الجمعة 19 أبريل 2024 10:41 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

خواطر كاتب 

حمدى البطران
حمدى البطران

بقلم : حمدى البطران 
عندما نكتب عن حوادث وقعت في عهد عبد الناصر أو السادات, فإننا أبدا لا نقصد التقليل من شان أي منهما , ولا يفهم مما أكتب أنني ضد عبد الناصر , أو ضد السادات . 
لأنني ببساطة متناهية أدين لعبد الناصر لاستفادتي من مجانية التعليم التي حققها . لولاها ما تعلمت , ولا إلتحقت بأرقي الكليات التي كانت حكرا علي علية القوم . 
والزخم السياسي الذي اندمجنا ونحن علي اعتاب الشباب , وفي عصر السادات شعرنا بالتشرذم والتشتت , رغم أن الرجل حرر الأرض , ورد لنا اعتبارنا , ولكن كان هناك شيئ يدفعنا إلي عدم التسليم بكل ما كان يفعله , وأنه زرع في بلادنا شياطين الإرهاب  التي ترعرعت في عهده . وفي عصر مبارك عانينا . من كل شيء , عانينا من الطبقات الطفيلية التي امتصت خيرات مصر , وعانينا من كبت الحريات , وعانينا من الحرمان من الوظيفة , وكان ذلك عندما نبهنا إلي خطورة ما تفعله الشرطة , مع اهالينا الفلاحين والأرياف , وحذرنا مما يحدث في الظلام , من رجال الأمن , والممارسات الأمنية الظالمة التي كانت مختبئة تحت ستار إعلامي كثيف , فكان ما كان . 
وأجبرنا علي التزام بيتنا , نكتب منه , حتى الآن . واستبشرنا خيرا بثورة يناير 2011, مع كل المصريين , أنا بصفة شخصية , لم أشارك فيها, لأنني لم أكن مقيما بالقاهرة , ولأنني لدي أسرة كان يجب ألا أفارقها , ولأجل ذلك لم أحج إلي ميدان التحرير , ولكننا كتبنا مؤيدين ومباركين , وانبهرنا باللحظات الحاسمة , وشاهدنا الليالي القاتمة ,التي أحرقت فيها كافة أقسام الشرطة , وعشنا أيام السواد مع الانحسار الرهيب للأمن , وجلسنا في الشوارع ليلا لنحمي بيوتنا , وشاهدنا نهب المتحف المصري , وحرق المجمع العلمي , ورأينا من يحرق علم مصر في الميدان المقدس , والمظاهرات الباهظة التي تنادي بسقوط الجيش ونشر الفوضى , واستمعنا إلي من يريد هدم مؤسسات الدولة , ليقيم عليها مؤسسات أخري ,لا ندري هويتها , وكأننا كنا نعيش في الكهوف , قبل يناير , ولم نكن دولة ولا لدينا جيش , ولا قضاء , ولا شرطة لأكثر من مائتي عام مضت .    
حتى جاء السيسي . وقلنا أن مصر يجب أن تستمر , وأن تمضي , وأن تنجو من المصير الرهيب الذي كان مخططا لها , ولم نعارض , لاعتقادنا أن مصر في مرحلة نقاهة , لا تستوجب الضغط الشديد أو إرهاقها بمعارضة صاخبة , لأنها في مرحلة بناء مؤسساتها الدستورية والديمقراطية .     
وكنا نتطلع إلي :     
-    تحقيق نوع العدالة الاجتماعية الناجزة .    
-    مقاومة الفساد .    
-    وضع ضوابط صارمة لتدخل رأس المال في الحكم .     
-    الحد من عبادة الفرد , وعدم إلقاء كل الأحمال والتطلعات علي كاهل الرئيس
ورغم أن ما ننادي به لم يتحقق , إلا أننا نري أننا في وضع متميز , متمنيين أن تسير مصر للأمام , ومؤمنين بأن الزمن والإرادة , كفيلان بتحقيق كل ما نريده لإصلاح بلدنا .
 

موضوعات متعلقة