النهار
الأربعاء 19 نوفمبر 2025 09:22 مـ 28 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الهيئة العامة للتأمين الصحي تتخذ خطوات عاجلة لتعزيز جودة الخدمات وحل العقبات معهد ناصر يكرّم العاملين المتميزين بمركز الأورام تقديرًا لجهودهم في تطوير الخدمات الطبية ”مدبولي” يوافق على رعاية المؤتمر السنوي للسياحة الذي تنظمه لجنة الشؤون العربية المهم ألاقي اللي يريحني ويناسب شخصيتي.. أمينة خليل ترد علي التريند الشهير ” دا زارا عادي ” فعالية إعلامية عُمانية بمشاركة 20 دولة تتحاور في الإرث الحضاري بين عُمان والعالم محافظ القليوبية يعلنها صريحة: لا تهاون مع المخالفين.. وإزالة فورية لأي تعديات في المهد ”محافظ القليوبية” يعقد اجتماعًا موسعًا لرفع درجة الإستعداد القصوى لإنتخابات مجلس النواب 2025 رئيس جامعة المنوفية يلتقى نائب مدير أمن المنوفية لتوفير غرف مؤمّنة بالمستشفيات الجامعية لنزلاء قطاع الحماية المجتمعية جامعة أسيوط تطلق قافلة طبية متخصصة لعلاج أسنان الأطفال بكلية طب الأسنان غرفة الإسكندرية تشارك في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT جامعة المنصورة الأهلية تستضيف المؤتمر الدولي الأول حول مستقبل التمريض والاقتصاد الوطني بينهم سيدة .. وفاة وإصابة شخصين فى تصادم سيارة ملاكي مع توكتوك بأسيوط

رئيس التحرير

أســامة شرشر يكتب: لا عزاء للاستجواب

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

لا يخلو دستور من الدساتير المصرية المتعاقبة منذ دستور١٩٢٣ وحتى الدستور الحالى من النص على حق الاستجواب لنواب البرلمان؛ بوصفه عملًا يقوم بموجبه النائب بوضع الوزير فى موضع يشرح فيه سياسة الحكومة العامة أو توضيح مسألة محددة تهم الرأى العام، وهو من أهم أدوات الرقابة البرلمانية على أعمال السلطة التنفيذية.

وما جعلنى أتكلم الآن عن الاستجواب بوصفه أهم أداة من أدوات الرقابة البرلمانية، هو غيابه بفعل فاعل عن البرلمان السابق وكأنه سُبَّة دستورية وليست أداة دستورية وقانونية لصالح الوطن والمواطن قبل أن تكون لصالح البرلمان، إضافة إلى ما يدور فى حديث وذاكرة المواطن المصرى من أن البرلمان الحالى فيما يتعلق بالاستجوابات هو امتداد للبرلمان السابق؛ وذلك لأن غياب الاستجواب عن البرلمان ما زال مستمرًا.

وهنا أتساءل ويتساءل معى الكثيرون: لماذا استمر غياب الاستجواب عن البرلمان الحالى رغم أنه قام باستدعاء رئيس الوزراء والوزراء فى بداية الفصل التشريعى الحالى؟!، ولكن حدث بعدها صمت استجوابى ورِدَّة برلمانية، وكأن الاستجواب أصبح من عمل الشيطان، وأصبح الوزراء فى حالة ثقة مطلقة بأنه لن يكون هناك استجواب يزلزل أركان الحكومة فى كثير من القضايا الشائكة التى يستشعرها المواطن المصرى والتى تتعلق بحياته اليومية.

كلنا يذكر كيف كان الرئيس عبد الفتاح السيسى هو صاحب الاستجواب الحقيقى فى قضية الشهر العقارى؛ لأنه استشعر نبض الشارع المصرى عندما تأخر البرلمان عن مساءلة واستجواب المسئولين التنفيذيين، وتدخل الرئيس السيسى بحكم القانون والدستور وأوقف مذبحة الشهر العقارى ضد المواطنين، وطالب بتقديم تشريع كامل ومتكامل يفض الاشتباك بين الجهات الحكومية المختلفة؛ حتى لا يدفع المواطن المصرى العظيم الذى تحمل الكثير والكثير ثمن فساد وإفساد بعض الجهات.

وقد كان أكبر أخطاء إن لم يكن خطايا النظام الأسبق (نظام مبارك) هو تعمد تهميش دور الاستجواب فى البرلمان، وهو الخطر الذى حذرت منه فى مقال لى، ذكَّرنى به مواطن ما زال يحتفظ به، منشور بالعدد الثالث عشر من جريدة «الوقائع العربية» الصادر فى يناير 1999، وقلت وقتها تحت عنوان هذا المقال «إن محاولات سلق الاستجوابات وإلغاء دور البرلمان الرقابى دعوة لهدم الحياة البرلمانية والدور الرقابى للنواب؛ فالبرلمانات تمثل سلطة الشعب فى مساءلة ومحاكمة المسئولين».. وأكدت وقتها «أن العبث بالاستجواب وتهميشه سيفتح الباب للحركات الاحتجاجية والجماعات غير الشرعية لتنشر الشائعات وتتصدر المشهد معبرة عن الشعب».

وذكرت يومها ما قاله المرحوم عادل عيد عندما تقدم باستجوابه الشهير للشيخ محمد متولى الشعراوى – رحمه الله- حين كان وزيرًا للأوقاف، إن الوزارة أصبحت مرتعًا للفساد على يد محمد توفيق عويضة.. من يحمى عويضة؟ ويحمى مافيا الفساد؟ فرد الشيخ الشعراوى على الاستجواب: والله لا أعلم من الذى يحميه!

ودعونا نعُد إلى مضابط البرلمان لنجد كيف كان الاستجواب يهدد ويقلق الحكومة والوزراء والمسئولين ويزلزلهم ويفضح أى فساد ويوقفه.

دعونا نعُد بالذاكرة البرلمانية إلى الوراء لنذكر ونتذكَّر هذه الأسماء التى تركت بصمتها فى الحياة البرلمانية عبر استجواباتها القوية والوطنية، مثل محمود القاضى وممتاز نصار وعلوى حافظ والبدرى فرغلى وأبو العز الحريرى، وكيف كانت استجواباتهم رصاصات برلمانية شعبية تصيب الهدف فى مقتل وتنحاز للوطن والمواطن.

فهل آن الأوان لنعيد آلية الاستجواب للبرلمان فى كثير من القضايا التى تهم المواطن المصرى الذى أصبح مشاعًا بسبب تحمله وصبره على ما يحدث معه فى كثير من القضايا والهموم الحياتية؟!

لقد أردت قبل فض دور الانعقاد الأول للبرلمان وهو على بعد أسابيع من ذلك وإن لم يكن أيامًا، أن أنبه إلى أننا لم نسمع ولم نر ولم نشاهد استجوابًا يعبر عن الشعب المصرى بآماله وآلامه..
فهل يستعيد البرلمان المصرى ريادته البرلمانية ويعود نموذجًا للبرلمانات العربية وبرلمانات العالم ونرى دوىّ استجواباته وانحيازاته للشعب فيعود للشعب ويعود الشعب إليه؟!