الثلاثاء 19 مارس 2024 05:17 صـ 9 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
انطلاق المسابقة الكبري لحفظة القران الكريم برعاية التحالف الوطني ومؤسسة الجارحي بالفيوم محافظ الفيوم يتابع مع الأجهزة التنفيذية رفع تراكمات مياه الأمطار من الشوارع وتداعيات الطقس السيئ محافظ القليوبيه يقوم بجولة مسائية لمتابعة أعمال شفط مياه الأمطار بمدن طوخ وشبين القناطر ربت 3 أطباء وسر حياتها سورة يس..قصة كفاح السيدة عرب عاشور الأم المثالية لمحافظة البحيرة اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأفريقية تعلن موعد مباراة مصر وبنين في نصف نهائي اليد وزير السياحة والآثار يعقد اجتماعا موسعا لمناقشة مشروع تطوير ورفع كفاءة مقابر الصحابة وآل البيت والصالحين بسفح جبل المقطم إبراهيم عيسى: أُهاجم حماس لأنهم جماعة غير وطنية ولا تنتمي لفلسطين ولا تؤمن بفلسطين إبراهيم عيسى: توفيق عكاشة إعلامي كبير ومثقف ومندهش من خروجه من المشهد إبراهيم عيسى: لم أتراجع في تصريحات الإسراء والمعراج.. لكن الناس تراجعوا في الفهم إبراهيم عيسى: أنا كسول جدًا.. وغضبت وجالي السكر فترة حكم الإخوان تأهل 5 مصريين لربع نهائي التنس بدورة الألعاب الأفريقية إبراهيم عيسى: من سنة 92 وأنا على قوائم الاغتيال.. ومتمناش دي تكون نهايتي

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: جبر الخواطر

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

أعجبنتى جدًّا وأبكتنى الملحمة الوطنية التى ظهرت فى احتفالية (قادرون باختلاف) لدعم ذوى الهمم، والنماذج الملهمة التى ظهرت فى الاحتفالية من كل الفئات العمرية، ودعونا نكن قادرين على الاتفاق بأن الدولة المصرية والشعب بكل فئاته واتجاهاته يجب أن يجعلوا من دعم هذه الفئة المهمشة هدفًا استراتيجيًّا حقيقيًّا على أرض الوقع ليكونوا بحق جزءًا فاعلًا فى المجتمع.

وأحلى ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى احتفالية (قادرون باختلاف) أنه أسس لقاعدة سياسية وإنسانية جديدة هى (جبر الخواطر).. وبكل صراحة، الرئيس بهذه الاحتفالية منح أملًا لفئة مهمشة ومتنمر عليها فى مجتمع قاسٍ جدًّا عليهم، وفجأة وجدوا الدولة برئيسها وحكومتها وشعبها يضعونهم داخل دائرة الرعاية والاهتمام.. وهذا ما يُسمَّى (جبر الخواطر)، وما أحلى جبر الخواطر مع الله!.

هذا اللقاء الإنسانى فى كل تفاصيله بين رئيس الجمهورية وذوى الهمم، هز قلوب الجميع، بمن فيهم رئيس الجمهورية نفسه (الذى بكى بإنسانية)؛ فهم استطاعوا بصدقهم ومصداقيتهم وإنسانيتهم البريئة غير الملوثة بآفات المجتمع أن يخطفوا قلوب وأنظار جميع المتابعين.. فجميعنا شاهدنا نماذج إنسانية ملهمة على مسرح الاحتفالية سواء من تحدث منهم ومن غنّى.

والحقيقة أننى شعرت أن هؤلاء الأطفال والكبار من ذوى الهمم، أخيرًا وجدوا فرصة للتعبير عن أنفسهم؛ فتمسكوا بها وعبّروا أفضل تعبير عن همومهم، فشعرت أنهم لأول مرة يرون- فعلًا وليس قولًا- أنهم جزء من هذا المجتمع بعد أن تم تهميشهم وتجاوزهم على مدار سنوات طويلة سابقة فلم تشعر بهم الدولة ولا المجتمع، نتاج عدم الاهتمام بهم.. فتحية إعجاب وتقدير لكل أم وكل أب وكل إنسان ساهم فى رفع المعاناة عن هؤلاء الأبرياء فى هذا الوطن العزيز الغالى.

فما شاهدناه يوم الأحد الماضى فى احتفالية (قادرون باختلاف) هو تجاوب إنسانى خالص، مع طلبات وطموحات فئة من الشعب المصرى تم استبعادها طويلًا، فرأينا أحد الأطفال يحلم بمقابلة محمد صلاح، وآخر يتمنى ممارسة السباحة فى النادى الأهلى، وكلها طلبات أصر الرئيس عبدالفتاح السيسى على تحقيق الممكن منها فورًا.

