسونيوك " كما يسميه الأوكران كييف الأحد وسار في ضواحيها ليعبر لنا ذلك المشهد الجلي عن الرغبة البريطانية في استمرار الحرب وتحولها إلي نزاع عالمي .

في الوقت التي أصبحت تري فيه روسيا والولايات المتحدة أن التفاوض أصبح أقرب من أي وقت مضي وتراجعت ألمانيا عن إرسال السلاح لخفض التوتر .