كما أسرتنى الفتاة التى كان حلمها ركوب طائرة، فما كان من الرئيس إلا أصدر تعليماته بأن تذهب وتركب الطائرة فورًا، وهى لفتة إن دلت على شىء، فإنما تدل على أن أبسط تعويض لهذه الفئة المهمشة من المصريين أن تجاب طلباتها فورًا.. كما أنها تعطى نوعًا من الطمأنينة الإنسانية أن رمز الدولة نفسه يهتم بهذه الفئة اهتمامًا حقيقيًّا.

وأعتقد أن الرئيس السيسى تحدث فى هذه الاحتفالية بأريحية نفسية وإنسانية بعيدًا عن تعقيدات البروتوكولات والمسئولية، فظهر كأب قبل أن يكون مسئولًا وتفاعل بمشاعر صادقة واهتمام بكل كلمة تخرج من المشاركين، وكان القرار دعم كل طلباتهم، وخاصة إنشاء صندوق لـ(القادرين باختلاف) يكون نواة وبداية حقيقية لتحقيق كل ما تصبو إليه هذه النماذج الإنسانية الرائعة.

فحالة اللامبالاة والانكسار والتهميش التى عانى منها ذوو الإرادة بكل فئاتهم العمرية، جعلتنا نعيد التفكير فى سنوات عانوا فيها من الظلم بسبب ظروفهم الجسمانية التى ليس لهم فيها ذنب– ولكنها إرادة الله- والتى تعامل معهم بسببها الجميع على أنهم غير قادرين على الحلم والإبداع فى كل المجالات، ولكن أخيرًا فُتحت لهم أبواب الرحمة والاهتمام والاندماج فى المجتمع المصرى.

وأتمنى أن تصدر التشريعات البرلمانية اللازمة لإنشاء صناديق دعم لذوى الهمم والإرادة الإنسانية سريعًا، وهو قليل من كثير يجب تقديمه لهذه الجواهر والكنوز الإنسانية، لتكون قادرة على نشر بريقها فى المجتمع المصرى والعالم كله.. ويجب ألا يخضع ذلك لحسابات مالية أو سياسية معينة، بل يجب أن يكون ذلك كله لوجه الله، وما عند الله باقٍ لا ينفد.. فالنماذج التى رأيناها والتى لم نرها وغيرها الكثير قادرة على أن تندمج فى المجتمع، وتقدم له أيضًا فكرًا جديدًا ومختلفًا، وهذه قضية أمن قومى واجتماعى.

أتمنى أن يتكاتف المصريون جميعًا فى الداخل والخارج مع ذوى الهمم بمختلف أعمارهم ومواهبهم لتدشين حياة كريمة لهم تنعكس بالإيجاب على هؤلاء الأطفال أحباب الله والشباب والفتيات.. وتقديم يد العون الحقيقية لهم من خلال برامج توعية للمواطنين وتدشين نظم دعم تناسبهم فى كافة المجالات الثقافية والفنية والرياضية والتعليمية والخدمية والإعلامية وغيرها.

أعتقد أن هذه الاحتفالية الإنسانية هى قمة التضامن الإنسانى الذى تقدمه الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، والتى تفوقت على نفسها فى تحليل ومتابعة وعرض هذا الملف الذى تكاتفت وراءه كل جهات الدولة، ومعها أيضًا الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى قدم نماذج رياضية رائعة من ذوى الهمم فى مفاجأة للجميع، ولعلها تكون بداية لتمكين القدرات والمهارات الرياضية والفنية والثقافية لذوى القدرات الخاصة، لتحقيق ما يصبون إليه بعيدًا عن التنمر البشع أو الفهم الخاطئ لهؤلاء الجنود الذين يتحدون التحدى نفسه، فهم ذوو الهمم الإنسانية ونحن (قادرون باتفاق) على جعل هذه الاحتفالية بداية لتحقيق الحلم وأن يكونوا جزءًا فاعلًا ومنيرًا ومستنيرًا فى المجتمع المصرى.

فهؤلاء القادرون باختلاف أو اتفاق هم عباقرة هذا الزمان والمكان.

وأقترح أن يتم عقد منتدى سنوى على مستوى العالم لذوى الهمم، على غرار منتدى شباب العالم.. فهم خير سفراء لمصر فى الداخل والخارج.. وهذا سيعكس أيضًا فلسفة مصر فى رعاية حقوق الإنسان، القائمة على توفير الحياة الكريمة ورعاية كل الفئات، بعيدًا عن طنطنات وشعارات المنظمات المشبوهة والقنوات مدفوعة الأجر، التى تنعق ليلًا ونهارًا بحقوق الإنسان والحيوان.

فأى حقوق بعد ذوى الهمم الإنسانية والربانية؟!

ارحموا من فى الأرض

يرحمكم من فى السماء.